دعم الإخوان.. من سيقدم تنازلات لتحسين العلاقات تركيا أم الإمارات والسعودية؟

الخميس 4 فبراير 2021 05:51 م

وسط أنباء متواترة عن مساع من جانب الإمارات والسعودية لتحسين العلاقات مع تركيا بعد فترة طويلة من التوترات، فإن ثمة ملف واحد لا يزال يلفه الغموض وهو دعم أنقرة لجماعة الإخوان المسلمين، ويستوجب تنازلا من الطرفين لاستكمال المسار التصالحي المحتمل.

ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مصادر مطلعة قولها إن الدولتين الخليجيتين تدرسان تحسين علاقاتها مع تركيا في مجال التجارة والأمن.

ووصفت المصادر المساعي الخليجية تجاه تركيا بالمؤقتة والأولية ومن المحتمل أن تتعارض إما مع إصرار الثنائي الخليجي على كبح دعم أنقرة للإخوان أو تمسك الأخيرة بدعم الجماعة المصرية المعارضة لنظام عبدالفتاح السيسي حليف كل من الرياض وأبوظبي.

 في كلتا الحالتين، فإن استمرار المسار التصالحي بين الجانبين والذي يتزامن مع حدوث تغييرات في سياسة الخليج ووصول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى البيت الأبيض، قد يستلزم تقديم تنازلات.

ونقلت وكالة بلومبرج عن مسؤول تركي قوله إن أنقرة وأبوظبي ناقشتا إزالة الحواجز أمام التجارة.

وأضاف أن المبادرات شجعت القرار الأخير باستئناف الرحلات الجوية بين العواصم التي أوقفها الوباء.

قضية محورية

ووصف شخص مطلع على الموقف الخليجي عملية التواصل بأنها في مراحلها الأولى، بحسب بلومبرج.

وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لبلومبرج، أن قضية الإخوان محورية بالنسبة لمخاوف الخليج ولحليفهم المقرب مصر.

ويقول المسؤولون الأتراك إنه لم يكن هناك تواصل مباشر أو غير مباشر من أبوظبي والرياض تضمن مطالب بتغيير سياسية أنقرة تجاه الإخوان، لكنهم يدركون أن ذلك يمثل أولوية لدول الخليج حتى لو كان هناك مجال ضئيل للدبلوماسية في هذا الشأن.

وتنظر أبوظبي والرياض إلى الحركة على أنها مزعزعة للاستقرار.

وتعتبر الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في الشرق الأوسط بعد العراق، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية 8 مليارات دولار في عام 2019. وتصدر تركيا مجموعة واسعة من السلع إليها، من الأحجار الكريمة إلى قطع غيار الطائرات.

كما تزود السعودية تركيا بالنفط والمواد الكيميائية، وهي واحدة من أكبر أسواقها الإقليمية على الرغم من تراجع الصادرات. واشتكى رجال أعمال أتراك العام الماضي من أن السلطات السعودية كثفت جهودها لمنع الواردات التركية.

تنازلات

وبالنظر إلى أن الإمارات والسعودية يعتبران الإسلام السياسي بمثابة تهديد وجودي فقد تفشل مساعي التقارب الحالية، إذا أصرت تركيا على السير في دربها بدعم جماعة الإخوان.

وقد لا يكون أمام الإمارات والسعودية مفر من تقديم تنازلات إذا تمسكت تركيا بدعم الجماعة المصرية.

وفى المقابل قال "أندرياس كريج"، المحاضر في "كينجز كوليدج" في لندن: "ستستمر الخلافات الأيديولوجية وستستمر النزاعات".

وأضاف أن الرياض وأنقرة يمكن أن تعملا معًا على بناء صناعة الدفاع السعودية، وخاصة الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة.

وتابع "كريج" "أردوغان يحتاج إلى تقديم تنازلات أيضًا ولا يمكنه اختيار أن يكون لديه المزيد من الأعداء".

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الخليجية التركية جماعة الإخوان المسلمين دعم الإخوان

تركيا والسعودية.. استمرار التوتر أم انفراجة قريبة؟

رويترز: القلق السعودي من جماعة الإخوان تراجع بعد المصالحة مع قطر