تحولات جيوسياسية.. لماذا قررت تركيا العودة إلى القوقاز بعد 100 عام؟

الاثنين 14 ديسمبر 2020 02:02 ص

استغرقت أذربيجان 44 يوما فقط لهزيمة القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ وجعل تركيا أحد اللاعبين الرئيسيين في القوقاز.

واليوم، أصبحت قوة تركيا في المنطقة أكثر وضوحا.

وكان توجيه الشكر إلى أنقرة من أولى الكلمات التي صدرت عن الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف" عندما أعلن بفرح عن وقف إطلاق النار على شاشة التلفزيون الشهر الماضي.

وردا على ذلك، تدفق الناس إلى الشوارع حاملين العلمين التركي والأذربيجاني، وهم يهتفون لأنقرة.

وبعد يومين، وجه بعض الأعضاء البارزين في المعارضة الأذربيجانية رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، متجاهلين "علييف"، حيث دعوا تركيا إلى نشر قوات دائمة في مدينة شوشا في ناغورني قره باغ، التي سيطرت عليها باكو مؤخرا، لحماية المنطقة من أي تهديد روسي محتمل. 

والخميس الماضي، وقف "أردوغان" إلى جانب "علييف" خلال عرض عسكري في باكو، احتفالا بالنصر.

وبعد مائة عام من سيطرة الجيش العثماني على باكو، عادت تركيا من جديد إلى أذربيجان.

ولن تتمكن من التعرف على ذلك من المشاعر الأخوية المتدفقة في المشهد، لكن الأمر يمثل تغييرا صارخا ومفاجئا في البلاد.

أذربيجان تطلب المساعدة

قبل 10 أعوام، كانت الكلمات التي استخدمها "علييف" لوصف المسؤولين الأتراك هي "كذابين، وغشاشين، وخونة"، بعد أن سعت أنقرة إلى تطبيع العلاقات مع أرمينيا.

وجاء هذا الهجوم ضد حكومة "أردوغان" في اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، وفقا لبرقيات دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس".

وفي هذه الأثناء، اندلعت الاحتجاجات في باكو ضد أنقرة لسعيها إلى التطبيع مع يريفان دون الاستفادة من أي شيء  لصالح أذربيجان فيما يتعلق بناغورني قره باغ.

لكن الآن تبدو الأمور مختلفة تماما، حيث يصف "علييف" يوميا "أردوغان" بأخيه الحميم، ويحث الأذربيجانيون من مختلف الأطياف السياسية تركيا على إنشاء قواعد عسكرية على أراضي أذربيجان.

والسؤال الذي يطرحه دبلوماسيون أجانب مرارا وتكرارا أثناء محاولتهم حل هذا اللغز هو "لماذا الآن؟".

وقال مسؤول تركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لأن أذربيجان طلبت المساعدة. الأمر بهذه البساطة. لا توجد مؤامرة ما".

واحتلت القوات الأرمينية ناغورني قره باغ و7 مناطق مجاورة لها منذ عام 1994، بالرغم من قرارات مجلس الأمن المتعددة التي حددت المنطقة على أنها تتيع باكو.

ولكل من المجتمعين الأرميني والأذربيجاني جذور تاريخية وثقافية طويلة في المنطقة الجبلية.

واندلعت اشتباكات متفرقة منذ تسعينيات القرن الماضي، كان آخرها في عام 2016 وفي يوليو/تموز الماضي، لكن ناغورني قره باغ كانت صراعا مجمّدا إلى أن قررت أنقرة التدخل.

وأكد المسؤولون الأتراك في مقابلات مختلفة لموقع "ميدل إيست آي" أن عملية السلام التي تديرها "مجموعة مينسك" الدولية، برئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، كانت عديمة الجدوى على مدار الـ30 عاما الماضية.

وقالوا إن الوقت كان قد حان لاتباع نهج جديد.

وتتمتع تركيا وأذربيجان بصلات عرقية قوية، حيث إنهما يتحدثان نفس اللغة تقريبا ولديهما تاريخ مشترك.

وقد تساءل مسؤول تركي قائلا: "هل من الغريب أن نحاول مساعدة إخواننا؟"

الفراغ الدبلوماسي

ويسارع المسؤولون الأتراك إلى القول بأنه رغم فوائد الجولة الأخيرة بالنسبة لأنقرة وباكو، فإن أرمينيا هي التي أشعلت الحرب.

