قال وزير خارجية قطر، "محمد بن عبدالرحمن"، الخميس، إن بلاده "تشكر تركيا على دعمها المصالحة الخليجية، وتثمن موقفها المرحب بنتائج قمة "العلا" بالسعودية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" عقب لقاء ثنائي بالدوحة، وفق وكالة "الأناضول".
وأشاد الوزير القطري بتميز العلاقات القطرية التركية وتطلع البلدين إلى تعزيزها وتطويرها.
وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري، وقعت دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) مع قطر على بيان قمة العلا، الذي عُدَّ إيذانا بكسر الحصار المفروض على الأخيرة، وإشارة إلى مصالحة خليجية - خليجية بعد 3 سنوات من الأزمة.
وعلى خلاف بعض التحليلات التي تحدثت عن تضرر أنقرة جراء المصالحة الخليجية، خاصة على صعيد علاقاتها مع الدوحة، التي تعززت كثيرا خلال الأزمة، كانت تركيا في مقدمة الدول التي رحبت بالاتفاق، معبرة عن أملها بأن يتحول لمصالحة كاملة وشاملة، بما يعود على الخليج العربي والمنطقة بالخير، ويفتح المجال أمامها لتعود إلى مكانتها مع دول الخليج المختلفة.
كما أكدت قطر، على لسان وزير خارجيتها، أن المصالحة الخليجية "لن تؤثر" على علاقاتها مع تركيا، مشددة على أنها تبني علاقاتها مع البلدان الأخرى "وفق القرارات السيادية والمصلحة الوطنية".
ويرى مراقبون أن المصالحة الخليجية تعظّم من احتمالات تحسن علاقات أنقرة مع عدد من القوى الإقليمية، لا سيما الرياض والقاهرة، وهو ما يتناسب مع رؤيتها وسعيها لتدوير زوايا الخلاف، وتفعيل الدبلوماسية، وتجنب التصعيد في المرحلة المقبلة.
كما أن قطر، وفق هؤلاء المراقبين، تدرك أهمية الدور الذي أدته تركيا في إيصالها للحظة المصالحة بدون تنازلات منها، وهو ما لا يمكنها المخاطرة بخسارته مستقبلا، خاصة أنها -ومعها تركيا وباقي الأطراف- تدرك أن المصالحة ما زالت هشة، وأن ما جرى تحت الجسر منذ 2017 من الصعب تجاوزه بجرة قلم على بيان العلا.
الأزمة النووية
في سياق آخر، شدد "بن عبدالرحمن"، خلال لقاء "جاويش أوغلو"، على "أهمية انخراط الولايات المتحدة وإيران مرة أخرى في حل الأزمة النووية بالطرق الدبلوماسية".
وأبدى ترحيبه بانتخاب السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، واصفا إياها بالعلامة الفارقة في مسيرة الشعب الليبي.
وشدد في الوقت ذاته على دعم بلاده للشعب الليبي، معبراً عن أمله في تأسيس الحكومة في أقرب وقت.
من جانبه، أكد "جاويش أوغلو"، أن العلاقات مع قطر تتعزز وتتطور في كافة المجالات، مشيرا إلى أنهما يتعاونان معا لحل مشاكل المنطقة بالطرق السلمية.
وأضاف: "بعد الاجتماع الأخير للجنة الاستراتيجية العليا، استعرضنا القرارات المتخذة في ذلك اليوم والخطوات التي سنتخذها بعد ذلك. يسعدني أن أقول إن العلاقات التركية القطرية تزداد قوة وتطورا في كافة المجالات مع مرور كل يوم".
وبدأ "جاويش أوغلو" زيارة إلى الدوحة، الخميس، المحطة الأخيرة في جولة خليجية قادته إلى الكويت وسلطنة عمان.
أمير قطر يستقبل "جاويش أوغلو"
وفي إطار زيارته، استقبله أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" في الديوان الأميري.
وذكر بيان صادر عن الديوان الأميري أن لقاء الأمير "تميم" و"جاويش أوغلو" جرى خلاله "استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، وأبرز المستجدات الإقليمية و الدولية"، دون مزيد من التفاصيل.
فيما قال "جاويش أوغلو"، في تغريدة عبر "تويتر" عقب لقاء الأمير "تميم": إن "قطر خرجت من الأزمة الخليجية أقوى. وأهنئ الشيخ تميم على قيادته لهذه المرحلة".
وتُعد تركيا وقطر شريكين استراتيجيين يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وشهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بكافة المجالات.
وخلال أزمة حصار قطر، سارعت تركيا إلى موقف داعم لقطر، اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وحتى عسكريا؛ حيث بنت جسرا جويا معها، وسرّعت خطوات افتتاح قاعدة الريان، ووقفت إلى جانبها في المحافل الدولية.
