ينطلق الأحد المقبل معرض الدفاع الدولي "آيدكس" ومعرض الدفاع البحري "نافدكس" في الإمارات بمشاركة ما يزيد على 900 شركة عارضة، من 59 دولة، بالإضافة إلى مشاركة 35 جناحا وطنيا.

ويعد "آيدكس" أكبر معرض ومؤتمر دفاعي من نوعه في الشرق الأوسط، ويقام كل عامين، وانطلقت دورته الأولى عام 1993، بمشاركة 350 شركة فقط في حين شهدت الدورة الماضية عام 2019، مشاركة ما يزيد على 1310 شركة، إضافة إلى مشاركة 10 دول جديدة.

وسيتم تنظيم المعرضين المقررين في الفترة من 21 إلى 25 من الشهر الجاري، من قبل شركة أبوظبي الوطنية للمعارض "أدنيك"، بالتعاون مع وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، بحسب الموقع الرسمي للمعرض.

ملتقى بارز

ويهدف هذا الحدث العسكري لاستعراض أحدث المعدات والتقنيات العسكرية حول العالم ويساهم في تطوير قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية في الإمارات، التي تسعى لأن تصبح قبلة الخبراء في مجال الصناعات العسكرية حول العالم.

ويشهد المعرض تنظيم عدد من العروض الدفاعية الحية التي تحاكي سيناريوهات مختلفة باستخدام مختلف صنوف الأسلحة والمعدات، بالإضافة إلى توفير الشركات العارضة لعدد من المنصات التفاعلية التي تمكن الزوار من توظيف التقنيات الحديثة لتجربة العديد من المعدات والعروض ثلاثية الأبعاد.

وأصبح المعرضان أبرز ملتقى دولي تستضيفه الإمارات لتبادل الخبرات التكنولوجية بين الدول والشركات والهيئات المعنية بالتسليح والصناعات الدفاعية من مختلف أنحاء العالم.

ورسخ المعرضان منذ انطلاقهما في بداية التسعينيات مكانة بارزة وقدرة على استقطاب قادة الصناعات الدفاعية والأمنية العالميين.

وبحسب ما تم إعلانه في مؤتمر صحفي الإثنين، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، فمن المقرر أن يشارك في دورة آيدكس 2021 أكثر من 24 خبيراً ومتخصصاً من مختلف دول العالم على أرض الواقع، فيما سيشارك افتراضيا أكثر من 2000 من قادة وخبراء قطاع الدفاع العالميين من 80 دولة.

وسيجرى استعراض أحدث ما توصل إليه قطاع الصناعات الدفاعية من تكنولوجيا ومعدات متطورة ومبتكرة، وتطوير قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية في الإمارات، وفقا لما أوردته صحيفة "البيان" الإماراتية.

ومن المتوقع أن يستقطب المعرضان ما يزيد على 70 ألف زائر محلي ودولي، على مدار الأيام الخمسة، ومن المنتظر أن يشارك في التغطية الإعلامية ما يزيد على 500 إعلامي من 64 دولة حول العالم.

غياب لافت

وتعد دولة الاحتلال الإسرائيلي أبرز الغائبين عن المعرضين، إذ نقلت "رويترز"، الإثنين الماضي، عن مسؤولين إسرائيليين أن السلطات قررت إلغاء مشاركتها بسبب قيود السفر الجوي المفروضة لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد.

وكان من المقرر أن تشارك عشرات الشركات الدفاعية الإسرائيلية في آيدكس، بعدما بات لديها القدرة على القيام بأعمال تجارية علنية، إثر توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر/أيلول، وزيارة أكثر من 130 ألف إسرائيلي لإمارة دبي، حسبما أفادت صحيفة "كالكليست" الاقتصادية العبرية.

لكن إسرائيل قررت، الشهر الماضي، إغلاق مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب للحيلولة دون دخول سلالات جديدة من فيروس "كورونا" إلى أراضيها، ومنذ ذلك الوقت، لا يمكن السفر سوى بموافقة من لجنة تم تشكيلها لمنح تصريحات استثنائية للسفر في حالات معينة.

وتقول وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه تم رفض طلبات تم إرسالها إلى لجنة الاستثناءات للموافقة على مغادرة وعودة مندوبي الوزارة وموظفي 40 شركة إسرائيلية مسجلة للمشاركة في آيدكس بأبوظبي.

ومع ذلك، فإن العديد من الشركات الإسرائيلية الكبرى لديها موظفين في بلدان وفروع أخرى، وبإمكانها المشاركة في معرضي أبوظبي، كما جرى مؤخرًا في معرض "آيرو إنديا".

ويشير الخبير السياسي "سيث ج.فرانتزمان" إلى أن الخليج يوفر العديد من الفرص لتل أبيب؛ لأن الإمارات وإسرائيل تشتركان بالفعل في المصالح والنظرة الإقليمية، وفقا لما أوردته "ناشونال إنترست".

وأضاف أن اندفاع إسرائيل نحو الذكاء الاصطناعي يلقى اهتمامًا كبيرًا في منطقة الخليج لأن الشركات المحلية والمبتكرين سعوا أيضًا إلى تحويل مدن الإمارات إلى "مدن ذكية" باستخدام المزيد من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال لديها أنظمة دفاع مهمة مثل القبة الحديدية ونظام "تروفي"، وهو نظام يثبت على الدبابات، كما تغري إسرائيل دول الخليج بأنظمة الكشف، مثل رادارات "إلتا" و"رادا"، حيث تحتاج هذه الدول إلى قدرة أكبر على اكتشاف التهديدات مثل أسراب الطائرات بدون طيار.