بلجيكا أول دولة أوروبية تصف معاناة مسلمي الإيجور بالإبادة الجماعية

الثلاثاء 16 فبراير 2021 09:00 ص

يبحث البرلمان البلجيكي مشروع قرار يتضمن تصنيف الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الإيجور في الصين على أنها "إبادة جماعية"، ما أثار ردود فعل واسعة في الصين.

والخميس الماضي، قدم "صمويل كوجولاتي" و"واتر دي فريندت"، وكلاهما عضو في مجموعة Ecolo-Groen، الاقتراح بناءً على أدلة متزايدة على سياسات الصين للتعقيم الجماعي والإجهاض القسري التي وصفها المقترح بأنها جزء من "حملة قمع قسرية"، بالإضافة إلى نقل أعداد كبيرة من الأطفال أبناء المحتجزين في معسكرات الاعتقال، إلى دور الأيتام الحكومية.

ولم تصدر وزارة الخارجية الصينية بعد بيانا رسميا ردا على القرار، لكن سفارتها في بلجيكا حاولت التأثير على مسار المشروع وفقا لما ذكره "كوجولاتي".

وفي حديثه لإذاعة "آسيا الحرة"، الإثنين، قال "كوجولاتي" إن الاقتراح سرعان ما "أثار موجة ضخمة من ردود الفعل، خاصة من السفارة الصينية في بلجيكا".

وقال: "كتبت السفارة الصينية إلى البرلمان وإلى رئيس مجلس النواب البلجيكي، قائلة إنه لا ينبغي لنا مناقشة هذا القرار".

وانطلقت الصين في مسار حرب الدعاية ضد منتقديها في الأشهر الأخيرة، بالتوازي مع استمرار بروز انتهاكات واسعة بحق الأقليات المسلمة.

ويُعتقد أن السلطات في شينجيانج قد احتجزت ما يصل إلى 1.8 ملايين من الإيجور والأقليات المسلمة الأخرى في معسكرات ضمن حملة مستمرة منذ أوائل عام 2017. 

وزعم مسؤولون صينيون أن المعسكرات هي مراكز "للتدريب المهني" لكن تقارير نشرتها إذاعة آسيا الحرة ووسائل الإعلام الأخرى أظهرت أنه يتم احتجاز الأشخاص في الغالب رغماً عنهم في ظروف ضيقة وغير صحية، حيث يُجبرون على تحمل معاملة لاإنسانية.

القرار، الذي تمت كتابته بالاشتراك مع ممثلين عن مؤتمر الإيجور العالمي (WUC) في المنفى ومقره ميونخ، يدعو أيضًا بلجيكا إلى تقديم تشريع لمعالجة المخاوف بشأن العمل القسري في شينجيانج، وستتم مناقشته "خلال الأشهر المقبلة".

أول دول أوروبية

وإذا نجحت مساعي هؤلاء النواب، فستصبح بلجيكا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تصف معاناة الإيجور بأنها إبادة جماعية، وثاني دولة بعد الولايات المتحدة، التي فعلت ذلك في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كما صنفت لجنة تابعة للبرلمان الكندي الانتهاكات الصينية بأنها إبادة.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو"، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتبر أن الصين "ترتكب إبادة" في حق مسلمي الإيجور في إقليم شينجيانج.

كما صنفت لجنة برلمانية كندية انتهاكات الصين في المنطقة على أنها إبادة جماعية.

وفي بيان تناقلته وسائل إعلام محلية، قال "كوجولاتي"، وهو أيضًا الرئيس المشارك للتحالف البرلماني الدولي بشأن الصين (IPAC) الذي دعا الدول الديمقراطية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن بكين، إن بلجيكا يجب أن تمنع الموافقة على الاتفاقية الشاملة بشأن الاستثمار الذي اختتمه الاتحاد الأوروبي والصين، في ديسمبر/كانون الأول، وسط عدد متزايد من التقارير عن الفظائع في شينجيانج.

وقال: "لا يمكننا الاستمرار في العمل بشكل طبيعي مع الصين بينما الأدلة المتزايدة توثق أبشع دولة ارتكبت انتهاكات حقوق الإنسان ضد الإيجور ومجموعات أخرى في منطقة شينجيانج".

وتابع: "من غير المقبول أن يتنازل الاتحاد الأوروبي عن حقوق الإنسان لإبرام صفقة الاستثمار مع الصين، يجب أن تكون الرسالة من بلجيكا ومن جميع أنحاء أوروبا واضحة: لا توجد صفقة دون تصديق الصين على المعايير الدولية المضادة للعمل القسري".

ورحب مؤتمر الإيجور العالمي بالقرار، حيث أعرب الرئيس "دولكون عيسى"، عن أمله في أن تعمل الحكومة البلجيكية "بناء على مطالبها من خلال الاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية للإيجور واتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد لها".

وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه بكين اسم شينجيانج، أي الحدود الجديدة.

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مسلمي الإيجور تعذيب الصين بلجيكا

واشنطن منزعجة من تقارير عن اغتصاب منظم للمسلمات الإيجور بمعسكرات صينية

كندا ودول أخرى تدرس اعتبار معاملة الصين لمسلمي الإيجور بأنها إبادة