"لا يمكن أن تكون شخصية مخفية.. يجب أن تكون حاضرة في الكتب المدرسية. فالفتيات الصغيرات من بين جميع الأجناس بحاجة إلى رؤيتها"؛ هكذا وصف رئيس جامعة ماريلاند "فريمان هرابوسكي"، طبيبة من أصل أفريقي كانت صاحبة الفضل الأول في تطوير لقاح "موديرنا" المضاد لفيروس كورونا المستجد بالولايات المتحدة.

الطبيبة البالغة من العمر 34 عامًا هي "كيزميكيا كوربيت"، وتعمل أيضا باحثة بجامعة ماريلاند، وقادت فريقا بحثيا أجرى تجارب سريرية لإنتاج اللقاح لمدة 10 أشهر، ما دفع رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة "أنطوني فاوتشي" إلى تقديم شكر خاص لها خلال مشاركته بندوة عبر الإنترنت، وفقا لما أورده موقع شبكة "CBS".

وشرحت "كوربيت" طريقة عمل اللقاء بالإشارة إلى أن اللقاح يعلّم الجسم كيفية درء الفيروس، عبر دفعه للبحث عن الفيروس ومن ثم مكافحته.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن أكثر من 6.5 مليون أمريكي تلقوا جرعتهم الأولى من لقاح كورونا، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم يوميًا.

وأثنى "هرابوسكي" على الطبيبة النابهة بقوله: "كوربيت لديها خلفية علمية قوية، والطريقة التي تمكنت بها من التحدث إلى الناس فصلتها عن البقية"، في إشارة إلى تفوقها.

أما "بارني جراهام"، وهو رئيس "كوربيت" بصفته نائب مدير أبحاث اللقاحات، فوصفها بأنها "شخصية مؤثرة بالمجتمع نتيجة وعيها بالقضايا الاجتماعية والثقافية ومعرفتها بالعلوم".

وفي وقت تنتشر فيه شكوك ونظريات مؤامرة حول اللقاح المضاد لكورونا بين الأمريكيين من أصل أفريقي، مفادها أنهم سيتحولون إلى "فئران تجارب" لشركات عالمية، تأمل "كوربيت" في أن يضع السود ثقتهم في لقاح "موديرنا" ويثقون بالعلماء الذين يعملون وراء الكواليس لتقديمه للشعب الأمريكي.

ويتميز لقاح "موديرنا" بسهولة التخزين عند 20 درجة مئوية تحت الصفر؛ خلافا للقاح "فايزر-بيونتيك" الذي لا يمكن تخزينه على المدى الطويل إلا بدرجة حرارة متدنية جدا تصل إلى 70 درجة تحت الصفر؛ ما أجبر المجموعة على تطوير حاويات خاصة لعملية نقله.