البحرين: مقاتلات فوق قطر وأحضان للمستوطنين؟

الجمعة 25 ديسمبر 2020 08:26 ص

البحرين: مقاتلات فوق قطر وأحضان للمستوطنين؟

لماذا لا يكترث أحد برئيس الوزراء البحريني الجديد ويقوم باستدعائه لطلب موافقته على ما يجري؟

بافتعال مشاغبة جوية وبحرية تحاول سلطات البحرين الخاضعة لنفوذ السعودية وبنشوة العلاقة المستجدة بإسرائيل القول إن لها رأيها في التوازنات الخليجية.

بحرينيون وإماراتيون شاركوا مستوطنين باحتفالات حانوكاه اليهودي بإضاءة شمعدان العيد أمام حائط البراق بالقدس المحتلة اعترافا بسيادة الاحتلال على الحائط.

*     *     *

في خطوة تصعيد ترفع منسوب التوتر في الخليج العربي قامت أربع مقاتلات بحرينية باختراق أجواء قطر ومياهها الإقليمية، مما دفع السلطات في الدوحة لإبلاغ مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن هذا الخرق لمجالها الجوي باعتباره تهديدا لأمن المنطقة، وتأتي العملية الأخيرة هذه بعد حادثة أثارت الجدل، إثر انتهاك طراد بحري للبحرين مياه قطر الإقليمية الأسبوع الماضي.

ودفع تذرع المنامة بالدفاع عن حقوق صياديها البحرينيين لتذكر الانتهاكات العديدة التي تقوم بها السلطات البحرينية ضد صياديها، فنشر أحد النشطاء على موقع تويتر صورة قائلا: «تذكرون هذه الصورة؟ مجموعة من الصيادين أثناء توقيفهم في مركز البديع لمنعهم من مزاولة الصيد»!

يجري ذلك على خلفيّة مباحثات حل أزمة الخليج التي تقودها الكويت، وكان لافتا فيها خبر إصدار الديوان الملكي السعودي أمرا عاجلا إلى كافة الجهات في المملكة بوقف الهجوم الإعلامي على قطر، وكان واضحا أن سلطات البحرين والإمارات تحاولان وضع العراقيل أمام الحل.

لوحظ بعد ذلك بعض التغيير في موقف أبو ظبي، بعد ما تردد عن اجتماع سري بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الأسبوع الماضي في مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر، عاد المسؤول الإماراتي للحديث عن التطلع إلى «قمة ناجحة في الرياض نبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي».

في ظل محاولة الرياض لضبط حركات حلفائها في حصار قطر، يبدو الموقف البحريني مثيرا للتساؤل، لكنه يكتسب مفارقة سياسية أكبر حين يتم تظهيره على خلفية مواقف المسؤولين البحرينيين (والإماراتيين طبعا) المتحمسة لإسرائيل، والناشطة بكل الاتجاهات لتمتين العلاقات الأمنية والمالية معها، وهي مواقف تجاوزت حدود المنطق وصارت أقرب لإعلانات فضائحية عن التعاطف مع المستوطنين واليمينيين المتطرفين في إسرائيل.

من ذلك ما فعله بحرينيون وإماراتيون شاركوا المستوطنين باحتفالاتهم بعيد حانوكاه اليهودي بإضاءة شمعدان العيد أمام حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة، في اعتراف رمزي بسيادة دولة الاحتلال على الحائط، واحتفالا بالمناسبة نشرت الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها في موقع تويتر مقطع فيديو يُظهر «زوارا من دولة الإمارات ومملكة البحرين يضيئون شمعدان عيد الأنوار اليهودي في إسرائيل».

كما شارك سفيرا البحرين والإمارات سفيرة دولة الاحتلال الإسرائيلي في لندن حفلا افتراضيا بالعيد نفسه رغم دعوة أكثر من 100 من المنظمات والعلماء المسلمين السفيرين للانسحاب من الحفل الذي شاركت فيه السفيرة المعروفة بإنكارها للنكبة ومواقفها العنصرية ضد الفلسطينيين.

عبر أشكال المشاغبة الجوية والبحرية المفتعلة، تحاول سلطات البحرين، التي خضعت للنفوذ السعودي لعقود، مدفوعة على الأغلب بالمثال الإماراتي، وبنشوة العلاقة المستجدة مع إسرائيل، للقول إن لها، هي أيضا، رأيها في موضوع التوازنات الخليجية، فإذا كان بعض الشغب من الوزير أنور قرقاش استدعى لقاء بين وليي عهد السعودية والإمارات، فلماذا لا يكترث أحد برئيس الوزراء البحريني الجديد، ويقوم باستدعائه، لطلب موافقته على ما يجري؟

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قطر، الأزمة الخليجية، البحرين، مقاتلات بحرينية، السعودية، المشاغبة الجوية والبحرية، حائط البراق،

هل تعرقل المواجهات بين قطر والبحرين حل الأزمة الخليجية؟

ردا على اتهامات قطر.. رسالتان من البحرين لمجلس الأمن والأمم المتحدة

إسرائيل تواصل الضم العملي للضفة الغربية رغم اتفاقيات التطبيع