استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لبنان.. وحكومة «المهمة المستحيلة»

السبت 16 يناير 2021 09:11 ص

لبنان.. وحكومة «المهمة المستحيلة»

يسعى سعد الحريري إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على استعادة «ثقة» المجتمعين العربي والدولي.

رُبطت المساعدات المالية العربية والدولية بتنفيذ «سيادة الاقتصاد» وتخفيف التبعية للخارج والتحول من اقتصاد «الريع» إلى اقتصاد «منتج».

يركز الرئيس وصهره على نظرة وجودية تتجاوز «حكومة مهمة» نحو حكومة تتخذ قرارات سياسية ويريدان امتلاك الثلث المعطِّل وفرض شروط تلائمهما.

*     *     *

إثر استقالة حكومة لبنان السابقة برئاسة سعد الحريري، تحت ضغط انتفاضة 17 أكتوبر 2019، أكدت مجموعة الدعم الدولية أن المحافظة على استقرار لبنان ووحدته وأمنه وسيادته واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، تتطلب حكومة فاعلة وذات صدقية، وقادرة على تنفيذ إصلاحات تستجيب لتطلعات اللبنانيين، وملتزمة بسياسة النأي بالنفس عن التوترات والأزمات الإقليمية.

وربطت تقديم المساعدات المالية العربية والدولية بتحقيق ذلك، مع ضرورة تنفيذ «سيادة الاقتصاد» بتخفيف التبعية للخارج، والتحول من اقتصاد «الريع» إلى اقتصاد «منتج» بالاعتماد على المصادر الذاتية للدخل والاستهلاك.

وفي مطلع العام 2020، تألفت حكومة حسان دياب، وهي أكثر الحكومات التي أُطلقت عليها صفات متعددة ومتنوعة ومواكبة للتطورات المحلية والإقليمية والدولية، منها حكومة التكنوسياسية، حكومة اختصاصيين، حكومة التكنومحاصصة، حكومة اللون الواحد، حكومة «حزب الله» وحلفائه.

لكن وزير المالية غازي وزني أطلق عليها «حكومة طوارئ»، وهو يعتبر أن إعلان حالة طوارئ اقتصادية بات ضرورة ملحة، لمكافحة الفساد، ومعالجة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية.

لكنها بعد مضي أقل من سبعة أشهر فشلت في تحقيق أدنى الأهداف المطلوبة منها، وسببت في أدائها خسارة لبنان «ثقةَ» المجتمعَين العربي والدولي، ومزيداً من التدهور الاقتصادي والانهيار المالي، حتى صُنف «هذا البلد دولة فاشلة» بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، واضطرت إلى تقديم استقالتها، وهي تقوم حالياً بتصريف الأعمال وفق أحكام الدستور.

وفي ظل أجواء انقسام سياسي حاد بين منظومة السلطة الحاكمة والأحزاب والكتل النيابية، تم تكليف سعد الحريري بتأليف حكومة جديدة، أطلق عليها «حكومة مهمة» لتنفيذ حزمة إصلاحات، وفق المبادرة الفرنسية التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته الثانية لبيروت في سبتمبر الماضي.

لكن نتيجة استمرار الخلاف السياسي الحاد، بل وتعميقه بين الرئيس الحريري من جهة ورئيس الجمهورية ميشال عون وتكتله بقيادة صهره جبران باسيل مدعوماً من «حزب الله» من جهة ثانية، لم تتمكن «المنظومة السياسية» من تشكيل الحكومة العتيدة، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على قرار التكليف.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس المكلف إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على استعادة «ثقة» المجتمعين العربي والدولي. يلاحظ في المقابل أن الرئيس عون وصهره، يركزان على نظرة وجودية، متجاوزَين «حكومة مهمة» إلى المطالبة بحكومة تتخذ قرارات سياسية، ويؤكدان على ضرورة امتلاك الثلث المعطِّل، وفرض الشروط الملائمة لهما.

وهما يراهنان على الوقت حتي يجد الحريري نفسَه مضطراً لتقديم التنازلات المطلوبة، مع علمهما المسبق أنه في حال حصل ذلك فلن تتوفر المساعدات الخارجية، والتي من دونها يكون اللبنانيون ذاهبين إلى «جهنم»، كما قال الرئيس عون نفسه في بداية الأزمة.

ومع تراجع وهج المبادرات الخارجية، يتخوف اللبنانيون من أن يصبح لبنان، الدولة والمجتمع، مهملين على رصيف الانتظار تحت ضغط التجاذبات والتحولات المرتقبة في الشرق الأوسط، على ضوء تطور نزاعات المحاور الإقليمية والدولية.

أما الفرنسيون الذين يتمسكون بمبادرتهم فيخشون أن يكون الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي، هو المدخل للانهيار الاجتماعي والأمني والسياسي.

وربما تكون العبارة الأكثر إثارةً لقلق اللبنانيين هي تلك التي أوردها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، محذِّراً بقوله: «انتبهوا، لبنان كما هو ذاهب الآن، وسيبلغ وضعية التحلل». وهو توصيف يحمل مغازي عميقة وشديدة الخطورة.

* عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

لبنان، الحكومة اللبنانية، نزاعات المحاور، المبادرة الفرنسية، سعد الحريري، الاقتصاد، ميشيل عون، حكومة مهمة، المساعدات المالية، الأزمات، الريع،

الرئاسة اللبنانية تتهم الحريري بالتفرد في تشكيل الحكومة