قالت مصادر إن رئيس الوزراء المغربي "سعد العثماني" ووزراء حكومته، المحسوبة على حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، لن يكونوا في استقبال الوفد الإسرائيلي الرسمي الذي سيصل إلى البلاد، الثلاثاء، لتوقيع اتفاقيات بين الرباط وتل أبيب.
ويستعد المغرب لاستقبال الوفد الإسرائيلي، بعد أيام من قراره تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.
وأفاد مصدر دبلوماسي مغربي، في وقت سابق، بأن الوفد الأمريكي الإسرائيلي سيكون على رأسه "جاريد كوشنر"، مستشار الرئيس الأمريكي، ويضم "آفي بيركويتس"، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، و"آدم بروهلر"، مدير هيئة مالية التنمية الدولية الأمريكية، و"مائير بن شبات" رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ستسير شركة طيران العال الإسرائيلية أول رحلة من إسرائيل إلى المغرب غدا الثلاثاء. وتجسيدا للعلاقات الثقافية المشتركة سيتم وضع رموز "الكف" او "الخمسة" الى جانب الرقم 555 على الطائرة، إلى جانب عبارة السلام بالعربية العبرية والإنجليزية وأعلام المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة 🇮🇱🇲🇦 pic.twitter.com/Qq3MH7x9aN
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) December 21, 2020
وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء المغربي "سعد العثماني" قال لمقربين منه، في لقاء حزبي، قبل ساعات، إنه "غير معني بحضور ذلك الاجتماع كرئيس للحكومة، لأن الوفد الإسرائيلي لن يضم رئيس الحكومة هناك"، ولأن الاتفاقيات الموقعة لا تتعلق مباشرة بوجود رئيس الحكومة، بل بوزراء آخرين.
وعلى مستوى الوزراء الآخرين، فتشير تقارير إلى أن وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، التي يقودها "عبدالقادر عمارة"، عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية"، ووزارة الطاقة والمعادن، التي يقودها أيضاً عضو الأمانة العامة للحزب "عزيز الرباح" ستكون حاضرة مباشرة في توقيع الاتفاقيات مع دولة الاحتلال.
لكن المصادر أشارت إلى أن الوزيرين لن يحضرا التوقيع، وسيكتفيان بإرسال مديرين مركزيين وكتاب عموم للتوقيع، نظرا لأن الوفد الإسرائيلي لن يضم وزراء، وهو ما يرفع الحرج عن أعضاء حكومة "العثماني"، بحسب ما نقله موقع "عربي بوست".
وأثار موقف حكومة "سعد العثماني" من قرار تطبيع المغرب مع إسرائيل جدلا، حيث بادر "العثماني" بتأييد الاتفاق، وكذلك حزب "العدالة والتنمية" الذي حيا العاهل المغربي، بعد إنجاز الاعتراف الأمريكي بسيادة البلاد على إقليم الصحراء، وثمن "مواقف العاهل المغربي من القضية الفلسطينية عبر رئاسته لجنه القدس".
لكن "حزب التوحيد والإصلاح" في المغرب، وهو الجناح الدعوي لـ"العدالة والتنمية"، أعلن رفض اتفاق التطبيع، معتبرا أنه "خطوة مرفوضة ومؤسفة، وكذلك منظمة "شبيبة العدالة والتنمية"، التابعة للحزب، التي أكدت، في بيان، موقفها الرافض للتطبيع.
وبعد قرار التطبيع بأيام، قال "سعد العثماني" إن قرار تطبيع بلاده مع إسرائيل كان "صعبا"، وإن "الضرورة اقتضت ارتباطه بمسألة الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية"، مشددا على عدم تنازل الرباط عن الثوابت الفلسطينية.
وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، قد أعلن في 10 من الشهر الجاري، استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في إطار خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، مع اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية التي تتنازع الرباط وجبهة البوليساريو السيادة عليها.
وتبع ذلك، إعلان العاهل المغربي الملك "محمد السادس" استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.