الرئاسة الفرنسية: لا اعتذار للجزائر.. وخطوات رمزية لمعالجة ملفات الحقبة الاستعمارية

الأربعاء 20 يناير 2021 03:18 م

أعلنت الرئاسة الفرنسية، الأربعاء، استبعاد خيار التوبة والاعتذار من الجزائر على جرائم الحقبة الاستعمارية، مشيرة إلى أنها ستقوم بـ"خطوات رمزية" فيما يتعلق بملفات الحقبة العالقة.

جاء ذلك في أول تعليق رسمي عقب تقديم المؤرخ "بنيامين ستورا" تقريرا بشأن الحقبة للرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون".

وتطرق "ستورا"، في فصل من فصول تقريره، إلى مسألة الاعتذارات التي طلبتها السلطات الجزائرية منذ عدة سنوات، وقدم 22 مقترحا لترميم العلاقة بين فرنسا والجزائر حول قضايا الماضي الاستعماري العالقة، وفقا لما أوردته صحيفة "الشروق" الجزائرية.

ومن بين مقترحات التقرير صنع تمثال للأمير "عبدالقادر"، الذي قاتل ضد غزو للجزائر في منتصف القرن 19، في أمبواز، حيث عاش في المنفى بين عامي 1848 و1852، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر في عام 2022.

كما اقترح التقرير اعتراف فرنسا باغتيال المحامي "علي بومنجل"، الزعيم السياسي للقومية الجزائرية، الذي قُتل عام 1957.

وفي السياق، أشار بيان الرئاسة الفرنسية إلى أن "ماكرون" سيشارك في 3 احتفالات تذكارية في إطار الذكري الستين لنهاية حرب الجزائر في 1962، هي اليوم الوطني للحركيين في 25 سبتمبر/أيلول، وذكرى قمع تظاهرة الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961، وتوقيع اتفاقيات إيفيان في 19 مارس/آذار 1962.

و"ماكرون"، الذي ولد بعد الحقبة الاستعمارية لفرنسا، هو أول رئيس لبلاده يعترف بحجم الانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة في عام 2017، أثار ضجة كبيرة بإعلانه أن استعمار الجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية".

وبعد عام، اعترف "ماكرون" بأن فرنسا حرضت نظام سهل التعذيب خلال الحرب الجزائرية 1954-1962، التي أنهت 132 عامًا من حكم الاستعمار.

وفي 5 يوليو/تموز الماضي، طالب الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبّون" فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري في بلاده، معتبراً أنّ ذلك من شأنه تهيئة المناخ لإقامة علاقات اقتصاديّة وثقافيّة تتسم بحسن الجوار.

وقال "تبون"، في حوار أجراه مساء السبت مع قناة "فرانس 24"، إن باريس قدّمت "نصف اعتذار"، في إشارة إلى استقبال الجزائر رفات 24 مقاوما قُتلوا في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي، تمّت استعادتها من فرنسا في بادرة تهدئة من باريس، آملاً في أن "تُواصِل على نفس المنهج وتُقدّم كامل اعتذارها".

واعتبر الرئيس الجزائري أن نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" رجل نزيه قادر على مواصلة نهج التهدئة بين البلدين، مذكّراً بالدور الذي يمكن أن يلعبه في هذا المجال 6 ملايين جزائري يعيشون في فرنسا.

واتسمت العلاقة بين الجزائر وباريس تاريخيا بالتقلب في ظل انطباع سائد في الجزائر بأنّ فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري، ما دفع نوابا جزائريين أخيراً بإعداد قانون تمّ بمقتضاه اعتماد 8 مايو/أيار يوماً للذاكرة، تخليداً لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة (شرق).

وكان الرئيس الجزائري قد ذكر، في رسالة وجهها إلى الشعب الجزائري، في 7 مايو/أيار الماضي، بمناسبة الذكرى الـ75 لمجازر الثامن من مايو/أيار 1945، التي ارتكبها الجيش الفرنسي بحق متظاهرين جزائريين، أن الاستعمار قتل على مدار 132 عاما (1830-1962)، نصف سكان بلاده (قبيل الاستقلال)، "في جرائم لا تسقط بالتقادم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ماكرون الجزائر

ماكرون يأمر برفع السرية عن أرشيف الاستعمار الفرنسي للجزائر