نشرت وسائل إعلام تفاصيل مثيرة عن جولة "الحوار الفلسطيني" التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة، مؤخرا، بإشراف جهاز المخابرات العامة.

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نقلا عن مصادر، إن أبرز ظاهرة في الاجتماع كان الإصرار المصري على التوافق على معظم الإجراءات المتعلّقة بالانتخابات الفلسطينية (التشريعية، الرئاسية والمجلس الوطني) المزمع إجراؤها خلال أشهر، لدرجة أن رئيس المخابرات المصرية، اللواء "عباس كامل" قال نصا للحاضرين من ممثلي الفصائل: "لن تخرجوا من هنا قبل اتفاقكم.. سأطلب من رئيس الوزراء إغلاق جميع المعابر الجوية والبرية والبحرية"، قبل أن يستدرك مازحا: "لا تفهموني خطأ".

وأضاف "كامل": "الجميع أمام فرصة تاريخية لن تتكرّر، والتاريخ سيسجّل لكم أو عليكم"، وتابع: "الوقت محدود أمامنا، ونحن أمام خيارين: إما أن ننجح، أو ننجح".

ولفتت الصحيفة إلى سرعة تعاطي مصر مع الطلب الفلسطيني بفتح معبر رفح البري مع قطاع غزة، حيث أعلنت القاهرة فتحه إلى أجل غير مسمى، وهو ما يشير إلى مستوى التعاطي المصري ورغبة القاهرة في إنجاح الحوار.

في المقابل، وفقا للصحيفة، قدّمت الفصائل مطالب مختلفة؛ فهناك من دعا إلى إزالة الالتباس في مرسوم الانتخابات الرئاسية الذي نصّ على انتخاب رئيس دولة فلسطين، إذ إن انتخاب رئيس الدولة يجب أن يكون عبر أبناء الشعب في الداخل والخارج، فيما يجب أن يتعلّق المرسوم برئيس السلطة.

ويبدو أن هذه الملاحظة أُخذت بالاعتبار، إذ وردت "انتخابات رئاسة السلطة" عند الحديث عن الانتخابات في البند الأول من البيان الختامي.

كما سجّلت الكلمات شبه إجماع على تحييد المحكمة الدستورية عن الإشراف على الانتخابات، وتشكيل محكمة خاصة من 9 قضاة: 4 من الضفة و4 من غزة و1 من القدس، أو 11 قاضياً: 5 من الضفة و5 من غزة و1 من القدس.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمّة فصائل رفعت سقف مطالبها، واقترحت "نقاش الاستراتيجية الوطنية الحالية والمستقبلية ومنظمة التحرير كإطار جامع للشعب الفلسطيني" على جدول الأعمال، فيما شهدت الجلسة مطالبات لـ"حماس" و"فتح" بإعلانهما تفاصيل التفاهم الثنائي بينهما، وهو أمرٌ نفاه رئيس وفد "فتح"، "جبريل الرجوب"، ورئيس وفد "حماس"، "صالح العاروري"، قائلَين إنه لا تفاهمات خارج ما هو معروف، وتحديداً حول قائمة مشتركة متّفق عليها بينهما.

وأوضحت "الأخبار" اللبنانية أن صياغة البيان الختامي شهدت اعتراضات ومطالبات بتعديل بنود وتحول الأمر إلى مشادات بين ممثلي الفصائل كادت أن تتطور إلى تشابكات بالأيدي، لولا تدخل مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، اللواء "أحمد عبدالخالق" الذي كان حاضرا للاجتماع.

وبعد أخذ ورد، تم تلاوة البيان الختامي، بعد الأخذ ببعض الملاحظات، ليعود رئيس المخابرات المصرية "عباس كامل" إلى الاجتماع، ويقول مازحا: "قبل حضوري إليكم، رفعت حظر السفر عنكم".

وبعدما شكر الجميع، أعلن ترحيب مصر باجتماع آخر الشهر المقبل.

يذكر أن حركة "حماس" وصفت جولة الحوار الفلسطيني بالقاهرة بأنها "من أنجح محطات الحوار"، وأنها شهدت تعاونا من قطر، والتي قدمت عرضا مع مصر بالمشاركة في لجنة لمتابعة تطبيق الاتفاق.

وأضاف "العاروري"، في مقابلة متلفزة بثتها قناة الأقصى (تابعة لحماس)، أن الفصائل الفلسطينية اتفقت في العاصمة المصرية على إنجاز النقاط المتعلقة بالانتخابات القادمة.

وكشف عن تقديم مصر ضمانا قاطعا لكل ما تم الاتفاق عليه بشأن الانتخابات القادمة.