أويل برايس: شبكات الكهرباء أصبحت ساحة نزاع بين إيران وحلفاء أمريكا

الأربعاء 23 ديسمبر 2020 09:34 م

رأت مجلة "أويل برايس" أن  شبكات الكهرباء أصبحت ساحة نزاع بين إيران وحلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، يضاف إلى التوتر الحالي بشأن البرنامج النووي.

وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل هذا الصراع بدأت تظهر على الساحة مع بدء إجراءات تنفيذ شبكة الطاقة الكهربائية بين العراق والأردن والتي قالت إنها تتحول وبشكل متزايد لموضوع مثير للجدل بسبب اللعبة السياسية المستمرة في العراق بين الولايات المتحدة وإيران.

والأسبوع الماضي، قال مدير الشركة الوطنية الأردنية للطاقة الكهربائية "أمجد الرواشدة"، إنه يتم التحضير لقبول العطاءات من أجل بناء شبكة الكهرباء بين الأردن والعراق والتي يتوقع طرحها بداية 2021.

وسيتم التركيز في المرحلة الأولى على توسيع طاقة محطة الريشة الأردنية والذي يسمح بتوفير 150 ميجات واط في المرحلة الأولية للعراق وتمتد على مدى 3 أعوام مع أنه يمكن تجديدها بالاتفاق بين البلدين.

وفي نفس الوقت قال وزير الطاقة الكهربائية العراقي "ماجد مهدي حنتوش" إن العراق لا يعمل على ربط شبكاته الكهربائية مع الأردن من خلال خط طوله 300 كيلومتر، وهو مشروع سيتم الانتهاء منه في عامين، بل لديه خطط اكتملت لإتمام ربط الطاقة الكهربائية مع مصر وفي مدى 3 أعوام.

وتقول المجلة إن إعلانات الطاقة الكهربائية هذه لمن لا يعرف بخداع الجيوسياسة بالشرق الأوسط تبدو غير مهمة وتخص تقوية الروابط بين الشبكات الكهربائية في المنطقة، ولكن لو تم النظر إليها عبر لعبة القوة بين الكتلتين بالمنطقة وهي: الولايات المتحدة، إسرائيل، الإمارات، البحرين، الكويت من جانب، وإيران، العراق، الصين، روسيا على الجانب الثاني، فالتعليقات الصادرة من المسؤولين العراقيين والأردنيين محملة بالمعاني الخفية والنوايا المبهمة.

فقد ظهرت المبادرة بين الأردن والعراق بشكل مفاجئ وبعد أقل من شهر من إعلان إسرائيل التي طبعت علاقاتها مع الإمارات والبحرين عن نفس الشيء.

وتزامن الإعلان الأردني العراقي بعد بيان من واشنطن منحت فيه العراق إعفاء قصيرا (45 يوما) لكي يتوقف عن استيراد الكهرباء من إيران (مباشرة من شبكات الكهرباء هناك أو إمدادات الغاز الطبيعي التي تستخدم في محطات الطاقة).

وكان الإعفاء القصير رسالة واضحة أن العراق بات يقترب من العقوبات وفرضها عليه من واشنطن بسبب استمراره انتهاك قواعد الاشتباك بين الولايات المتحدة وإيران، وفق المجلة.

الغضب الأمريكي حول العلاقة العراقية الواسعة والعميقة مع إيران، كان واضحا في أبريل/نيسان عندما منحت له أقصر تنازل لاستيراد الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي من إيران (30 يوما)، وأعلنت في نفس المؤتمر الصحفي المتحدثة باسم الخارجية "مورجان أورتاجوس"، عن فرض عقوبات على 20 كيانا في إيران وأخرى مقرها في العراق.

وأشير إلى هذه الكيانات بأنها تستغل تبعية العراق لإيران في مجال الحصول على الكهرباء والغاز من خلال تهريب النفط الإيراني عبر ميناء أم قصر العراقي وتبييض الأموال من خلال واجهات عراقية والتحايل على العقوبات.

وقصدت الولايات المتحدة من منح تنازل قصير للعراق لكي يفهم الرسالة ويبدأ عمليات تقليل علاقاته مع إيران والبدء بمشاريع تخفف من اعتماده على جارته في مجال الكهرباء والغاز.

والأسبوع الماضي، أخبرت مصادر في واشنطن الموقع أن الإعلان عن مبادرة الكهرباء الأردنية العراقية تمت بدون موافقة كاملة من الجميع، فحمائم العراق في واشنطن رأوا أنها مبادرة حقيقية لفطم بغداد عن كهرباء إيران وفي النهاية فسيقدم الأردن للعراق 1000 ساعة جيجاوات في العام في المرحلة الأولى من المشروع ومن ثم زيادة تدريجية بعد ذلك.

ويعتقد الحمائم في واشنطن أن خطط أنابيب النفط التي تربط الأردن بالعراق ستساعد على تقريب العراق من مجال التأثير الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكهرباء إيران أمريكا الطاقة الشرق الاوسط العراق الأردن