أعلن الكاتب الإيطالي، "كورادو آوجاس"، تخليه عن وسام جوقة الشرف الفرنسي، بسبب منح باريس الوسام ذاته للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" قبل أيام.

جاء ذلك في مقال نشره "آوجاس"، الأحد، في صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية.

وقال الكاتب الإيطالي: "سأذهب للسفارة الفرنسية غداً لإعادة وسام جوقة الشرف الفرنسي، إلى الفرنسيين".

وأضاف الكاتب الإيطالي أنه لم يكن ينبغي على الرئيس "إيمانويل ماكرون" أن يمنح "السيسي" هذا الوسام.

وأوضح أن "السيسي" أصبح من الناحية الموضوعية ضالعا في جريمة مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني"، بالقاهرة عام 2016.

 وتابع "آوجاس": "أقول ذلك من أجل الأحداث المؤسفة لجوليو ريجيني وكذلك من أجل فرنسا التي تنحدر منها عائلتي".

وعقب الكاتب الإيطالي قائلا: "أنا أتفهم ما تعنيه الدبلوماسية، ولكن أي شرف هذا؟".

وشدد "آوجاس" على أن هناك مناسبات يجب أن يلتزم فيها رؤساء الدول بما يسميه الأمريكان فعل الصواب، وأعتقد أن الرئيس "ماكرون" فعل شيئا غير صحيح بمنحه الوسام لـ"السيسي".

وأضاف الكاتب الإيطالي: "الطريقة الإجرامية التي تتعامل بها السلطات المصرية بداية من رئيس الدولة السيسي، نسميها في أحسن الأحوال انتهاكا لنظام العدالة، فضلاً عن الشرائع الإنسانية المشتركة، وهذا كله وضع إيطاليا أمام بديل حقيقي للشيطان".

والخميس الماضي، أعلنت النيابة الإيطالية، اشتباهها في 4 من الأمن المصري، بينهم ضابط يحمل رتبة بالمخابرات العامة، في قضية اختفاء ومقتل "ريجيني"، بالقاهرة.

وقال المدعي العام في روما، "مايكل بريتيبينو"، في جلسة لإحدى اللجان البرلمانية الخاصة، إنه "تم تحديد 3 من الأمن الوطني المصري، وضابط شرطة ليكونوا قيد التحقيق في قضية اختطاف وتعذيب وقتل الشاب الإيطالي (ريجيني) في القاهرة"، بحسب "أسوشيتيد برس".

وأضاف أنه سيتم التحقيق مع المشتبه بهم على خلفية اتهامهم بالضلوع في عملية "اختطاف في ظروف مشددة ريجيني، وأن أحد هؤلاء الأربعة يحمل رتبة في المخابرات العامة المصرية، قد يواجه أيضا اتهامات بالتآمر لارتكاب عملية قتل في ظروف مشددة".

وأمهل ممثلو الادعاء المتهمين الأربعة 20 يوما لتقديم إفادات أو طلب الاستماع إليهم في القضية، على أن يقرر المحققون بعد انقضاء هذه المهلة ما إذا كانوا سيطالبون بمحاكمتهم من عدمه، بحسب المصدر ذاته.

ولم تكشف النيابة الإيطالية أسماء المتهمين، وفق "أسوشيتيد برس".

و"ريجيني" (26 عاما)، طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، وكان يجري بحثا في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، ثم اختفى 9 أيام، وبعدها عثر على جثته، وعليها آثار تعذيب، في فبراير/شباط 2016.

وتسببت جريمة قتل "ريجيني" في حدوث خلاف دبلوماسي بين روما والقاهرة.

تنازلات متتالية

يذكر أن هذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهرين التي يعلن فيها فائر بالوسام الفرنسي تخليه عنه.

وفي منتصف الشهر الماضي، أعلن الوزير والسفير السنغالي السابق "أمادو تيجان وون"، تخليه عن "وسام جوقة الشرف الفرنسي، ووضعه تحت تصرف السفارة الفرنسية بداكار، وذلك من أجل شرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

وأضاف وزير الثقافة السنغالي السابق، في رسالة بعث بها إلى الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، أنه "لا يتشرف بأن يتقاسم نفس الوسام مع صامويل باتي (المدرس الذي نشر صورًا مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم)، لأسباب عميقة ومقدسة"، متهما "ماكرون" بـ"السعي إلى تحويل المتهورين إلى أبطال".

وشهدت فرنسا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" "حرية تعبير".

وأثارت الرسوم وتصريح "ماكرون" موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.