تيلرسون: ترامب وتر علاقاتنا مع الحلفاء وصداقته للمستبدين أضرت بأمريكا

الخميس 14 يناير 2021 10:14 م

قرابة 14 شهرا فقط قضاها وزير الخارجية السابق "ريكس تيلرسون" في إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اطلع خلالها على الكثير من الملفات، وتعامل فيها عن قرب مع الرئيس وطريقة تفكيره فيما يخص الشؤون الداخلية والخارجية.

غير أن هذه الفترة وما تبعها من أحداث وتفاعلات بعد خروجه منصبه كانت كفيلة بأن يؤكد أن "ترامب" الذي سيغادر منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، سيترك البلاد في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل دخوله البيت الأبيض عام 2017.

وفى مقابلة مطولة مع مجلة "فورين بوليسي" سلط "تيلرسون" الضوء على الإرث الثقيل لـ"ترامب" على المستويين الداخلي والخارجي، وكيف أن هذا الإرث سيفرض تحديات أمام الرئيس الجديد المنتخب "جو بايدن".

وأوضح "تيلرسون" أن "ترامب" وتر علاقة واشنطن مع حلفائها بينما لم تفلح محاولته الساذجة لصداقة المستبدين وخصوم أمريكا حول العالم.

وقال "تيلرسون"، إنه في كثير من المناسبات كان "ترامب" يتخذ إجراءات تتعارض مع الأمن القومي للولايات المتحدة، مضيفا أنه أكد للرئيس في مناسبات عديدة، إنه (أي تيلرسون) إذا لم يكن يستطيع مساعدته، فيمكنه الاستقالة من منصبة كوزير للخارجية.

وأكد وزير الخارجية السابق أن "ترامب" لديه فهم محدود للغاية للأحداث العالمية وتاريخ العالم والولايات المتحدة، معقبا "كان من الصعب حتى إجراء محادثة مع شخص (ترامب) لا يدرك المغزى من حديثنا عن بعض الأمور".

وأضاف الوزير أنه كان يواجه مشكلة في بداية توليه منصبه وهي أنه إذا كان لديه 3 أو 4 أشياء أو ملفات لتقديمها إلي الرئيس فإن الأخير كان يوافق على 2 فقط، وفي محاولة للتغلب على ذلك فكر في إحضار صور ومخططات لكي يستوعب الرئيس وهو ما نجح بالفعل لأن ذلك كان يجذب انتباهه.

وردا على سؤال من فورين بوليسي حول كيفية اتخاذ "ترامب" للقرارات، أجاب "تيلرسون" أنه لست متأكدا من أن العديد من القرارات المهمة التي اتخذها كانت مدروسة جيدا".

وعقب بأن ثمة تحدٍ آخر كان يتمثل في الأشخاص الذي يستطيعون الوصول إلى ترامب وإخباره بأمور غير صحيحة كان يبني قراراته عليها.

مصادقة الخصوم والإساءة للحلفاء

وعن السر وراء إساءة "ترامب" المستمرة لحلفاء واشنطن ومصداقة خصوم أمريكا وغيرهم من الزعماء المستبدين، قال "تيلرسون"، إن "ترامب اعتاد أن ينظر إلى الحلفاء باعتبارهم ضعفاء، وقال ذلك مرارا وتكرار في عدة مناسبات".

وفى مقابل إساءته المستمرة لفرنسا وألمانيا وكندا وحلف شمال الأطلسي، كان "ترامب" دائما يتودد ويريد تقديم خدمات للقادة المستبدين.

ويري "تيلرسون" أن هذا الأمر كان مثيرا للاهتمام، ولمعرفة الدافع ورائه ينبغي أن يدخل شخص إلى رأس "ترامب".

ورجع أن التبرير الوحيد يمكن أن يكون أن "ترامب" ظن أنه إذا استخف بالحلفاء وعامل هؤلاء الأشرار كأصدقاء فإنه بذلك يعمل لصالح أمريكا.

وأضاف: "ربما اعتقد أنه لو تقرب من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون فإنه سيقنعه بالتخلي عن عن أسلحته النووية، أو أنه لو دعا فلاديمير بوتين فسوف يخرج من أوكرانيا. هذا هو التبرير الوحيد ولكن لا أعرف حقا ما هو دافعه.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت استراتيجية ترامب في صداقة المستبدين والإساءة إلى الحلفاء أتت أكلها أم لا، قال "تيلرسون" إنها " لم تفلح على الإطلاق".

وأضاف "لقد أهدرنا فرصا أتيحت لنا مع زعيم كوريا الشمالية، ومع بوتين لم ننجر أي شيء يذكر، وحتى مع الصين لم ننجز أي شيء يخص الأمن القومي. أمريكا اليوم في وضع أسوء مما كنا عليه قبل يأتي ترامب للبيت الأبيض ولم أكن أعتقد أن ذلك من الممكن أن يحدث".

علاقة واشنطن بتركيا

وأوضح "تيلرسون" أنه "قلق للغاية" من ابتعاد تركيا عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجاه روسيا، كما يُفهم من شرائها لأنظمة الدفاع الروسية "إس-400".

ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا بأنها "مهمة للغاية"، مضيفا أنه يجب على واشنطن العمل من أجل الحفاظ على حوار مع أنقرة وإبقائها في حظيرة الناتو.

ورأى "تيلرسون" أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" سيبدأ في التفكير فيمن يمكنه اختيارهم داخل الناتو والبدء في استدراجهم، إذا ما حقق نجاحا مع تركيا.

وأكد الوزير الذي أقاله "ترامب" عام 2018 أن أردوغان تلقى تحذيرات كثيرة ومتعددة بشأن الخطوة التي وصفها بالاستفزازية التي تتخذها تركيا، ولكن "بوتين" سعى بشدة إلى بيع هذا النظام لتركيا، ليس لأسباب اقتصادية بل من أجل أسباب جيوسياسية، لأنه كان يعلم أن ذلك سيخلق الكثير من المشاكل في العلاقة بين تركيا والناتو.

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، نصح "تيلرسون" الرئيس المنتخب "جو بايدن" بمحاولة احتواء إيران، معربا عن أمله في ألا يفعل الإسرائيليون شيئا مستفزا.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب ريكس تيلرسون عزل ترامب

ترامب غاضب من مقارنته بنيكسون.. ومشاكل قانونية في انتظاره

بنس يجري أول اتصال بنائبة بايدن بعد هزيمة ترامب