محلل عسكري: هكذا أدارت إيران وحدة استخباراتية للتسلل إلى إسرائيل

الأحد 31 يناير 2021 10:37 ص

أكد خبير عسكري إسرائيلي أن إيران أنشأت وحدة سرية لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ هجمات مسلحة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال تخشى من "خلايا" الوحدة النائمة وتسعى لمطاردتها.

وذكر "أمير بوخبوط"، في تقرير نشره بموقع "واللا" العبري، أن إنشاء الوحدة يعود إلى القائد السابق لفيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني"، الذي تسلم مهمته عام 1997 من "أحمد وحيدي"، وسرعان ما أدركت الاستخبارات الغربية أنها أمام قائد ذي استراتيجية مختلفة وخطيرة.

وأضاف أن تحقيقا أجراه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) كشف النقاب عن العالم الغامض لفيلق القدس ومنهجية تدريب عملائه وإدخالهم، حيث اعترف 3 فلسطينيين من الضفة الغربية عام 2012 بأنهم جندوا من قبل الإيرانيين، وبقوا في إيران 3 سنوات، وخضعوا هناك لتدريب عسكري تحت إشراف الحرس الثوري.

وجاءت عملية التدريب ضمن "استراتيجية طويلة الأمد"، تهدف لدعم قيادة حركة "حماس"، وهي ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها ناشطو الحركة تدريبات عسكرية في إيران، بحسب المحلل الإسرائيلي.

وأشار إلى أن "الدورة التي خاضتها كوادر حماس تمت وسط حفاظ على السرية، وانتحال شخصيات طلاب يذهبون للدراسة في الجامعات في الخارج، دون توقيع جوازات سفرهم فور دخولهم إيران، كي لا تكتشف إسرائيل أمرهم فور العودة إلى الأراضي الفلسطينية".

وتتضمن هذه الدورات دراسات فارسية لـ8 أشهر بمدينة كاسفين، والتدريب على الأسلحة النارية، والتعامل مع المتفجرات، ودورة كلية عسكرية لمدة 15 شهرا.

كما شملت التدريبات، حسب "بوخبوط"، "اللياقة البدنية، ودروس الأسلحة، والملاحة، وقراءة الخرائط، والعمل الميداني، وتغيير المظهر، والحفاظ على السرية، والسلامة الشخصية، والتسلق، والمشي على الحبل، والقفز بالمظلات، وركوب الدراجات النارية، والسباحة، والغوص، وركوب القوارب، والدفاع عن النفس، والعمليات الخاصة، والهجمات المسلحة، وحماية الشخصيات العامة، وحماية السيارات والمركبات الخاصة".

وأوضح أن "معظم أنشطة فيلق القدس تمكنت من الاختفاء بعيدا عن الأضواء حتى عام 2011 عندما سارع "سليماني" لمساعدة نظام "الأسد" في الحرب الأهلية السورية، من خلال مستشارين وأسلحة ومقاتلين، وإنشاء قوات إيرانية في جميع أنحاء سوريا، ولاحقا على الحدود الإسرائيلية، والسيطرة على لبنان، عبر تجنيد عشرات الآلاف من الشيعة كأعضاء في ميليشيات تحت قيادة إيران أو حزب الله، وإرسالهم للدفاع عن الأسد".

وأشار إلى أنه "في الوقت نفسه، واصل فيلق القدس تهريب شحنات أسلحة لحماس من إيران عبر السودان وسيناء وتحت أنفاق الحدود المصرية مع غزة، وفي 2011، تضمنت شحنات الأسلحة عدة مئات من الصواريخ القياسية، معظمها لمدى طويل يبلغ 20-40 كم، وألف قذيفة هاون، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وأطنان من المتفجرات القياسية والمواد الخام لإنتاج المتفجرات".

ولما شهدت السنوات الأخيرة اغتيال عدد من كبار ضباط الحرس الثوري بتفجير دراجات نارية ملغمة وتثبيت عبوات ناسفة، وهو ما وجه الإيرانيون أصابع الاتهام فيه لإسرائيل، قرر "سليماني" حينها إنشاء "الوحدة 400" كهيئة سرية داخل فيلق القدس للتسلل إلى دول أجنبية، بما فيها إسرائيل، وأوكل مهمة إنشائها إلى اللواء "حامد عبدالحي"، القائد السابق لمخابرات فيلق القدس.

وزعم المحلل الإسرائيلي أن "الوحدة 400 هي إحدى الأذرع السرية لفيلق القدس المصممة لتجنيد عملاء يحملون جوازات سفر أجنبية، ويمكنهم التنقل بحرية في جميع أنحاء العالم، والتسلل للدول، وجمع المعلومات الاستخبارية عن الشخصيات والمرافق الخاصة بالعمليات، واللوجستيات، والتسلل، والهجمات المسلحة، وتتخصص باستخدام الأسلحة والمتفجرات".

وأشار إلى أن الوحدة نفذت العديد من العمليات المسلحة والاغتيالات باستخدام هيئات ثقافية حول العالم لأنشطة التمويه، وإنشاء خلايا نائمة، وتجهيزها ليوم تلقي التعليمات لتنفيذ هجمات ضد أهداف غربية في أفريقيا، ووضع عبوات ناسفة في ضواحي لندن، وتشاد وغانا والنيجر وغامبيا ووسط إفريقيا والهند وجورجيا وتايلاند.

واعتقل الشاباك في أغسطس/آب 2013؛ يهوديا من جماعة "ناطوي كارتا" أراد التعاون مع المخابرات الإيرانية، واعترف خلال استجوابه بأنه غادر إسرائيل في 2011 متوجها إلى برلين للقاء مخبر إيراني، وأنه تصرف بدافع كراهية إسرائيل.

وبعد 8 أشهر، تم القبض على مواطن بلجيكي يدعى "أليكس مان" أثناء محاولته مغادرة إسرائيل عبر مطار بن جوريون، وبحوزته صور لسفارة الولايات المتحدة في إسرائيل، وكشف استجوابه أنه عميل مخابرات من أصل إيراني، ويحمل جنسيتها، واسمه الأصلي "علي منصوري"، وصل إسرائيل في مهمة استخبارية بتكليف ضباط استخبارات إيرانيين للقيام بمهام مختلفة.

وفي يناير/كانون الثاني 2018، كشف الشاباك أن البنية التحتية للمخابرات الإيرانية في الضفة الغربية، تم تجنيدها وتمويلها من عميل استخبارات إيراني في جنوب أفريقيا، ويشغل عملاء إيرانيين لمواجهة إسرائيل.

 كما اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي في الخليل المواطن الأردني "طاهر شعفوط"، ما يؤكد أن "الإيرانيين يتميزون بالتقدم التقني على أعلى المستويات، ويعملون على عدة قنوات بنفس الوقت، دون أن تعرف أي قناة عن الأخرى شيئا" بحسب "بوخبوط".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن محكمة في القدس قضت على الوزير الإسرائيلي السابق "غونين سيغيف" بالسجن 11 عاما، بعدما أقر بأنه مذنب، وأدين كجزء من صفقة اعتراف بارتكاب جرائم تجسس خطيرة لصالح إيران.

ولذا فإن أقوى ضربة لفيلق القدس الإيراني هي تلك التي وجهت له في يناير/كانون الثاني 2020 عندما اغتالت الولايات المتحدة "سليماني" في العراق، حسبما يرى المحلل الإسرائيلي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل قاسم سليماني حماس الحرس الثوري

إيران تهدد بإبادة تل أبيب حال هاجمت إسرائيل منشآتها النووية