ن.تايمز: شهية التغيير قائمة بالشرق الأوسط رغم سيطرة المستبدين

الأحد 14 فبراير 2021 07:52 م

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه رغم مرور عقد كامل على عودة حكم المستبدين بالشرق الأوسط عقب انتفاضات الربيع العربي، إلا أن رغبة التغيير لا تزال حاضرة بالمنطقة.

وقالت الصحيفة إن ثورات الربيع العربي أذاقت شعوب المنطقة طعم الديمقراطية ولا تزال لديهم شهية نحو التغيير.

وذكرت الصحيفة أن التصادم بين الأنظمة القديمة بالمنطقة والانتفاضات الشعبية ترك في معظم أنحاء الشرق الأوسط أنقاضا مشتعلة.

وأكدت أنه بعد مرور عقد على اندلاع مظاهرات الربيع العربي ثبت أن الولايات المتحدة حليف لا يمكن الثقة به.

وأشارت إلى دخول قوى جديدة لسحق الانتفاضات أو تحويلها لصالحها مثل إيران، روسيا، الإمارات وتركيا، وأن تلك القوى أصبحت أكثر تأثيرا.

واستشهدت الصحيفة بما قاله "عمرو دراج" الذي عمل وزيرا في الحكومة الديمقراطية بمصر والتي تم التخلص منها بانقلاب بعد أقل من عام في 2013.

وقال "دراج" في تصريحات للصحيفة: "يعرف الناس الآن أنه لن يساعدهم أحد وعليهم مساعدة أنفسهم وأن الدول التي نظروا إليها لتساعدهم في التغيير هي جزء من المشكلة".

وأضاف أن "القوى العاملة ضد التغيير في منطقتنا متعددة ولديها الكثير من المصالح التي تسمح لها بالوحدة لمواجهة أي نوع من التغيير".

وأشارت الصحيفة إلى أن بالرغم من الإحباطات المتكررة لكن الأمل الكبير والذي عبر عنه المثقفون في واشنطن والمنطقة هو أن الربيع العربي أعطى الناس مذاقا حول إمكانية التغيير.

أسباب قائمة

وأضافت أن أسباب الثورات التي زادت سوءا مثل الظلم الاجتماعي والاضطهاد تعني أن الثورات لا تزال ممكنة، كما ثبت أخيرا في الجزائر ولبنان والعراق.

ولفتت الصحيفة إلى أن من شاركوا في تلك الانتفاضات يتذكرونها بمزيج من المرارة والحنين ويتحدثون عن عدة أسباب أدت لفشلها.

ومن بين تلك الأسباب: الدعم غير المتناسق من الغرب والتدخل من القوى الأخرى وعدم قدرة المحتجين على إدارة التحول للسياسة ومواجهة النخب المتخندقة وإصلاح الانقسامات داخل مجتمعاتهم.

وقال "بشار الطلحي" الذي قدم دعما فنيا للثورة في ليبيا: "لم نكن واضحين بما فيه الكفاية، ولم نكن نعرف ما هي السياسة أو الديمقراطية واعتقدنا أن علينا التخلص من البعبع ولم نكن نعرف أنه نشر سحره علينا جميعا".

وهناك الكثيرون ممن حملوا الولايات المتحدة المسؤولية لعدم فعل ما يجب فعله لدعم الانتفاضات.

وفي المقابل، سارعت قوى أخرى لا اهتمام لديها بالديمقراطية لملء الفراغ الأمريكي. وساعدت السعودية والإمارات والبحرين على سحق الثورات.

ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبد الله" قوله "لقد تطورنا منذ السبعينات من كوننا بطة صغيرة تحتاج لحماية وإذن من أمريكا".

وزعم "عبدالله" أن هناك تحولا حازما وثقة فيما يتعلق بالمنطقة واستقلالية فيما يتعلق بأمريكا والقوى الأخرى.

احتجاجات قادمة

ويقول المدافعون عن الديمقراطية إن مفعول الانتفاضات العربية لم ينته مما يعني أن الاحتجاجات قادمة.

ونقلت الصحيفة عن الحائزة على جائزة السلام الناشطة اليمنية "توكل كرمان" قولها إن "أي شخص يقول إن الربيع العربي ميت لا يعرف تاريخ كفاح الشعوب. وعقبت: "حلم شعوبنا لم ولن يموت".

وأضافت أن "سكان المنطقة هم من الشباب وفشلت أنظمتهم بتحقيق الأمن الاقتصادي لهم ويتذكر الكثيرون منهم بحماسة الانتفاضات التي داسوا فيها على صور حكامهم".

وذكرت الصحيفة أن حركات مشابهة للربيع العربي استطاعت بالفعل الإطاحة بحكام مستبدين في الجزائر والسودان، وهزت تظاهرات مشابهة الحكومات في العراق ولبنان، ولكنها فشلت في تغيير النظامين الطائفيين والسياسيين المعقدين في البلدين.

ووفقا للصحيفة فإنه على المدى البعيد، سوف يؤدي تزايد السكان الشباب وانخفاض أسعار النفط لقلة المال في خزائن دول الخليج بحيث لن تكون قادرة على التدخل في الشؤون الخارجية.

كما أن جيل ثورات 2011 سينقل دروس الفشل إلى الناشطين الشباب، بحسب الصحيفة.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

ثورات الربيع العربي انتفاضات الربيع العربي

لحظة لن تدوم.. فورين بوليسي: التقارب في الشرق الأوسط إعادة تموضع