وفي يوليو/تموز، هاجمت القوات الأرمينية منطقة "كانجا جاب" الاستراتيجية شمال أذربيجان، ما أسفر عن مقتل جنرال ومعاونيه كانوا قد دربتهم تركيا.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في ذلك الوقت إن الاشتباكات بدأت بعد أن حاولت القوات الأذربيجانية عبور الحدود بشكل غير قانوني.

وقال "ماثيو بريزا" السفير الأمريكي السابق لدى أذربيجان، إن الهجوم أظهر فراغا دبلوماسيا في الصراع الأذربيجاني الأرميني.

وأضاف: "كان من الواضح أنه لن تلعب الولايات المتحدة ولا فرنسا أي دور في التوسط في هذا التصعيد. وقد احتلت روسيا دورا في الجانب الأرميني، فيما احتلت تركيا دورا في الجانب الأذربيجاني".

وأضاف "بريزا" أنه "في أغسطس/آب، بدأ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان فجأة وبحماقة الحديث عن معاهدة سيفريس، وهي تسوية عام 1920 كانت ستسلم شرق تركيا إلى أرمينيا. وأعتقد أن ذلك أزعج الرئيس أردوغان وآخرين على رأس القيادة التركية. ولحماية نفسها، كان هذا الرد الاستراتيجي من تركيا".

ويعتقد آخرون أن "باشينيان" هو من صعد التوترات في المنطقة منذ بداية هذا العام.

وقال "جيهون أسيروف" وهو صحفي أذربيجاني مستقل وخبير في شؤون القوقاز: "قال باشينيان إن ناغورني قره باغ هي أرمينيا وأنه ليس هناك حاجة لمزيد من المحادثات. لقد كان الأمر صادما حقا، حيث شعر سكان المنطقة بالظلم لأنه واصل تشجيع الاستيطان غير القانوني للأرمن في لأراضي الأذربيجانية".

وقال "أسيروف" إن هجوم يوليو/تموز على "كانجا جاب" كان مقلقا للغاية لأذربيجان، وكذلك تركيا.

وأضاف أن القوات الأرمينية هاجمت المنطقة التي يوجد بها ممر للطاقة مع خط أنابيب نفط "باكو - تبيليسي - جيهان"، وخط أنابيب غاز "تاناب"، وخط سكة حديد "باكو - تبليسي - كارس". وهذا هو شريان الحياة لباكو وخط طاقة وتجارة مهم لتركيا.

ودفع الهجوم المتظاهرين إلى النزول إلى شوارع باكو والمطالبة بالثأر بأعداد غير مسبوقة، حتى أن بعضهم اقتحم البرلمان.

وتم رفع الأعلام التركية في ساحات المدينة.

وأضاف "أسيروف" أن "الناس طلبوا علنا ​​مساعدة تركيا خلال الاحتجاجات".

التغلب على الخلافات

وقال "جوباد إيباد أوغلو" زعيم حزب المعارضة من أجل الديمقراطية والازدهار، والأستاذ في جامعة روتجرز، إن الهجوم كشف نقاط الضعف الأذربيجانية.

وأضاف: "لقد أظهر ذلك للجميع أننا بحاجة إلى تركيا لمواجهة التهديد الأرميني".

وعلى مر السنين، تغلبت تركيا وأذربيجان على خلافاتهما، فقد تخلت الحكومة التركية عن عملية التطبيع مع أرمينيا بعد تدخل قوي من "علييف"، الذي أرسل نوابا من أذربيجان إلى أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول 2009 للضغط على تركيا للتخلي عن المصالحة.

وفي وقت لاحق، نقل "أردوغان" و"علييف" علاقتهما إلى مستوى جديد، الأمر الذي سهل بناء خط أنابيب الغاز العابر للأناضول (تاناب)، ما عزز دور تركيا كمركز للطاقة في المنطقة من خلال نقل الغاز إلى أوروبا.

وفي الوقت نفسه، تمتلك شركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار" ما يقرب من 20 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة في تركيا، حيث اشترت أصولا استراتيجية مثل شركة البتروكيماويات "بيتكيم" وأنشأت مصفاة لتكرير النفط تسمى "ستار".

كما أطلقت شركة إعلامية أذربيجانية لها علاقات وثيقة مع "علييف" قناة إخبارية في تركيا عام 2018 باسم "هابر جلوبال".

وقال "أراستون أوروغلو" ضابط المخابرات الأذربيجاني السابق، إن "علييف" غير مساره في سياسته الخارجية.

وأضاف: "لقد نأى الغرب عن أذربيجان بسبب سياساتها الداخلية القمعية. وكان على علييف أن يقوم بتصحيح المسار في عام 2015 بالموازنة بين روسيا والدعم الغربي. وهو الآن بحاجة إلى تركيا للقيام بذلك".

