كشف أطباء مصريون عن أوضاع مأساوية تمر بها بلادهم في ظل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) خلال الفترة الماضية، مؤكدين أن الأعداد الحقيقية أكبر من المعلنة رسميا بكثير، وأن وضع كورونا في مصر مأساوي وكارثي وخارج عن السيطرة.

وعلى مدى الأيام الماضية، سيطرت أخبار الإصابة والوفيات بفيروس كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وسط تفاقم للموجة الثانية للفيروس.

وتشهد البلاد ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات على المستوى الرسمي، وعلى مستوى الأرقام التي يتحدث عنها المراقبون والأطباء من مستشفيات العزل.

وأكد أحد الأطباء (يعمل في أحد مستشفيات العزل في محافظة الدقهلية شمالي مصر)، أن وضع كورونا في مصر مأساوي وكارثي وخارج عن السيطرة، مضيفا أن الأرقام التي تعلنها الحكومة غير دقيقة وأن أعداد الإصابات الحقيقة أضعاف ذلك، وأرجع ذلك لقلة عدد المسحات التي تجريها الدولة.

وقالت نقيب الأطباء السابق، "منى مينا"، إننا في مصر "نحارب وحشا كاسرا في الظلام".

وأضافت في منشور على "فيسبوك": "نحن نغمض عيوننا حتى نتجاهل وحش كورونا.. الوحش ينهش لحمنا الحي بشراسة متزايدة يوما بعد يوم".

أيام مظلمة

بدوره، كتب الطبيب "محمد حسن"، على صفحته على "فيسبوك": "بكتبلكم حاليا من داخل مبني عزل جامعة المنصورة.. الوضع سيء جدا جدا وكارثي.. خافوا على نفسكم وعلى أهاليكم والناس اللي بتحبوهم".

وحذر "حسن" من أن "الأيام الجاية ضلمة جدا.. مفيش أماكن في العزل لأي حالات جديدة والحالات متراكمة بالمئات في الطوارئ وبالآلاف في البيوت.. وريحة الموت في كل مكان.. حافظوا ع الناس اللي بتحبوهم".

وتابع: "المرض عدو وصعب وضعف ومفيش  غطاء  من الدولة لأي حد (لا يوجد حماية لأي شخص)... حافظوا على نفسكم".

وخلال الساعات الماضية، أعلن نادي الزمالك وفاة رئيسه المؤقت المستشار "أحمد البكري"، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، كما توفي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار، "لاشين إبراهيم"، جراء إصابته بالفيروس. 

كما أعلن نادي الأهلي والزمالك تسجيل 4 حالات إصابة جديدة بين صفوف اللاعبين مما دفع الاتحاد المصري لتأجيل مباراة القمة بين الفريقين في 28 من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى أجل غير مسمى، بالإضافة إلى إعلان الإعلامي "وائل الإبراشي" إصابته بالفيروس.

من جانبه، كشف طبيب بمستشفى النقاهة بجامعة المنصورة، أن المستشفى تستقبل يوميا من 10 -15 حالة إصابة يومية، مشيراً إلى أن المستشفى أصبحت مكتملة، لذلك تتوقف المستشفى عن استقبال حالات جديدة، ويتم الطلب من الحالات الجديدة العزل في المنزل.

وأضاف أنهم يعانون من نقص في الإمدادات الطبية مثل الملابس الواقية، مشيراً إلى أن المستشفى عليها ضغط الكبير، بحسب تصريحاته لموقع قناة "الحرة".

وبسبب الارتفاع الكبير في حالة كورونا، تصاعدت المطالبات بوقف الدراسة في مصر، وتصدر وسم "#توقف_الدراسة_في_مصر" مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالب الناشطون بتجميد الدراسة مؤقتا، واستئنافها في وقت لاحق، خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات المجدولة في وقت مبكر من شهر يناير/كانون الثاني المقبل.

إلا أن وزير التربية والتعليم، "طارق شوقي"، عارض هذه المطالب بشدة، وأثار غضب المصريين بتصريحه: "من يخاف على ابنه يعلمه في البيت".

سر الأرقام

وبحسب أرقام وزارة الصحة، فقد سجلت مصر خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 1021 حالة إصابة ليصل إجمالي عدد الإصابات نحو 129 ألف حالة إصابة، و51 حالة وفاة جديدة ليبلغ إجمالي عدد الوفيات 7260.

لكن تلك الأرقام الرسمية محل تشكيك كبير من قبل الكثير من الأطباء والمراقبين، خاصة بعد تسجيل أعداد إصابة كبيرة بين لاعبي كرة القدم والإعلاميين والفنانين خلال الأيام الماضية.

من جانبها، قال مدير الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، "ريتشارد برينان"، في تصريحات في 14 ديسمبر/كانون الأول، إن عدد الإصابات بكورونا التي تسجلها الصحة المصرية، لا يعكس العدد الحقيقي للإصابات في البلاد.

ولفت إلى أن عددا من الدول تستخدم استراتيجيات اختبار مختلفة لفحص إصابات كورونا، وضرب مثلا بالحكومة المصرية التي قررت أن تركز اختباراتها على مجموعة فرعية من المواطنين خاصة المصابين بأمراض معقدة وفي حالة حرجة.

ورجح أن المصابين بأعراض خفيفة أو متوسطة "لا يجرون اختبارات PCR".

وفي تأكيد ضمني لتصريحات "برينان" قال طبيب، يعمل في مستشفى الطوارئ بالدقهلية، إن أعداد الإصابة بالفيروس كبيرة جدا وفي زيادة، مشيراً إلى أن المستشفى تستقبل في ساعات عمله فقط نحو 70 أو 80 مصابا بالفيروس، بالإضافة إلى المرضى الذي يتم استقبالهم في العيادات الخارجية أو يتم رفضهم.

وأكد الطبيب أن المستشفيات لا تجري عددا كبيرا من المسحات، بل تعتمد على الأشعة والتحاليل للتعرف على كورونا وهذا غير دقيق في تشخيص المرض، موضحا أن متوسط عدد الحالات التي تستقبلها المستشفى 5 حالات، وهؤلاء لا يتم إجراء لهم مسحات، ولكن يتم قبولهم في المستشفى كحالات مشتبه فيها، بناء على الأعراض والأشعة مثل نقص الأكسجين، ولا يتم عمل مسحات لهم.