يجري عشرات الأعضاء والمسؤولين في الحزب الجمهوري الأمريكي، محادثات للانشقاق عن حزبهم، وتشكيل حزب جديد يتبنى مواقف يمين الوسط، معلنين رفضهم سيطرة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" على الحزب وسياساته، ومحاولاته تقويض الديمقراطية الأمريكية.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصادر، قولهم إن أكثر من 120 جمهوريا، بينهم مسؤولون في إدارات "رونالد ريجان" و"جورج بوش" الأب والابن وفي إدارة "ترامب" نفسه، فضلا عن سفراء سابقين، أجروا لقاء عبر منصة "زووم"، الجمعة الماضي، لمناقشة الفكرة.

ونقلت عن "إيفان مكمولين"، الذي كان كبير مديري السياسات في مؤتمر الجمهوريين بمجلس النواب وخاض الانتخابات كمستقل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، والذي شارك في المحادثة، أن مسؤولين سابقين قلقون بشأن قبضة "ترامب" على الجمهوريين والمنعطف الذي اتخذه الحزب.

وتركز المحادثات بين هؤلاء المسؤولين الجمهوريين على الخلاف الواسع داخل الحزب، بشأن مزاعم "ترامب" بتزوير الانتخابات، واقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الماضي.

وذكرت الوكالة، أن من بين المشاركين في النقاش عضو الكونجرس الجمهوري السابق "تشارلي دنت"، و3 مسؤولين كبار في وزارة الأمن الداخلي في عهد "ترامب" (لم يكشف عنهم).

وأشارت إلى أن معظم قادة الجمهوريين يظلون موالين لـ"ترامب"، ولكن آخرين يتطلعون إلى قيادة جديدة للحزب الجمهوري.

ووفقا لـ"رويترز"، فإن النقاشات الجارية تسلط الضوء على الخلاف الواسع داخل الحزب حول مزاعم "ترامب" الكاذبة بتزوير الانتخابات والاقتحام الدامي للكونجرس، الذي اتهم الرئيس السابق بالتحريض عليه، ما استدعى محاكمته برلمانيا للمرة الثانية.

وكشفت محاكمة الرئيس السابق بتهمة "التحريض على التمرد"، على خلفية اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، الشرخ بين أنصار "ترامب" المهيمنين على الحزب الجمهوري، وجناحه المعتدل.

وبعد اقتحام الكونجرس، تعالت أصوات في أوساط الجمهوريين تنادي بالانفصال عن "ترامب"، ومع ذلك لا يزال نفوذ الأخير قويا في الحزب الجمهوري.

وقالت النائبة الجمهورية من ولاية كارولينا الجنوبية "نانسي مايس"، الشهر الماضي، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن "الرئيس ترامب شوه إرثه، وليس له مستقبل في الحزب الجمهوري".

واعتبرت "مايس"، أنه "قضى على كل شيء جيد قام به، ويجب على الحزب الآن أن ينفصل عنه".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ياير/كانون الثاني الماضي، إن "ترامب" ناقش خلال الأيام الأخيرة مع مساعديه إمكانية تشكيل حزب سياسي جديد، من أجل استمرار نفوذه بعد مغادرة البيت الأبيض.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أنه ناقش الأمر مع العديد من مساعديه وأشخاص آخرين مقربين منه، مشيرة إلى أنه يريد تسمية الحزب الجديد "الحزب القومي".

وتعهّد "ترامب"، الذي غادر البيت الأبيض متوجّها إلى فلوريدا، قبل تنصيب خلفه "جو بايدن"، البقاء ناشطا في السياسة بشكل من الأشكال.