السيسي ينتقم من نواب معارضين سابقين وحاليين.. كيف؟

الاثنين 15 فبراير 2021 06:16 ص

في محاولة للنيل من النواب المعارضين السابقين، بدأت السلطات في مصر، تحريك بلاغات ودعاوى قضائية، قد تجرهم إلى السجن أو تحرمهم من ممارسة السياسة لاحقا.

حيث وجهت نيابة مصرية، تهمة تقديم رشاوى انتخابية للنائب السابق المعارض "هيثم الحريري"، ما قد يعرضه للسجن لمدة تصل لعام، والحرمان من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة خمسة أعوام.

في وقت بات فيه النائب الحالي "محمد عبدالعليم داوود"، معرضا للفصل من البرلمان، بعد اتخاذ حزب "الوفد" قرارا بفصله في خطوة اعتبرها مراقبون أنها جاءت بإيعاز من السلطات.

وأخلت نيابة مصرية "الحريري"، بكفالة 5 آلاف جنيه (320 دولارا)، بعد تحقيق استمر عدة ساعات في اتهامه برشوة الناخبين في انتخابات مجلس النواب الأخيرة التي شهدتها مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

فيما اعتبر سياسيون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أن التحقيق مع "الحريري"، محاولة للانتقام منه لفضحه استخدام حزب "مستقبل وطن"، المقرب من الأجهزة الأمنية، المال السياسي في الحصول على الغالبية البرلمانية.

فيما رد "الحريري"، في بيان، بنفي الاتهامات الموجهة إليه، لافتا إلى أن "مجلس النواب بالنسبة لي ليس مغنما، ولم ولن استفيد منه لشخصي، بل هو وسيلة لخدمة مصر والمصريين".

ووصف حملته الانتخابية، بأنها "كانت الأفقر ولم نتمكن من تعليق لافتات انتخابية في مرحلة الإعادة، وجميع الأجهزة التي أشرفت وتابعت العملية الانتخابية على علم بذلك، فهل يعقل أن نقدم رشاوى انتخابية؟".

وزاد النائب السابق الذي عرف بمعارضته في البرلمان السابق: "المصريون يعلمون علم اليقين أسماء نواب الكراتين الذين قدموا رشاوى انتخابية، تحت سمع وبصر أجهزة الدولة، ويعلمون أيضا اسم الحزب الذي ينتمون إليه".

وتساءل: "ماذا استفاد من لفق هذه الاتهامات سوى الإساءة إلى جهة رسمية في الدولة والإساءة إلى اسم مصر بتلفيق اتهامات لنائب معارض سابق، من المستفيد من هذه الواقعة الكاذبة سوى أعداء الوطن؟".

وتابع: "هل كان الهدف من هذه الاتهامات الملفقة إسقاط عضويتي في حالة نجاحي في الانتخابات، وفي حالة عدم نجاحي منعي من الترشح لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى الحبس لمدة سنة طبقا لنص القانون، وتدمير مستقبلي السياسي والوظيفي؟".

واختتم "الحريري" بيانه: "اختلفت مع النظام السياسي الحالي والسابق والأسبق، وسأظل على يسار أي نظام سياسي، إذا كانت هذه هي ضريبة كلمة الحق، فقد دفعها قبلي من هم أفضل مني، وهناك من ضحى بروحه من أجل كلمة حق في مواجهة الباطل".

من جانبه، علق رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" (يسار) "مدحت الزاهد"، على واقعة استدعاء "الحريري" للتحقيق أمام، النيابة بتهمة رشوة الناخبين، بالقول إنه "مشهد متمم للانتخابات".

وأضاف: "أمر غريب أن يتم اتهام الحريري برشوة الناخبين، الحريري الذي واجه حربا شرسة في مواجهة المال السياسي ونواب الكراتين نفاجأ به اليوم متهما".

