رغم تحذيرات مصر والأردن.. عباس يتمسك برفض المصالحة مع دحلان

الأربعاء 17 فبراير 2021 11:17 ص

تمسك الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" برفض مصالحة غريمه القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "محمد دحلان" رغم وساطة قادتها مصر والأردن بهذا الشأن وتحذيرات مديري المخابرات في كلا البلدين من تشتت أصوات الفتحاويين في الانتخابات التشريعية المقررة في 22 مايو/أيار المقبل.

والتقى "عباس" في مقره برام الله رئيسي جهازي المخابرات العامة المصرية "عباس كامل" والأردنية "أحمد حسني" في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث حاول الأخيران إقناعه بضرورة تحقيق مصالحة فتحاوية تعيد (دحلان) وتياره إلى صفوف فتح، مما يمكنها من خوض الانتخابات بقائمة موحدة قادرة على منافسة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفقا لما أورده موقع "الجزيرة نت".

ورغم فشل جهود الوساطة حتى اللحظة فإنها لم تتوقف، لكن "دحلان" لا يعلق آماله كافة على هذه المصالحة، وبدأ العمل على احتمالية فشلها كليا، ويستعد لخوض الانتخابات بقائمة منفردة، بحسب المصادر ذاتها.

وفي هذا الإطار، اتخذ "التيار الإصلاحي الديمقراطي" في حركة فتح -الذي يتزعمه "دحلان"- خطوة عملية نحو سعيه للمشاركة في الانتخابات المرتقبة، بعودة غير مسبوقة لاثنين من أبرز رجالاته إلى غزة، أحدهما مسؤول مفوضية الانتخابات في التيار "عبدالحكيم عوض".

وكان "عوض" ومئات من قادة وناشطي "فتح" غادروا غزة إثر وقوع الانقسام الداخلي عام 2007 الذي أفضى إلى سيطرة "حماس" بعد جولات دامية من الاقتتال المسلح مع عناصر جهاز الأمن الوقائي ومسلحين من "فتح" يدينون بالولاء لـ"دحلان".

وقال المتحدث باسم التيار في غزة "عماد محسن" إن هذه العودة كانت مقررة منذ العام 2018، بعد النجاح في إنجاز جزء كبير من ملف المصالحة المجتمعية المتعلق بقضايا الدم وضحايا الانقسام، وليست مرتبطة بشكل أساسي بالانتخابات وإن تزامنت مع التحضير لها.

وقال "محسن" إن نحو 300 من ناشطي "فتح" لا يوجد أي إشكال قانوني يمنع عودتهم الآن إلى غزة.

وأضاف: "موقفنا الثابت منذ البداية هو خوض الانتخابات بقائمة موحدة لحركة فتح، وفي حال رفض الرئيس عباس ذلك فسنخوض الانتخابات بقائمة تضم قيادات التيار والعمل الوطني، وتتكون من شخصيات وطنية وشبابية تتمتع بالكفاءة المهنية كي تكون على قدر التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية".

وشدد المتحدث على أنه "لا أحد يمكنه إقصاء التيار وحرمانه من خوض المسار الديمقراطي، وليس فقط الاستحقاق التشريعي، وأيضا الانتخابات الرئاسية، وبالصيغة التي يراها ملائمة لمتطلبات الحالة الراهنة".

في المقابل، قلل عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، "عبدالله عبدالله" من أهمية التيار وتأثيره، وقال: "فتح موحدة، ولا تعاني أي انقسام، وما يسمى تيار دحلان هو صناعة وليس حركة وطنية".

وبشأن فرص تسوية الخلافات الفتحاوية الداخلية، أكد "عبدالله" بنبرة حاسمة أن "دحلان مفصول من فتح، وصدرت بحقه أحكام قضائية، وليس بمقدوره خوض الانتخابات، أما عناصر تياره -وهم فتحاويون بالأساس- فليس هناك ما يمنع عودتهم إلى صفوف فتح".

لكن أستاذ العلوم السياسية "ناجي شراب" يرى أن التقليل من شأن التيار مخالف للصواب ومجاف للحقيقة.

وقال "شراب" إن "التيار أصبح أمرا واقعا لا يمكن تجاهله، وليس مجرد شخص دحلان، وقد أثبت على مدار السنوات الماضية أنه تنظيم شبابي له حضور جماهيري لافت، ليس في غزة والضفة فقط، بل وكذلك في الشتات، واستقطب شخصيات وازنة، ويتمتع بدعم سياسي ومالي إقليمي وعربي".

واستبعد "شراب" تحقيق مصالحة فتحاوية في حياة "عباس"، متوقعا أن تكون "فتح" الخاسر الأكبر، إذ يصب ذلك في صالح غريمتها "حماس".

يذكر أن "دحلان" يقيم منذ 15 عاما بالإمارات، التي تمول أنشطته، وقام تياره بتسوية ملفات عدد كبير من ضحايا الاقتتال الداخلي في غزة عبر دفع "الدية الشرعية" لذويهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دحلان عباس فلسطين فتح حماس محمود عباس محمد دحلان

دحلان في مواجهة عباس.. حسابات معقدة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة

مستشاران لعباس: الاكتفاء بالسيادة الناعمة بدلا من الكاملة هي سبيل حل القضية