أكد مصدر مصري مطلع على الاتصالات بين القاهرة والرياض، أن السعودية تتوقع ممارسة إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مزيدا من الضغوط عليها، وتخشى من مواقف كل من الكويت وسلطنة عمان تجاهها.
وأوضح المصدر أن القيادة السعودية تشعر بالقلق من تصرّفات الإدارة الأمريكية الجديدة، بناءً على تقارير ترد من سفاراتها تربط ضغوط "بايدن"، ليس فقط بالموقف من الحرب في اليمن والذي جرى إبلاغه للسعوديين قبل الإعلان عنه رسمياً، ولكن أيضاً بمشكلات أخرى قائمة لم يتمّ حلها أو التوصّل فيها إلى نقاط التقاء مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تبدو عازمة على صياغة اتفاق جديد مع إيران، وفقا لما نقلته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وأضاف أن السعودية تنظر لعمان بقلق وترقّب شديدَين خلال الفترة الحالية، ليس بسبب التعديلات التي أُقرّت أخيراً على نظام الحكم فحسب، بل لأسباب إضافية مرتبطة بتقارير استخباراتية تتحدّث عن تغيّر جوهري في السياسة الخارجية للسلطنة خلال الفترة المقبلة حال استقرار الأوضاع داخلياً، لا سيما بعدما حصلت مسقط على دعم ماليّ من الدوحة في الفترة الأخيرة.
وإزاء ذلك، فإن الاستراتيجية السعودية تنحاز إلى المهادنة في أي معركة جانبية مع قطر، حتى إشعار آخر، لا سيما أن أيّ خلاف ليس مقبولاً في الفترة الراهنة، ليس لتجنب ردّ الفعل الأمريكي فقط، ولكن لما يمكن أن تُحدثه الدوحة من ضغوط على صنّاع القرار في واشنطن بصورة أكبر من أيّ وقت مضى.
وفي هذا الإطار، دعمت السعودية وساطة الكويت لاحتواء تجدد التوتر بين القاهرة والدوحة على خلفية انتقادات للجيش المصري عبر وسائل إعلام محسوبة على الدوحة، لتطوي العاصمتان صفحة الخلاف بعدما أجرى أمير الكويت "نواف الأحمد الجابر الصباح" اتصالا غير معلن بالرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" بداية الأسبوع الماضي.
وأشار المصدر إلى خلاف مبطّن بين ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان"، ونظيره بأبوظبي "محمد بن زايد"، إذ يرى الأخير أن التهاون مع إدارة "بايدن" سيهدّد استقرار المنطقة، خاصة في ظلّ ما يقول إنها رغبة واشنطن في هدم جميع ما تَحقّق من حشد في مواجهة إيران، فيما يطلب "بن سلمان" تهدئة الأوضاع مؤقتاً انتظاراً لما سيجري على الأرض.
