فورين بوليسي: عام على قانون الجنسية ومسلمو الهند ما زالوا في خوف

الأربعاء 23 ديسمبر 2020 10:24 ص

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه رغم مرور عام على الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد "قانون الجنسية" المثير للجدل في الهند، فإن حكومة رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" ما زال من المرجح أن تواصل سياسة الاستقطاب على أساس ديني لحشد الناخبين خلال العام 2021.

وقال تقرير المجلة إن تلك المظاهرات شكلت أكثر الهبات الجماهيرية استدامة منذ وصول حزب "بهارتيا جاناتا" الهندوسي القومي للحكم عام 2014، وفاجأ حجم الاحتجاجات ضد القانون حكومة "ناريندرا مودي".

ولاح تكرر الحال مع المظاهرات المستمرة حاليا والتي يقودها مزارعون من طائفة السيخ ضد قوانين زراعية سنت حديثا، والتي يصفها الحزب الحاكم بأنها مظاهرات "معادية للوطن" ولم يمنحها أي شرعية سياسية رغم أن الحكومة فتحت قنوات حوار مع المزارعين لإنهاء حصارهم لنيودلهي العاصمة.

ويسمح قانون الجنسية، الذي أقره البرلمان الهندي في ديسمبر/كانون الأول 2019، للحكومة بمنح الجنسية لملايين المهاجرين غير النظاميين القادمين من 3 دول مجاورة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2014 أو قبله شرط ألا يكونوا مسلمين، وهذه الدول هي باكستان وبنجلاديش وأفغانستان.

وفي ذكرى مرور عام على المظاهرات الرافضة للقانون تراجعت الحركة المناهضة له ولم يتم إحياء ذكراها إلا بشكل رمزي، حيث قامت الشرطة الهندية بإيقاف مسيرة على ضوء الشموع قادها طلاب بنيودلهي في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وتشير المجلة إلى أنه كان من الصعب تصور كيف بإمكان الحركة الرافضة للقانون أن تتواصل، خاصة في ظل تفشي جائحة "كورونا" وتشويه سمعة الحركة من قبل قادة الحزب الحاكم والممارسات العدائية من ساكني نيودلهي إزاء إغلاق الطرقات، وتراجع دعم من يدعون أنهم "أحزاب علمانية" داعمة للحراك.

وتؤكد "فورين بوليسي"، أن الكثير من المواطنين الهنود باتوا يظهرون بشكل متزايد في عهد "مودي" تعصبهم المخفي ضد المسلمين.

كان آخر فصول هذا العداء ما قامت به إحدى العلامات التجارية الكبرى للمجوهرات، حيث سحبت إعلانا يظهر امرأة هندوسية تتزوج شخصا من عائلة مسلمة بعد رد فعل شعبي عنيف.

في السياق ذاته، أصدرت الحكومة في ولاية أوتار براديش، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في الهند، مؤخرا قانونا ضد ما سمته "تغيير الديانة بشكل قسري وغير قانوني" وضد الزيجات التي تهدف فقط لتغيير ديانة النساء.

ويرى متابعون أن هذا الإجراء يقوي ادعاءات القوميين الهندوس بأن الرجال المسلمين يسعون لتغيير ديانة النساء الهندوسيات عن طريق الزواج أو ما أطلقوا عليه اسم "جهاد الحب" (وهو مصطلح نأت عنه حكومة "مودي" رسميا).

وتؤكد المجلة أن حكومة "مودي" ستحرص على المضي قدما بحذر في سياستها المناهضة للمسلمين، خاصة أن العداء للإسلام أضحى إلى حد ما "عبئا" في الهند، في ظل ردود فعل سلبية من دول وأطراف خارجية مثل بنجلاديش المجاورة، كما أن هذا الأمر قد يتحول إلى مشكلة شائكة مع قرب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" إلى الحكم.

وتختم بأنه بعد عام من تفجر المظاهرات المنددة بقانون التجنيس أصبحت القوى التقديمة المناهضة للقانون تعتبر مناشداتها لدعم حقوق وحريات الأقليات بمثابة دفاع عن الدستور الهندي، وباتت تدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن حكومة حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي غير جادة في احترامها لقيم الدستور، وأن عداء من يسمون أنفسهم "أغلبية صامتة" لدعواتها أمر واقع.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فورين بوليسي مسلمو الهند القوميين الهندوس ناريندرا مودي

جهاد الحب يلقي بشاب مسلم في سجون الهند

الجزائر تقر تعديلا لنزع جنسيتها عن المتورطين بأعمال تهدد أمنها