رجح معهد أمريكي أن تكون كتائب حزب الله العراقية الفاعل الخفي للهجوم الذي تعرضت له العاصمة السعودية (الرياض) في 23 يناير/كانون الثاني الجاري، لتنضم إلى الحملة الإعلامية والعسكرية التي أطلقتها جماعة الحوثي وإيران ضد السعودية في أواخر سنة 2019.

واعتبر "كريتيكال ثريتس" أن الهجوم يحمل في طياته رسالة من إيران تتعلق بالتغيّر الكبير الذي طرأ على الضغط الذي تفرضه على خصمها الأول في الخليج العربي، وذلك عبر التوسع بقدرة الوكلاء العراقيين واستعدادهم لاستهداف الدول الأجنبية بطرق خفيّة، وبالتنسيق مع أطراف أخرى من محور موال لطهران، سيشكل تحديا أمنيا متزايدا أمام الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.

ورغم أن جماعة مجهولة، تسمي نفسها "ألوية الوعد الحق"، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم من خلال بيان على قنوات الدعاية الشيعية العراقية "المتطرفة" على تطبيق "تليجرام"، إلا أن المعهد الأمريكي يرى أنها ليست سوى واجهة للفاعل الأصلي.

وأشار موقع المعهد إلى تناسب خطاب الجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم الرياض مع الجهد طويل الأمد الموجه من إيران وتنسيقها مع كتائب حزب الله؛ لإخفاء مصدر الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق بالوكالة.

وأضاف أن كتائب حزب الله استعدت خطابيا لهذا الهجوم، الذي زعمت أنه كان انتقاما للتمويل السعودي المزعوم لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وألقت باللوم على السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه التنظيم ببغداد في 21 يناير/كانون الثاني، وهو ذات المحتوى الذي تضمنه بيان "ألوية وعد الحق".

واستبعد "كريتيكال ثريتس" أن تكون "ألوية الوعد الحق" قد أعلنت زورا مسؤوليتها عن هجوم الطائرة المسيرة لإبعاد اللوم عن الحوثيين، أو أن جماعة عراقية غير كتائب حزب الله هي التي نفذت الهجوم، لافتا إلى أن أنظمة الدفاع الجوي السعودية يمكنها بشكل شبه مؤكد تحديد مصدر هجوم الرياض.

وأضاف أن هناك مجموعات تسمى "ميليشيات الظل"، تعمل على تغطية بعض أنواع الهجمات والدعاية التي تقوم بها منظمات تعمل بالوكالة لصالح إيران في العراق، مشيرا إلى أن هكذا تعتيم يربك مساحة المعلومات، ويجعل من الصعب على أعداء إيران محاسبة هذه الجماعات.

وأكد المعهد الأمريكي أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران قادرة على الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية والأسلحة المتقدمة الأخرى؛ لذا يجب على الولايات المتحدة وشركائها النظر في التعقيدات الإضافية التي قد يواجهونها، في حال استمرت شبكة الوكلاء الإيرانيين في العراق باستهداف خصوم طهران.

وحذّر موقع المعهد من أن الهجوم الإيراني القادم بالوكالة قد يستهدف الإمارات، حيث تلا هجوم 23 يناير/كانون الثاني تهديد بـ"شن هجوم لاحق على مخابئ الشر في دبي"، كما أصدرت "ألوية الوعد الحق" في وقت لاحق بيانا وصورة معدلة لهجوم بطائرة مسيّرة على برج خليفة في الإمارة.

وذكّر الموقع بأن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن 3 هجمات على الإمارات، بما في ذلك هجومان استهدفا مطاري أبوظبي ودبي الدوليين في 2017 و2018.