عبدالخالق عبدالله: 2021 عام ما بعد الأزمة الخليجية وهذه تفاصيل الاتفاق

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 06:26 م

قال الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله" إن 2021 قد يكون عام ما بعد أزمة الخليج، حيث بدأ العدد التنازلي لطي صفحة هذه الأزمة التي اندلعت في يونيو/حزيران 2017 واستمرت لأكثر من 3 سنوات، كاشفا عن تفاصيل ما سماه "الدقائق الخمس الأخيرة من مفاوضات المصالحة".

وأضاف في مقال نشره على موقع شبكة "سي إن إن"، أن سنوات الأزمة الخليجية "كانت من أصعب السنوات التي مرت على مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في 25 مايو/أيار 1981 والتي دفعت البعض لإصدار شهادة وفاة بحق هذا المجلس".

وأكمل أنه "بعد تلك السنوات الثلاث العجاف، وبعد تعثر الوساطة الكويتية والأمريكية مراراً وتكراراً، بل وبعد أن بلغ اليأس والإحباط أقصاه، وساد الاعتقاد بأن أزمة الخليج جاءت لتبقى، ليس لثلاث سنوات فحسب، بل لثلاثين سنة قادمة، تحرك فجأة قطار المصالحة الخليجية من جديد خلال الشهر الأخير من 2020".

وتابع أن هذا التحرك جاء "إثر أخبار صحفية وبيانات رسمية، وتصريحات وتغريدات من مسؤولين خليجيين تشير إلى أن المصالحة الخليجية تعيش لحظات مهمة، وأنها تمر بالدقائق الخمس الأخيرة من الساعة الخليجية التي تسابق الزمن.

ووفق "عبدالله"، "جاء أول الغيث بصدور بيان كويتي متلفز وموجز على لسان وزير خارجية الكويت الشيح الدكتور أحمد ناصر الصباح يتحدث عن تفاهمات إيجابية.. وفي أقل من 24 ساعة، صدر تصريح أكثر وضوحاً على لسان وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان يؤكد أن اتفاق المصالحة أصبح قريباً ووشيكاً".

"بعد ذلك بعدة أيام بعث وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش بتغريدة يشكر فيها جهود الكويت ويثني على دور السعودية ومساعي أمريكا، لرأب الصدع في البيت الخليجي ويتطلع إلى قمة خليجية ناجحة"، بحسب "عبدالله".

هذه البيانات والتصريحات، وفق الأكاديممي الإماراتي، "التي تدفقت خلال الأسبوعين الماضيين تعكس أجواء إيجابية وتفاهمات وتوافقات ومفاوضات شاقة تجري حاليا في الكواليس وخلف الأبواب المغلقة لتدوير زاوية معضلة أزمة الخليج وبشائر مصالحة تدريجية، وتتم على أكثر من مسار العاجل منه والآجل".

وكشف "عبدالله" أن "مفاوضات الدقائق الخمس الأخيرة من الخلاف الخليجي تتناول أمورا سياسية وأمنية وثنائية وجماعية وأهم بند من بنودها الالتزام الجماعي بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لها، علاوة على إيقاف أعمال التحريض، ووقف خطاب التحريض والحض على الكراهية أو العنف، مع الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013، وملحقه لعام 2014، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو دعم الكيانات الخارجة عن القانون".

وأشار إلى أنه "في مقابل الالتزام الدقيق والجاد بكل ذلك، سيتم فتح المنافذ البرية والسماح لطائرات الخطوط القطرية لعبور الأجواء الخليجية ثم رفع باقي بنود المقاطعة لاحقاً".

وأشار إلى أن "أهم جديد في مسار مصالحة 2020 أن الوثيقة النهائية ستكون ملزمة بضمان أمريكي.. الضمان الأمريكي هو الجديد تحت الشمس. لقد اقتنعت واشنطن أخيراً أن تكون ضامنا لأي اتفاق ملزم لكافة الأطراف خاصة الطرف القطري من أجل عدم تكرار ما حدث عام 2014.. بعد تجاوز عقبة الضامن أصبح مسار قطار المصالحة سالكًا".

وكشف أن "أهم ما يميز المصالحة الخليجية 2020 عن سابقاتها أنها تتم بضمان من واشنطن. لكن بجانب الضامن الأمريكي، فإن المصالحة الجديدة مختلفة أيضا كونها تطبخ على نار هادئة، ومدروسة بعناية فائقة، ووفق خطوات تدريجية وجدول زمني واضح، كل خطوة صغيرة تليها خطوات كبيرة، ليصل قطار المصالحة الخليجية إلى محطته الأخيرة دون عجلة أو استعجال".

ووفق "عبدالله": "لا شك أن هذه التطورات مهمة بل هي الأهم منذ اندلاع أزمة الخليج، وإن صحت وتأكدت رسمياً، فإنها تدعو للتفاؤل دون الإفراط في التفاؤل لعدة أسباب".

ولفت إلى أن "طي صفحة الخلاف الخليجي آت لا ريب فيه، وقطار المصالحة الخليجية تحرك من جديد وبدفع جديد، وهذا في حد ذاته يدعو للتفاؤل بأن 2021 قد يكون عام ما بعد أزمة الخليج خليجياً، كما هو عام ما بعد فيروس كورونا عالميا، وأصبح من المؤكد أن 2021 هو عام ما بعد الرئيس دونالد ترامب أمريكياً".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية الإمارات السعودية مصر البحرين قطر عبدالخالق عبدالله

مصادر: بن سلمان غير مستعد لحل الأزمة الخليجية دون شروط

رويترز: الأزمة الخليجة تشهد انفراجة في يناير والحل النهائي قد يستغرق شهورا