أظهرت دراسة ميدانية أجرتها مجلة إيكونوميست البريطانية داخل المجتمع الإيراني، أن التكريس الرسمي للعقيدة الشيعية يدفع بمزيد من الإيرانيين نحو اعتناق مذاهب وديانات أخرى.

وأوردت الدراسة أن الفجوة الروحية تتسع كثيرا بين آيات الله وبين من يخضعون لاستبداد النظام الإيراني وقمعه، وسجلت على لسان مسيحيين وزرادشتيين وبهائيين، ظواهر من إقبال الإيرانيين على هذه المعتقدات، وهو ما وصفه رجل الدين الشيعي "ياسر ميردامادي" بأنه "تغيير في الولاء؛ لأن الإيرانيين لم يعودوا يجدون الرضا في النهج الرسمي".

وأضافت الدراسة أن تمجيد النظام الإيراني للموروث الفارسي عزز انتشار الديانة الزرادشتية؛ كونها عقيدة فارسية ظلت تُقام فيها الصلاة حول النار، إلى أن منعت السلطات ذلك في العلن عام 2019

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الزرادشتية، أقدم ديانة في إيران، وربما تكون ثاني أكبر ديانة في البلاد، إذ تفيد الإحصاءات الرسمية، بأن لديها من الأتباع 23 ألفا، لكن الأرقام الحقيقية تبدو أكبر كثيرا.

كما سجّل تقرير إيكونوميست تزايد عدد السكان السُنّة في إيران، وأرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع معدلات المواليد. ويُعتقد أنهم يشكلون 10% من السكان يعيشون في الغالب على أطراف البلاد.

وأفاد التقرير الميداني بأن السلطات الإيرانية تريد أن تبقي الكتلة السنية محصورة في تلك الحدود بعد أن هدمت جميع مساجد السنة في العاصمة طهران. ومع ذلك، يتدفق آلاف السنة كل يوم جمعة من فيلات كبيرة في طهران يستخدمها السنة كجوامع للصلاة.

كما يُظهر الاستطلاع انضمام ملايين آخرين إلى مذاهب أو معتقدات أخرى، مثل الإرسانيين الذين يتبعون تعاليم رجل مرجعي من القرن الرابع عشر، وكذلك البهائيين، الذين يتبعون مرجعا آخر كان ظهر في القرن التاسع عشر.

وتجذب عالمية وطقوس هذه الفئات، التي تتضمن الموسيقى والرقص والاختلاط بين الجنسين، الكثيرين إلى البحث عن متنفس من القهر والإحباط، الذي يتعرضون له على يد الملالي والنظام، بحسب الصحيفة البريطانية.

وكان استطلاع للرأي شمل أكثر من 50 ألف إيراني (حوالي 90% منهم يعيشون داخل إيران) أجرته مجموعة جامان البحثية الهولندية عبر الإنترنت، قد أظهر أن "إيران دولة في حالة تغيّر ديني. فقد أفصح حوالي نصف المستجوبين بأنهم ما عادوا متدينين أو غيروا دينهم".