أرض خصبة

ويقول المسؤولون الأتراك إنه بحلول الوقت الذي اندلعت فيه الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا في يوليو/تموز الماضي، كانت الاستعدادات لإجراء مناورات عسكرية سنوية مشتركة مع باكو جارية بالفعل.

وأضاف مسؤول: "لقد نشرنا بالفعل طائرات إف-16 في البلاد، ثم كان هناك تدريب عسكري بري بالدبابات".

وقال مسؤول تركي ثان إن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة خلقت أرضا خصبة لأنقرة لصياغة خطة لباكو لاستعادة الأراضي.

وبينما كانت الانتخابات تشتت انتباه واشنطن وبقية العالم، كان لدى أذربيجان فجأة ما يكفي من الوقت والمساحة للقيام بخطوتها.

وأضاف: "لقد عرضنا على نظرائنا الأذربيجانيين شراء طائرات مسيرة منذ العام الماضي لكنهم رفضوا بسبب اعتبارات مع القوى الغربية، وربما كان الأمر متعلقا بإسرائيل. فلم يرغبوا في الإضرار بعلاقاتهم. لكنهم أصبحوا مجبرين على قبول مساعدتنا بسبب الظروف".

وكان لدى تركيا العديد من الامتيازات التي تقدمها بما في ذلك الطائرات بدون طيار التي يمكن أن تدمر جبهة قتال شديدة التحصين، واستراتيجية صاغها كبار القادة ذوي الخبرة الذين قاتلوا في سوريا وليبيا، وأسلحة متطورة مثل الصواريخ الموجهة بدقة، والمرتزقة السوريين الذين أضافوا إلى العدد على الأرض.

وبالنسبة لأنقرة، كان من الطبيعي تقريبا أن تفعل تركيا شيئا لمساعدة أذربيجان. فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي، كانت تركيا ترغب في توسيع دورها في القوقاز وآسيا الوسطى، حيث ظهر عدد من الجمهوريات التركية.

وقال الصحفي "أسيروف" إن تركيا كانت مستبعدة من القوقاز منذ العهد العثماني.

وقال السفير السابق "بريزا": "لطالما كانت تركيا جزءا من مجموعة مينسك، لكن روسيا وأرمينيا منعتا تركيا دائما من الحصول على أي دور ذي مغزى.

ولطالما كانت تركيا تطمح إلى الوصول إلى أذربيجان وعلى طول الطريق إلى بحر قزوين".

العقبات أمام تركيا

ويشعر المسؤولون الأتراك بريبة نحو النفوذ الروسي في أذربيجان وجيشها، الذي تربط موسكو به علاقات عميقة طويلة الأمد، وفقا للعديد من الخبراء الأذربيجانيين.

ولدى المسؤولين الأتراك شكوكا في أن الفصائل الموالية لروسيا في الجيش الأذربيجاني نقلت معلومات إلى أرمينيا قبل هجوم يوليو/تموز على كانجا جاب، بما في ذلك معلومات استخباراتية عن الموقع الدقيق لضباط الجيش الأذربيجانيين رفيعي المستوى.

وقال "عباد أوغلو": "أشارت حرب عام 2016 أيضا إلى وجود فصيل موال لروسيا داخل الجيش الأذربيجاني.

لقد كان النفوذ الروسي كبير في القضاء والجيش والشرطة".

ويعتبر "نجم الدين صادقوف" رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأذربيجانية، من بين الرتب الموالية لروسيا.

ومنذ الصيف الماضي، اختفى "صادقوف"، الذي كان القائد الأذربيجاني الأعلى لمدة 27 عاما، عن الأنظار، وتشير الشائعات إلى أنه تم فصله بشكل غير رسمي من منصبه.

وقال "عباد أوغلو" إن مسؤولا آخر رفيع المستوى، وهو "بايلار أيوبوف" رئيس جهاز الأمن للرئيس، اختفى أيضا.

وتزعم عدة تقارير أنه تم اتهامه سابقا بمساعدة بعض أعضاء حزب العمال الكردستاني، الذي شن حربا دامية ضد تركيا منذ عقود.

بوابة آسيا الوسطى

وبمجرد بدء العملية ضد أرمينيا في 27 سبتمبر/أيلول، تقدم الجيش الأذربيجاني المدعوم من تركيا ببطء من الجنوب وحقق مكاسب ملموسة.