وتابع: "الانتخابات التي شهدت شكاوى عديدة بسبب استخدام المال السياسي وتوسيع الدوائر الانتخابية لحرمانه من الفوز تكتمل المأساة اليوم بتحول الحريري لمتهم بعد تحريات المباحث وتقارير 3 ضباط أجمعت أنه قدم رشاوى للناخبين الذين مولوا حملته وجمعوها بالقرش، ومن يهاجم نواب الكراتين في المجلس تحول لمتهم في ظل إجراءات تعسفية، رغم أنه لم يشر لحزب معين أو أشخاص بعينهم"، في إشارة إلى "داوود".

وتابع: "الحريري الذي استحق لقب نائب الشعب، ولم يحنث بقسم، ولم يتهادن مع فساد وحارب بشراسة تغول المال السياسي، الحريري الذي تحالف ضده أباطرة الفساد والاستبداد أصبح المتهم ونواب الكراتين وألبونات براءة ومحمد عبد العليم داوود مطارد في المجلس والحزب، هل رأيتم عوارا أشد قبحا وتزويرا أشد فجاجة».

وتابع: "كل هذا يحدث في ظل كلام يتردد عن انفراجة سياسية محتملة، لكن ما يحدث هو إشارات في الاتجاه المعاكس، من المؤسف استهداف الشرفاء".

وزاد: "هناك أيضا أمر يجب أن نلتفت إليه وهو أن الحريري اختار طريق الحزب، وما يحدث ضربة لهذا التوجه وبالتالي هذا يرسخ لفكرة إبقاء الأحزاب ضعيفة".

إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب المصري "حنفي جبالي"، إنه تلقى إخطارا من رئيس حزب الوفد "بهاء أبو شقة"، يخطره فيه بفصل "داوود" من عضوية الحزب، وجميع تشكيلاته.

وأضاف خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، الأحد، أن "قانون مجلس النواب ينص على أنه يُشترط لاستمرار عضوية مجلس النواب أن يظل العضو بصفته المنتخب على أساسها، وفي حالة تغيير صفته أو فقدها أو صار حزبيا بدلا من مستقل".

وقبل أيام، أعلن "أبو شقة"، فصل عدد من قيادات الحزب، بينهم رئيس الهيئة البرلمانية للحزب في مجلس النواب "داوود".

واتهم "أبو شقة"، قيادات وأعضاء في الحزب بـ"استخدام حروب الجيل الرابع وحرب الشائعات وإنفاق أموال مشبوهة لتدمير الحزب".

كما أعلن إحالة عضو الحزب، "محمد مجدي فرحات"، الشهير بـ"أرنب" إلى النيابة العامة للتحقيق معه في وقائع "تخابر مع قنوات أجنبية".

وتضمنت قائمة المفصولين كلا من "ياسر الهضيبي" و"طارق سباق" و"محمد عبده" و"محمد عبدالعليم داوود" و"نبيل عبدالله"، و"حمدان الخليلي"، و"حاتم رسلان"، و"محمد حلمي سويلم".

ولفت رئيس الوفد إلى أنه تقرر إخطار مجلس النواب، باختيار النائب "سليمان وهدان" رئيسا للهيئة البرلمانية للوفد.

ويأتي فصل "داوود" في وقت يخضع فيه للجنة تحقيق برلمانية، بعد أن وصف حزب الغالبية في البرلمان "مستقبل وطن" بـ"حزب الكراتين".

وعلق "داوود" على قرار فصله عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إذ قال: "بهاء أبو شقة يرضخ للضغوط ويفصل النائب محمد عبد العليم داوود من حزب الوفد، ويغتصب قرار الهيئة العليا بانتخابه بالتزكية رئيسا للهيئة البرلمانية في حزب الوفد ويفصل قيادات وفدية أصيلة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

برلمان مصر معارضة مصر السيسي هيثم الحريري

اتهام أممي لمصر باستخدام المحاكم لإسكات المعارضة

السيسي: نقبل المعارضة بشرط.. وربنا وفقنا في أزمة كورونا