استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحرب الكونية ضد الإرهاب أعلى مراحل الاستعمار

الخميس 8 أكتوبر 2015 05:10 ص

تكثر التقديرات والتحليلات بصدد قرار التدخل العسكري الروسي في سوريا. ما لم يقل عنه بما فيه الكفاية انه يتم على ارض مرسومة سلفاً من الولايات المتحدة الأمريكية هي حربها الكونية على الإرهاب وقد باتت أولوية الأوليات في قسم من العالم ومفروضة على الأقسام الأخرى.

تنضم روسيا هنا إلى المنافسة لإثبات قدرتها على أن تحقق ـ في سوريا وإن امكن في العراق ـ ما عجزت عنه سائر المحاولات، أي لتعوّض عن فشل الغارات الجوية الأمريكية وعن فشل الحرب البرية الإيرانية المباشرة أو بواسطة الميليشيات واللبنانية والعرقية والأفغانية والباكستانية.

في خضم هذه المنافسة، تم انتقال روسيا المفاجئ من معارضة للحل العسكري الأمريكي ومن داعية التسوية السياسية للازمة السورية، إلى طرف يجاهر بتصميمه على الحسم في حل حربي دموي. ولكن، من خرّب على روسيا حلولها السياسية ـ على افتراض أنها حلول – غير «بشار الأسد» ذاته، وهو الذي لم يترك قائداً لـ«المعارضة الداخلية» السورية التي ترعاها موسكو إلا خطفه أو اعتقله أو أبعده من سوريا، ولو كان نائبا لرئيس الوزراء السوري، الذي هو مرشح روسيا الأول لرئاسة الحكومة الانتقالية.

فها هو «فلاديمير بوتين» يكافئ الأسد على تخريب كل جهوده الدبلوماسية السياسية التفاوضية، بأن يعلن الحرب إلى جانبه، ضد كل معارضيه، على اعتبارهم إرهابيين.

ومن غرائب هذا التدخل أن موسكو عمّدت الجيش السوري عنصرا أساسيا في «الحل» في الوقت الذي تتدخل فيه بقدرات عسكرية صادمة ومستعجلة بغرض معلن هو منع سقوط دمشق التي لم يستطع هذا «العنصر الأساسي» في منع سقوطها على ما يبدو.

ليس يسمح ما رشح من موقف أمريكي تجاه هذا التدخل ان نقول عنه أنه لا يزال تقريبا يكتفي بالقول إن الولايات المتحدة لن تعرقله، وسوف تنسق معه عسكريا. لكن الجديد أن رقصة تقريب وجهات النظر من موضوع مستقبل الأسد تشي بأن الطرفين، الأمريكي والروسي، ومعهما جوقة القوى الغربية، تتقارب في تصوّر لحل قائم على نظام رئاسي يقوده حاكم فرد يكاد أن يحتكر السلطة التنفيذية على حساب تهميش الحكومات المسماة ائتلافية.

أي أنهم في صدد تحويل أسباب الأزمة إلى حل، بمعزل عن أن ما موضوع البحث هو كامل النظام السوري بآلياته ومؤسساته العسكرية والأمنية والسياسية. كل هذا في الوقت الذي يصوّت فيه نصف الشعب السوري، بالأرجل والغرق في البحر والذل على الحدود، ضد هذا الحاكم وضد نظامه في أوسع عملية تهجير شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. حتى لا نتحدث عن الباقين والعاجزين عن المغادرة.

على صعيد آخر، يلفت سعي بوتين الحثيث للتنسيق مع (إسرائيل) بشأن مهماته العسكرية السورية. لعل موسكو اعترفت بحق الطيران الإسرائيلي في التدخل في الأجواء السورية على السورية – الإسرائيلية خلال زيارة «نتنياهو» لموسكو. لكن الراجح انها اجلّت ما يتعلّق بالتصدي الاسرائيلي لنقل حزب الله لـ«الأسلحة الكاسرة للتوازن» عبر الحدود، لما يتفق عليه خلال التنسيق العسكري بين الطرفين؟

ومع أنه يصعب التكهّن إلى ماذا توصل الطرفان في صدد ما أثاره «نتنياهو»، ومرافقوه العسكريون، عن صواريخ حزب الله بعيدة المدى، إلا أنه يمكن الاكتفاء بالتوقف عندما ما قاله «نتنياهو» لـ«بوتين» من أن «لا مشكلة لنا مع الأسد» وقد اطلع رئيس وزراء (إسرائيل) ولا شك على ما كرره بشار الأسد مؤخرا أن «المعركة الآن هي مع الإرهاب وليست مع إسرائيل».

