ف.تايمز: السعودية التحدي الخارجي الأكبر لبايدن بعد روسيا والصين

الخميس 18 فبراير 2021 10:52 م

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن السعودية هي التحدي الأكبر الذي يواجه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بعد الصين وروسيا.

ورأت الصحيفة أن تحقيق وعد "بايدن" بجعل المملكة منبوذة بسبب ممارسات حكومتها وولي عهدها التي تنتهك حقوق الإنسان يواجه عقبات.

وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات "بايدن" فك الارتباط مع السعودية تواجه أيضا عقبات مستشهدة بالهجمات المتتالية للحوثيين التي استهدفت المملكة مؤخرا.

وبعد توليه منصبه، علق "بايدن" مبيعات أسلحة للسعودية وأنهى دعم بلاده للحرب في اليمن المستمرة منذ 6 أعوام، لكن إزاء الهجمات الحوثية ضد السعودية، قال وزير الخارجية الأمريكي "أنطوني بلينكين" إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي، وأعرب عن التزام بلاده بتعزيز دفاعات الدولة الخليجية. 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الموازنة بين لوم السعودية على سجلها السيء في حقوق الإنسان تحت قيادة الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد "محمد بن سلمان"، وبين الدور التقليدي للدولة الخليجية كحليف مهم في الأمن والاستخبارات في الشرق الأوسط سيكون مهمة صعبة التنفيذ.

وقال "جيرالد فيرشتاين" وهو دبلوماسي متقاعد خدم في السعودية واليمن، إن رد الولايات المتحدة على هجوم الحوثي الذي استهدف المملكة يظهر أن واشنطن "لا تستطيع الانفصال عن السعوديين".

وأضاف أنه "بمجرد أن تتجاوز روسيا والصين، ربما تكون السعودية أصعب تحد في السياسية الخارجية تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة".

وخلال حملته الانتخابية، وعد "بايدن" بأن تدفع السعودية ثمن قتلها الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي" على يد عملاء في سفارة بلاده في إسطنبول عام 2018.

ووعدت "أفريل هينز"، مديرة المخابرات الوطنية في إدارة "بايدن"، بالإفصاح عن مضمون تقرير استخباراتي يتناول المسؤول عن قتل خاشقجي الذي كام مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفق الصحيفة، يتوقع خبراء أن إدارة "بايدن" ستحاول تنفيذ "تصحيح المسار" في العلاقة الأمريكية السعودية، لكن لن يصل ذلك حد معاقبة الأمير "محمد بن سلمان" شخصيًا على قتل "خاشقجي".

وفي هذا الصدد، حذر المسؤول الأمريكي "دانيال بنعيم"، من فرض عقوبات مباشرة على ولي العهد لأنه "من المحتمل أن يتسبب في قطع العلاقات لفترة طويلة مع رد عقابي يضر بمصالح الولايات المتحدة".

من جانبه، قال السفير الأمريكي السابق بالرياض، "روبرت جوردان"، إن الخطوة الأسهل التي يمكن أن تتخذها إدارة "بايدن" هي أن تضفي الطابع المؤسسي على علاقاتها مع السعودية.

وأوضح أن ذلك سيكون بمثابة رفع للمسة الشخصية في العلاقات مع الرياض، بعد أن كان مستشار ترامب السابق وصهره "جاريد كوشنر" يتحدث مع "بن سلمان" عبر واتسآب.

وذكر أنه من الواضح أن الميول الاستبدادية للأمير "محمد بن سلمان" ستكون شيئا توليه إدارة "بايدن" مزيدا من الاهتمام، الذي قد يستبعد من المجاملات الاجتماعية والاعترافات البروتوكولية الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض بدأ بالفعل في تبني هذا النهج الثلاثاء، عندما قالت السكرتير الصحفي "جين بساكي" إن بايدن سيتعامل مباشرة مع الملك "سلمان" بدلا من ولي العهد.

وأضافت أن "بايدن" يركز على حقوق الإنسان مع السعودية، وقد أتى ذلك بثماره، فقد أطلقت السعودية الأسبوع الماضي سراح العديد من السجناء بينهم "لجين الهذلول"، ورحب "بايدن" بذلك باعتبار الشيء الصحيح الذي يجب فعله.

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين قوله إن الضغط الأمريكي على السعودية يوفر الحافز الذي تحتاج الرياض لانتزاع نفسها من اليمن، لكنه عقب أن السعوديين ضاقوا زرعا بإدارة "بايدن" بعد رفعها الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية.

ورأت الصحيفة أنه من المرجح أن يكون الجزء الأكثر تعقيدا في العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة في الوقت الحالي هي رغبة "بايدن" في العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في 2018.

وعارضت الرياض التي تعتبر إيران تهديدا إقليميا، الاتفاق النووي، فيما وعد مستشارو "بايدن" بالتشاور مع الرياض قبل اتخاذ خطوات بشأن طهران.

ونقلت الصحيفة عن "جوزيف ويستفال"، السفير الأمريكي السابق لدى المملكة العربية السعودية في عهد الرئيس السابق "باراك أوباما"، قوله إنه يعتقد إن الرياض قد تتعايش مع عودة "بايدن" للاتفاق النووي طالما تمت مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني وأنشطتها الإقليمية.

غير أنه عقب أن جزئية البرنامج الصاروخي الإيراني كانت الجزء الأصعب خلال إدارة "أوباما" ولم توافق إيران على مناقشتها أو تضمينها في الاتفاق.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الملف النووي الإيراني العلاقات السعودية الأمريكية جو بايدن

بوليتكو: بايدن يسعي لإجبار السعودية وإسرائيل على احترام المصالح الأمريكية

قناة عبرية: السعودية قلقة من سياسات بايدن.. وتجري اتصالات مع إسرائيل بشأنها

التايمز: بايدن العائد بعقلية أوباما يقامر بتطويع بن سلمان وسيقبله ملكا في النهاية

إخضاع السعودية للقيم الأمريكية.. "المهمة المستحيلة" لإدارة بايدن

خبيرة اقتصادية: رسم مسار للعلاقات الأمريكية الصينية أكبر تحديات إدارة بايدن