بدأت المؤسسات الأمنية والسيادية الأمريكية تنسيقا للرد على واحدة من أعنف الهجمات السيبرانية التي استهدفت الولايات المتحدة قبل أيام.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، قوله إن مستشار الأمن القومي الأمريكي "روبرت أوبراين" قطع زيارة إلى أوروبا للعودة إلى واشنطن، لقيادة هذا التنسيق.

وكانت وزارة الدفاع "البنتاجون" من بين أهداف تلك الهجمات، حيث نجح المهاجمون، الذين يعتقد أنهم تابعون لروسيا، في اختراق بعض أقسامها.

بدوره، نسب موقع ذي هيل (The Hill) إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن البنتاجون على علم بهذه التقارير، ويقوم حاليا بتقييم الأضرار.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن وزارة الخارجية الأمريكية والمعاهد الوطنية للصحة باتت أحدث الوكالات الفيدرالية التي تعرضت لعملية تجسس متطورة.

وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تزداد قائمة ضحايا التجسس الإلكتروني التي تضم أيضا وزارات الخزانة والتجارة والأمن الداخلي، وشركات خاصة.

وكانت مصادر أمنية أمريكية قالت -في وقت سابق- إن مجموعات من القراصنة الروس، تابعة للأجهزة الأمنية الروسية، هي المسؤولة عن عملية اختراق واسعة النطاق ضد أهداف أمريكية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"‏ قالت إن أنظمة الحاسوب في عدد كبير من الوكالات الحكومية الأمريكية تعرضت لعمليات اختراق، مضيفة أن القراصنة زرعوا فيروسا إلكترونيا في أحد حواسيب شركة "سولار ويندوز" المتخصصة في إدارة الشبكات.

ومن بين زبائن هذه الشركة إدارات فيدرالية بالغة الحساسية، مثل مصلحة "الأمن السري" المكلفة بحماية الرئيس الأمريكي، ووزارة الدفاع "البنتاجون"، و"بنك الاحتياط الفيدرالي"، وشركة "لوكهيد مارتن" للصناعات العسكرية، و"وكالة الأمن القومي".

وعقب حدوث الاختراق الكبير، أصدرت الوكالة الأمريكية للأمن المعلوماتي توجيها عاجلا لجميع المؤسسات الفيدرالية، بقطع التيار الكهربائي عن جميع حواسيب شركة "سولار ويندوز".

بدوره، أكد وزير الخارجية "مايك بومبيو"، أن استخدام روسيا الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة هو أمر ثابت ومتكرر.

وقال في مقابلة إذاعية إن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات في الأعوام 2008، و2012، و2016.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة عملت على صدها عام 2020، وحثتها على التوقف عن القيام بهذه الأنشطة الخبيثة، وأضاف أن هذا الأمر يشكل تحديا حقيقيا.

من جهته، حمّل كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ "مارك وورنر"، روسيا مسؤولية الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي تعرض لها عدد من المؤسسات الأمريكية.

يذكر أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية "ديمتري بيسكوف"، نفى الاتهامات الأمريكية لبلاده بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية الأخيرة.

وقال "بيسكوف" إن الأمريكيين يستمرون في توجيه الاتهامات للروس في كل الأعمال التي تستهدفهم.

والإثنين الماضي، قالت السفارة الروسية في الولايات المتحدة إن محاولات وسائل الإعلام الأمريكية اتهام موسكو بشن هجمات إلكترونية على هيئات حكومية أمريكية، لا أساس لها.