تفاقمت أزمة تفشي الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد في لبنان إلى حد امتلاء المستشفيات في أغلب مناطق البلاد بالمصابيين، ما اضطر الأطباء إلى معالجة الحالات الأقل خطرا على المقاعد عند مداخل أقسام الطوارئ.

وفي مستشفى الروم، بالعاصمة اللبنانية، بيروت، استنزف القطاع الطبي بعد إصابة عدد كبير من أطقمه بالفيروس المستجد وهجرة آخرين إلى الخارج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان، وتكدس قسم الطوارئ بالمصابين، وخصص للحالات الخطرة ما تبقى من أسرة في العناية المركزة، وفقا لما رصدته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأكد أطباء القسم أن "العمل لا يتوقف في القسم مع وجود ضغط كبير عليهم نتيجة العدد الكبير من الإصابات المسجلة يوميا".

ووجه الفريق الطبي رسالة إلى المواطنين حثهم فيها على ضرورة التزام الحجر المنزلي لا سيما مع بلوغ المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى.

وأكدت إحدى الممرضات حصول العديد من الإشكالات مع مواطنين لم يجدوا لهم سريرا فارغا داخل قسم معالجة مصابي "كورونا"، وطالبت المواطنين بتفهم ما يمر به القطاع الطبي في هذه الظروف الصعبة.

وأشارت إلى أن عدد الأسرة ممتلئ، مضيفة: "يأتي الكثير من المرضى الذين هم بحاجة إلى أسرة ولا نجد لهم أماكن، نضطر إلى أن نرسلهم إلى مستشفيات أخرى من أجل أخذ الأكسجين الكافي، أو إيجاد مكان لهم، لأنها كارثة، والالتزام لم يكن صحيحا من قبل المواطن ولم يكن هناك دراية لهذه الحالة".

وفي السياق، رصدت شبكة BBC اضطرار عديد المستشفيات اللبنانية إلى تحويل أقسام الطوارئ و"الكافيتريات" إلى أماكن استقبال لمصابي "كورونا".

وعرضت الشبكة البريطانية حالة لطفل يدعى "أحمد"، يبلغ عاما واحدا من العمر، وحاول أهله العثور على سرير له بغرفة عناية مركزة على مدى 3 أيام دون جدوى، إلى أن مات إثر إصابته بالفيروس التاجي.

وقال مدير مستشفى "رفيق الحريري" الجامعي " فراس أبيض" إن 6% من إجمالي العاملين بالمستشفى أصبحوا من بين المصابين بالفيروس المستجد، وبالتالي فقدتهم قوة العمل.

وأشار إلى أن العديد من الأطباء والممرضات فضلوا الهجرة من لبنان للبحث عن عمل في دول الخليج أو غيرها "طلبا للقمة العيش"، حسب تعبيره. 

يذكر أن الرئيس اللبناني العماد "ميشال عون" دعا المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع، الخميس المقبل، لدرس تمديد الإقفال التام في البلاد، بعد أن وصل عدد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد إلى 260 ألفا و315 حالة إصابة.