وول ستريت: هكذا اخترقت تركيا مناطق النفوذ التقليدية لروسيا

السبت 12 ديسمبر 2020 03:13 م

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مواصلة تركيا مراقبتها لوقف إطلاق النار في إقليم"قره باغ" الجبلي، "تنازلا هاما" من موسكو لأنقرة؛ كون أذربيجان وأرمينيا، المتصارعتان على الإقليم، جمهوريتين سوفيتيتين سابقتين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الرئيس "فلاديمير بوتين" قوله، في حديث للتليفزيون الروسي، إن الدعم العسكري التركي القوي لأذربيجان كان حقيقة لا يمكن للكرملين تجاهلها.

وعندما سئل عن دور تركيا الأوسع في منطقة القوقاز، بعد أيام من توقف القتال، الشهر الماضي، قال "بوتين": "ماذا يمكنني أن أقول لك. إنها تداعيات جيوسياسية من انهيار الاتحاد السوفيتي".

وخلال المعارك التي دارت على مدى 6 أسابيع، بسبب الإقليم الانفصالي الذي يقطنه ويديره الأرمن في أذربيجان، ساندت أنقرة باكو، واتهمت أرمينيا باحتلال أراض في أذربيجان.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مرمرة بإسطنبول "بهلول أوزكان" ما جرى في قره باغ "انتصارا كبيرا لتركيا"

فدخول تركيا إلى منطقة، كان الكرملين يعتبرها تقليديا مجال نفوذه الحصري، يشير إلى جهود الرئيس "رجب طيب إردوغان" لإعادة تشكيل دولته، وهي عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) والحليفة "المطيعة سابقا" للولايات المتحدة، لكنها الآن أًصبحت لاعبة قوية على مفترق الطرق بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

ولعبت تركيا دورا حاسما في انتصار أذربيجان على القوات الأرمينية في القتال من أجل السيطرة على قره باغ، وهي منطقة انفصالية متحالفة مع أرمينيا، لكنها تقع داخل حدود أذربيجان المعترف بها دوليا منذ أوائل التسعينيات.

وهذا الأسبوع، كان "أردوغان" في عاصمة أذربيجان لحضور عرض عسكري، ظهرت فيه طائرات تركية هجومية بدون طيار، والتي كانت عاملا أساسيا في الحملة الناجحة للقوات الأذربيجانية لاستعادة مساحات واسعة من قره باغ.

وخلال العرض العسكري، قال الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف"، الخميس الماضي: "منذ الأيام الأولى للحرب، أو بالأحرى منذ الساعات الأولى، شعرنا بدعم تركيا".

وكان التحالف التركي الأذري واضحا أيضا في تركيا؛ حيث تم وضع أعلام البلدين على قمة برج التلفزيون في إسطنبول الذي يبلغ ارتفاعه 720 قدما (220 مترا)، الشهر الماضي.

ورغم هذه التطورات، إلا أن محللين أتراك يقولون إن روسيا لا تزال القوة البارزة في المنطقة، وإن التطورات الأخيرة تعزز هذه المكانة نظرا لوجود 2000 جندي روسي منتشرين على الأراضي الأذرية كجزء من اتفاقية السلام.

ونوه المحللون إلى أن "بوتين ربما سمح لأنقرة بأن تصبح وسيطا للسلطة في القوقاز كجزء من حساب أوسع، وهو مواصلة دق إسفين بين تركيا والأعضاء الآخرين في الناتو".

المصدر | الخليج الجديد + وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا

بوتين أخفى غضبه من زيارة أردوغان لأذربيجان.. لماذا؟

تحولات جيوسياسية.. لماذا قررت تركيا العودة إلى القوقاز بعد 100 عام؟

أردوغان: نتطلع لاستمرار علاقة تركيا القوية بروسيا

ناشيونال إنترست: مستقبل تركيا لن يعتمد على روسيا أو الغرب

روسيا تستبعد سعي تركيا لتحقيق فكرة طوران العظيم.. ما القصة؟