‏تساؤلات عن "اختفاء" اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني

الأحد 10 أغسطس 2014 09:08 ص

التقرير // الخليج الجديد 

أثارَ العاملون في الحقل التطوعي والإنساني والإغاثي تساؤلاتٍ عن "أسرار" وأسباب اختفاء دور "اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني"، المنوط بها تقديم الدعم والإغاثة الإنسانية والمساندة للشعب الفلسطيني. 

وطرح العديد من الناشطين السعوديين علامات استفهام حول دور اللجنة في الحرب الحالية على غزة، وصمت مسؤولي اللجنة عن الكلام في وقت يتصاعد فيه دور المنظمات الإغاثية العربية والدولية لإغاثة متضرري الحرب الصهيونية في قطاع غزة، وإعلان السعودية تبرعها بـ300 مليون ريال على دفعتين؛ الأولى مائة مليون ريال، والثانية 200 مليون ريال لمواجهة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية في قطاع غزة.

 

أين ذهبت اللجنة؟

وأبرز الأسئلة المهمة المطروحة: هل ألغيت اللجنة؟ أم أوقف نشاطها؟ أم جمدت أعمالها؟ أم حل محلها جهة أخرى؟ أم ماذا؟، خاصة أن المشرف العام على اللجنة هو وزير الداخلية السعودي، ورئيسها مستشار وزير الداخلية، وأن لها مقرها المعروف في شارع العليا على بُعد أمتار من وزارة الداخلية، ولها فروع ومقرات في جميع المناطق يشرف عليها أمراء المناطق، ولها حساباتها البنكية المعروفة والمشهورة، ومخازنها ومستودعاتها التي يتم تجميع الإغاثة العينية من الغذاء والكساء والأجهزة والخيام والبطاطين بها.

التساؤلات وعلامات الاستفهام حول غياب "اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني"، جاءت بعد إعلان المنظمات الإغاثية العربية والدولية تنظيم حملات إغاثة إلى غزة، بسبب الوضع الإنساني الصعب جدًّا في القطاع، وكان للجنة دورها في الحروب السابقة على غزة، ومَنْ يتابع الحملات الشعبية والرسمية لدعم غزة والشعب الفلسطيني، كانت التوجيهات الرسمية من الجهات المختصة أن التبرع للفلسطينيين وغزة يكون فقط عن طريق "اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني"، وعبر حساباتها البنكية، أو توصيل التبرعات العينية إلى مخازنها، وأن عقوبات وإجراءات رادعة ضد أيّ شخص أو جهة تتلقى التبرعات لغزة غير اللجنة السعودية. 

بل إنّ منظمات إغاثية سعودية دولية مُنعت من ذلك، وطلب منها أن يكون عملها عبر “اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني”، ومن أبرز هذه المؤسسات والجمعيات الإنسانية والخيرية "الندوة العالمية للشباب الإسلامي”، و"هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية" التابعة لـ"رابطة العالم الإسلامي"، و"مؤسسة مكة المكرمة الخيرية"، و"مؤسسة الوقف الإسلامي،" و"مؤسسة إعمار الخيرية"، رغم أنّ لجميع هذه الهيئات والمؤسسات الخيرية السعودية ذات النشاط الدولي برامج ومشروعات وأعمال إغاثية في جميع الأراضي الفلسطينية، ولا يقتصر عملها على غزة أو الضفة الغربية فقط، بل وصل عملها إلى عرب 1948م.

 

الرئاسة والإشراف والمدير التنفيذي

وقد صدر في يـوم 18 رجب 1421هـ, الأمر الملكي رقم 8636، القاضي بتشكيل لجنة عليا بإشراف وزير الداخلية لوضع الضوابط والنظم لجمع التبرعات ومتابعة وصولها إلى مستحقيها في فلسطين لإغاثة الشعب الفلسطيني، وحدد الأمر الملكي الأهداف في الآتي: 

- العمل على إيصال التبرعات العينية والنقدية للشعب الفلسطيني 

- حث الناس بكل فئاتهم على استشعار واجبهم تجاه المقدسات الإسلامية ونصرة القضية الفلسطينية. 

- المساهمة في تلبية حاجة الأرامل والأيتام والمعاقين والمرضى وكبار السن والفقراء والمحتاجين في فلسطين. 

- المساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ودعم الجوانب الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية. 

- إيضاح حجم المعاناة التي يقاسيها إخواننا المسلمون في فلسطين من قبل العدوان "الإسرائيلي". 

- التواصل مع المؤسسات الفلسطينية والمنظمات الدولية الإنسانية لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

وحدد الأمر الملكي المشرف العام على الحملة: الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية، ورئيس الحملة مستشار وزير الداخلية, الدكتور ساعد العرابي الحارثي، والمدير التنفيذي, مبارك بن سعيد البكر.

 

برامج إغاثية سابقة

وطبقًا للبيانات الرسمية على موقع “اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني”، فإن برامجها ومشروعاتها الإغاثية خلال الأعوام الماضية تمحورت في الأعمال الإغاثية والإنسانية والطبية والتعليمية والمعيشية، منها: 

أولًا، البرامج الإغاثية وتشمل: توزيع الملابس والتبرعات العينية، توزيع بطانيات الشتاء. 

ثانيًا: البرامج التعليمية، وتشمل: إنشاء مكتباتة بالجامعات الفلسطينية، وبرنامج تمويل، وبرنامج منح الابتعاث الخارجي، وتوفير الحقائب المدرسية لطلبة المدارس، وغيرها.

ثالثًا: البرامج الصحية وتشمل: تأمين أجهزة لمركز الأمير نايف لعلاج الأورام بغزة، وتأمين مواد طبية بالتعاون مع الأونروا، وتوزيع أدوية ومستلزمات طبية على المتضررين في قطاع غزة، وبرنامج تأمين أجهزة وكراسي ومستلزمات غسيل الكلى وتركيبها في المستشفيات والمراكز الطبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والعديد من البرامج الأخرى.

رابعًا: البرامج الاجتماعية وتشمل: كفالة الأسر الفلسطينية، تشغيل العمال الفلسطينيين، برنامج دعم المؤسسات الاجتماعية، مساعدة أصحاب المزارع والمجرفة والمنازل المهدمة، مساعدة دور الأيتام، مساعدة الأسرى، مساعدة الأسر التي فقدت معيلها، إضافة الى المشروعات التنموية.

 

السر.. وراء غياب نشاطها

ويبقى السؤال المحوري وراء اختفاء نشاط وعمل "اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني"، في الوقت الحالي وفي ظل ظروف صعبة وعدوان صهيوني تجاوز كل الحدود، وأضرار بالغة؛ فافترب عدد الشهداء من ألفي شهيد، وأكثر من عشرة ألاف جريح، وعشرات الآلاف من النازحين بلا مأوى، ممن شردوا من منازلهم، أو سويت بيوتهم بالأرض، أو رحلوا عنوة بسبب القصف لمناطق القطاع، وتهدم مراكز صحية ومستشفيات وجامعات ومدارس ومساجد، والآلاف من الأطفال اليتامى والعجزة والمسنين بلا مأوى ولا رعاية.

فأين دور "اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني" في الحرب الحالية على غزة التي تعد أطول وأشرس الحروب العدوانية؟.

  كلمات مفتاحية

اتفاقية سعودية لتقديم مساعدات غذائية لـ 122 ألف فلسطينيا بالضفة الغربية