ومع ذلك، لم تكن الوتيرة مرضية بشكل خاص للمسؤولين في أنقرة، حيث شكك الكثيرون في تدريب وموثوقية الجيش الأذربيجاني.

وكانت روسيا مصدر قلق آخر لتركيا. ولم يكن سرا أن القيادة التركية كانت تعلم أن المقاومة الروسية ضد عملية أذربيجان يمكن أن تضع حدا للهجوم بأكمله.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، زار وفد تركي موسكو وأدرك أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ليس لديه أي خلاف مع أهداف تركيا.

ووصف وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" شوشا بأنها "مدينة أذربيجانية"، واكتفى بالانتقاد بشأن انتشار المرتزقة السوريين.

ومع اقتراب الجيش الأذربيجاني من "ستيباناكيرت"، عاصمة ناغورني قره باغ، المعروفة باسم "خان كيندي" في أذربيجان، وافقت أرمينيا على وقف إطلاق النار بوساطة روسية وبدعم من تركيا.

وقال مسؤول تركي: "لم نكن جزءا من المفاوضات حيث تمت صياغة الاتفاق بعيدا عنا، لكن تمت استشارتنا".

وكان أحد شروط اتفاق 10 نوفمبر/تشرين الثاني هو فتح طريق بين "ناخيتشيفان"، الجيب الأذربيجاني، وأذربيجان، عبر أرمينيا، وإنشاء رابط نقل مباشر بين أنقرة وباكو.

وقال المسؤول التركي: "يعتقد الكل أن هذا نصر استراتيجي لتركيا، وكأننا أردنا ذلك. لم نكن نعرف أي شيء عن الأمر حتى رأينا النسخة النهائية من الاتفاق. ومع ذلك، نحن سعداء بذلك".

وكان هناك شرط آخر أثار جدلا كبيرا في أذربيجان، وهو نشر القوات الروسية في ناغورني قره باغ كقوة لحفظ السلام.

وقال "أوروغلو": "لم تكن هناك قوة روسية في أذربيجان منذ سقوط الاتحاد السوفيتي". وهي ليست مجرد مهمة لوقف إطلاق النار. فلديهم أسلحة ثقيلة، وهم يبنون قواعد عسكرية دائمة بها طائرات بدون طيار وكل شيء. سيكون النفوذ الروسي في المنطقة وأذربيجان محسوسا بشكل مباشر".

وقال السياسي الأذربيجاني "عباد أوغلو" إن ما يسمى بممر "ناخيتشيفان" سيخدم أيضا المصالح الروسية.

وقال إن "موسكو تحاول الوصول مباشرة إلى إيران حيث تحاول بسط نفوذها باتجاه الجنوب".

ويلقي العديد من حلفاء تركيا في الناتو باللوم على أنقرة في تسهيل فوز روسيا، التي لم تطلق حتى رصاصة واحدة.

وهناك شبه إجماع في أذربيجان على أن الوجود العسكري التركي الدائم في البلاد بالقرب من ناغورني قره باغ ضروري لموازنة النفوذ الروسي المتزايد.

لكن يبدو أن أنقرة لم تتأثر بوجود روسيا في المنطقة.

وتوصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق لإنشاء مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار بالقرب من حدود قره باغ في وقت سابق من هذا الشهر، لكن شروط الاتفاق ظلت سرية.

وقال مسؤول تركي: "إنها مهمة لمراقبة وقف إطلاق النار فقط لا أكثر".

وبالرغم أنه قد تكون الحرب الأخيرة ساعدت روسيا في الحصول على موطئ قدم في أذربيجان، يعتقد الكثيرون في تركيا والغرب أن الصراع عزز قوة تركيا ودورها في المنطقة.

وقال "بريزا" السفير الأمريكي السابق "هذا تحول جيوسياسي ضخم لصالح تركيا، ويمكنني القول إنه لصالح الناتو أيضا. من الجيد انخراط تركيا في القوقاز سياسيا وعسكريا، وأنا أزعم أنه أمر جيد بشكل لا لبس فيه بالنسبة للناتو".

ويوافقه "أوروغلو" الذي قال: "لقد أعطت تركيا مثالا للدول التركية المجاورة بأنها موثوق بها وأن مساعدتها فعالة.. يود الشعب الأذربيجاني أن يرى الجنود الأتراك على أرضه. ويمكن أن يصبح هذا بوابة لتركيا إلى آسيا الوسطى".

المصدر | رجب صويلو - ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناغورني قره باغ القوقاز النفوذ التركي التدخل التركي الصراع الأذربيجاني الأرميني وقف إطلاق النار الدولة العثمانية