كل هذا في وقت تدور فيه مواجهات عنيفة في الأراضي الفلسطينية ضد عنف القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وتعدياتها، إذ يكثر الحديث عن إمكان تحول الهبّة الشعبية الفلسطينية إلى انتفاضة جديدة. ولما كان الحديث هو عن الإرهاب، يثور سؤال ساذج متكرر: المستوطنون الإسرائيليون، المنظمون في ميليشيات مدججة بالسلاح، إلا تنطيق عليهم كل المواصفات الدولية ـ بما فيها الأمريكية والروسية والاوروبية ـ للإرهاب؟

إذا كان الامر كذلك، فلماذا لا يرتفع صوت أممي أو دولي إقليمي أو عربي، للمطالبة بحلّ هذه الميليشيات اليهودية الأصولية العنصرية التكفيرية ونزع سلاحها؟

مضى على إعلان الحرب الكونية ضد الإرهاب دزينة من السنوات. لم يكتف قادتها الأمريكيون وحلفاؤهم بمن فيهم العرب، بتبشيرنا بأنها حرب بلا نهاية، بل نجحوا في تدمير ثلاث بلدان تحت أحجار رحى هذه الحرب، فيما قوى الإرهاب تتسع رقعتها وتنتقل من العمليات الإرهابية المعزولة لتتحول إلى جيوش وادارات ومافيات تسيطر على اجزاء كاملة من بلادنا.

فما الذي يسمح لأي ذي رجاحة عقل أن يقتنع بأن طائرات الموت الروسية المنضمة إلى طائرات الموت الأمريكية، في سماء سوريا والعراق، وما يقابلها من جيوش مفككة وميليشيات على الأرض، سوف تنجح في أن تحسم مصير الحرب في غضون أشهر «بوتين» الأربعة؟

باسم هذه الحرب الكونية ضد الإرهاب اندلعت حروب اهلية وانتهكت سيادة بلدان؛ وتعسكرت المنطقة فوق ما هي معسكرة؛ ومعها تعسكرت الحلول وانتهت السياسة. وهذا ما لدينا: حروب مستدامة، بدلا من تنمية مستدامة؛ وثراء فاحش مع تنامي الفقر؛ وإحسان يلغي الحقوق بدلا من عدالة اجتماعية تعالج الفوارق الاجتماعية والمناطقية الفاغرة؛ وسرقة مستقبل المنطقة وأهلها من خلال نهب مواردها والثروات لتمويل حروب لا يربح منها إلا تجار الأسلحة وصانعوها في الدول الغربية.

وبحجة هذه الحرب ذاتها، يجري تجديد أنظمة استبدادية ثارت عليها شعوبها، بواسطة تصفية دماء شعوبها وتدمير بلادها، وتهجير سكانها.

والحجة هي أغرب الحجج: هذه الأنظمة قوية عسكرياً وأمنيآً. وفوق ذلك كله تجري إفناء جيل، وربما أكثر، من الشباب، إذ يجري معس آماله وتطلعاته وحقه في العلم والعمل والحياة الحرّة الكريمة.

لقد نمت الحركات الجهادية في الشقوق التي خلّفتها علميات التحديث النابذ والفاشل، على امتداد ربع القرن الاخير، وتغذّت من تهميش الأطراف والأرياف والبوادي وتغليب المدينة عليها جميعاً؛ وعاشت، ولا تزال، على يأس الشباب المحروم والعاطل عن العمل والمعدوم الافق وعلى مظلوميات الجماعات. وبدلا من «تجفيف منابع الإرهاب» وعزل الجهاديين والإرهابيين عن «بيئاتهم الحاضنة»، وهي تكتيكات معروفة في الحروب الاستعمارية ضد حركات التحرر، يجري تدمير تلك البيئات وتهجير سكانها.

هذه هي مقوّمات نمط من الاستعمار متعدد الرؤوس يطبق علينا بوجهه الأبشع: الطائرة الحربية والسلاح الصاروخي والمدفعي والميليشيات المذهبية من كل الأنواع.

٭ د. فواز طرابلسي مفكر وكاتب لبناني 

  كلمات مفتاحية

الإرهاب سوريا روسيا التدخل العسكري الروسي بوتين أوباما

الحرب على الإرهاب .. لكن أي إرهاب؟

الدولة الأمنية والحرب على الإرهاب

مساعد مدير «FBI» السابق: قواعد الحرب على الإرهاب تبدلت بعد ظهور تنظيم «الدولة»

الحرب على الإرهاب: إخفاقات أميركية بمليارات الدولارات

الولايات المتحدة والأوربيون يحملون دول الخليج تكلفة الحرب على الإرهاب بالمنطقة

«المناصحة»: التنظيمات الإرهابية استقطبت 2800 سعودي إلى مناطق الصراع

هل من منافع للاستعمار؟!