استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بعد «كوفيد-19».. العالم يحصي الخسائر

الجمعة 29 يناير 2021 04:19 م

بعد «كوفيد-19».. العالم يحصي الخسائر

يبدو العالم اليوم مقبلاً على موجة توترات ومخاطر كالقرصنة الشبكية وهي مخاطر إضافية لا تلغي ولا تحيّد المخاطر القائمة والسابقة.

تعود الأوبئة والأمراض المعدية مجددا لتلقى بظلالها على الاقتصاد العالمي والسياحة والسفر وفي الأسواق تحتاج موجة من البطالة الدول والمجتمعات.

يتوقع أن يعود الإرهاب والتطرف بعدما تقدم العالم في مواجهتهما وهناك ارتباك في تقديم السلع والخدمات كما تستجد تحديات ضبط الجودة ومراقبة الأسعار.

*     *     *

يؤشر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول المخاطر المترتبة على جائحة «كوفيد-19» إلى أن التقدم الإنساني في مواجهة الفقر وعدم المساواة يتراجع إلى مستويات سابقة عما كان عليه، وإلى أن العالم يحتاج إلى عدة سنوات ليستعيد ما كان عليه الوضع قبل الجائحة.

وبالطبع فإن الفجوة الرقمية المتسعة والتي ظهرت بوضوح في الجائحة، تعطل قدرات فئة واسعة من الأفراد والأمم على المشاركة الاقتصادية والاجتماعية. وقد ظهر بوضوح أن التقديرات السابقة والمتواصلة حول الدور المتسع للإنترنت في التنمية لم يُؤخذ بجدية في كثير من الدول والمجتمعات.

بل إن بعضها حاولت تعطيل المبادرات لتوسعة المشاركة في الشبكة واستخدامها في العمل والتعليم. وتبيَّن أن كثيراً من المشروعات لدمج العمليات التنموية والخدمات الأساسية في الشبكة لم تكن بالكفاءة المفترضة، ولم تكن حسب المواصفات المتفق عليها في التمويل والعقود المبرمة، بل كانت محدودة وأقرب إلى الوهم.

لقد تحولت المؤسسات والأعمال بشكل سريع ومن غير استعداد كافي إلى استخدام الشبكة، من غير اختبار عملي أو حقيقي مسبق لاستعداداتها، أو فحص ما كانت تقوله عن بنيتها الشبكية، وليس خيالا علمياً ما يقال اليوم عن مخاطر جدية تواجه كثيراً من الأمم تتجاوز الفجوةَ الاقتصادية والاجتماعية وتراجع النمو الاقتصادي إلى تهديدات أمنية وسياسية.

ويبدو العالم اليوم مقبلاً على موجة من التوترات والمخاطر، مثل القرصنة الشبكية، وهي بالطبع مخاطر إضافية لا تلغي ولا تحيّد المخاطر القائمة والسابقة، مثل أسلحة الدمار الشامل، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية والمالية، والهشاشة الاجتماعية، والتحديات التي تواجه التماسك الاجتماعي أو القدرة على الصمود.

وبالطبع فقد قدمت جائحة كورونا دروساً مهمة في الإدارة والاقتصاد وسائر مجالات الحياة والعمل، لكنها تظل دروساً مجردة إذا لم تدركها الأمم بوضوح وتنشئ وعياً جديداً لإدارة المخاطر والآفاق والفرص القائمة وتلك التي تتشكل في المستقبل القريب.

وينبغي أن ندرك بوضوح أن أي واقع قائم يتحول إلى مصالح لفئات اجتماعية واقتصادية، وأن هذه الفئات سوف تقاوم التغيير بكل ما تملك من قوة وتأثير.

لكنه أيضاً إدراك يجب أن يمنحنا مفاتيح جديدة للوعي والتقدير المستقبلي لنحدد بكفاءة ووضوح المستفيدين والمتضررين من الشبكية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية المصاحبة، وأن نتحرك بكفاءة ونزاهة لتأهيل جميع الطبقات والمصالح والفئات لاستيعاب الشبكية إيجابياً بدلا من تجاهلها أو تأخيرها أو مقاومتها.

ستتفاقم التحديات والمخاطر التي كانت قائمة قبل الجائحة بسبب تراجع النمو الاقتصادي ونشوء تحديات وأولويات جديدة، فالعالم يعود بسرعة وإلحاح لتأمين الاحتياجات والخدمات الأساسية في مجالات الصحة والغذاء والتعليم.

وتتراجع أولويات إدارة التغير المناخي والتلوث والأضرار البيئية التي يسببها الإنسان لنفسه وللطبيعة، وتنشأ بطبيعة الحال فجوات جديدة قائمة على الشبكية ومستمدة منها، مثل الفجوة الرقمية والمخاطر السيبرانية.

ومؤكد أن الأوبئة والأمراض المعدية تعود من جديد لتلقى بظلالها على حركة الاقتصاد العالمي والسياحة والسفر. وفي تغيرات الأعمال والأسواق فإن موجة من البطالة تجتاح الدول والمجتمعات.

ويتوقع أيضاً أن يعود الإرهاب والتطرف بعدما تقدم العالم في مواجهتهما. وهناك أيضاً ارتباك في تقديم السلع والخدمات. كما تنشأ تحديات جديدة في ضبط الجودة ومراقبة الأسعار.

سوف تنكفئ الأمم جميعاً لتحصي خسائرها ومكاسبها، وقد صار لدى المثقفين والناشطين قدرات ومصادر كثيرة متاحة للملاحظة الكافية لتقدير أو قياس خيبة الأمل والإحباط لدى الشباب وعدم المساواة الرقمية والركود، والإرهاب والهشاشة الاجتماعية والتفكك والضعف في البنى والمؤسسات التقليدية للتنظيم والتنشئة مثل المدرسة والأسْرة، وذلك لأسباب بسيطة وبديهية، فقد تحولت الأسرة وبسرعة إلى شريك أساسي في العملية التعليمية، لكن ذلك جرى من غير مؤهلات أو تدريب كافي للأسر.

لقد واجهت الأسر التحدي بعاطفة ومسؤولية كبيرة، لكنها اكتشفت ما تحتاج إليه من معرفة ومهارات لتكون قادرة على المشاركة في التعليم، وصارت عمليات الإرشاد الأكاديمي والاجتماعي والتربوي والنفسي جزءاً أساسياً وكبيراً في المدارس والعمليات التعليمية، وكانت من قبل محدودة، ولم تكن الإدارات التعليمية تنظر إليها بجدية واهتمام.

* إبراهيم الغرايبة كاتب وباحث أردني

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

كوفيد-19، كورونا، الخسائر، عدم المساواة الرقمية، الركود، الإرهاب، الهشاشة، التفكك، ضعف البنى، المؤسسات،

فورين أفيرز: آفاق إيجابية تنتظر العالم بعد عام مظلم من الوباء