بلومبرج: إنقاذ الاتفاق النووي صعب.. والسبب "حفظ ماء الوجه"

السبت 20 فبراير 2021 01:43 م

اعتبرت وكالة "بلومبرج"، أن المواجهة الجارية بين أمريكا وإيران تظهر صعوبة إنقاذ الاتفاق النووي الذي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" انسحابا أحاديا منه، لترد إيران بالتحلل من التزاماتها بشأن تخصيب اليورانيوم.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن "جيرارد أرود"، وهو سفير فرنسي سابق لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة ساعد في عملية التفاوض بشأن العقوبات التي فرضت على إيران قبل التوصل لاتفاق عام 2015، أن "الجانبين يبحثان عن طريقة للعودة تتيح لهما حفظ ماء الوجه بالنسبة لمواطنيهما".

وأضافت أن الإقبال والإدبار بين الدولتين يعد تذكيرا حادا بمدى الصعوبة التي ستكون عليها عملية إحياء الاتفاق النووي، إذ يبدو بعيد المنال أي هاجس بأن الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" بإمكانه إقناع إيران بسرعة العودة للالتزام بالاتفاق، بما يتيح للولايات المتحدة الانضمام إليه من جديد ثم التفاوض للتوصل لاتفاق أكثر قوة.

وترى المعارضة من جانب الأعضاء الجمهوريين وبعض الديمقراطيين في الكونجرس أنه ليس بوسع "بايدن" أن يبدو ضعيفا حتى وهو يحاول العدول عن مسار استراتيجية عهد "ترامب" المتمثل في ممارسة "أقصى ضغط" على إيران.

وفي المقابل، ليس لدى إيران حافز كبير يدفعها لتقديم تنازلات في ظل احتمال تحقيق المحافظين مكاسب في انتخاباتها العامة التي ستجرى هذا الصيف.

أما الأطراف الأوروبية فقد رحبت بخطوة إدارة "بايدن" للعودة للدبلوماسية مع إيران وحثت إيران على عدم مواصلة التهديدات بوقف عمليات التفتيش النووية المفاجئة، والمخاطرة بتقويض الجهود الدبلوماسية.

ومن هذا المنطلق، يرى دبلوماسي أوروبي كبير أن هناك فرصة واقعية لتحقيق تقدم، لكنه حذر من أن الكثير سيعتمد على الخطوات التي لدى إيران استعداد لاتخاذها، لافتا إلى أن طهران لم تظهر أية دلالة قوية على أنها تريد العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي.

وتتمثل الخطوة التالية الفورية في عقد الاتحاد الأوروبي للاجتماع الذي وافقت الولايات المتحدة على المشاركة فيه، على أمل أن يكون هذا الاجتماع دافعا لإيران والولايات المتحدة لاتخاذ خطوات فردية ربما يتم تنسيقها لإحياء الاتفاق، حسبما قال الدبلوماسي الأوروبي.

ومع ذلك، فقد ألمح وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، في تغريدة له أمس الجمعة، إلى أن الإجراءات الأمريكية ليست كافية، وكرر المطالب بأن تقوم إدارة "بايدن" أولا بإلغاء العقوبات التي فرضها "ترامب" قبل أن تعيد إيران نشاطها النووي ليكون متفقا مع شروط الاتفاق النووي.

واستخدم "ظريف" في تغريدته وسما يشير إلى أن أي اجتماع يعتمد على عودة الولايات المتحدة رسميا للاتفاق وإلغاء العقوبات أولا.

ويكشف الإقبال والإدبار بين أمريكا وإيران بعض الحقائق، أبرزها أنه رغم العقوبات الأمريكية، ليس لدى إيران شعور قوي بأن هناك حاجة لسرعة العودة للالتزام بالاتفاق النووي في القريب العاجل، حسبما يرى "جون ألترمان" مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وأضاف "ألترمان": "أخشى أن يكون الإيرانيون على اقتناع بأن التوصل لاتفاق سيحرمهم من آخر ذرة لممارسة النفوذ.. لذلك لست متأكدا من إمكانية اجتذاب الإيرانيين لاتفاق آخر، ومن المؤكد أنه ليس من الممكن تحقيق ذلك بسرعة".

وأشارت "بلومبرج" إلى أنه سيتعين على الجانبين، قبل كل شيء، الاتفاق على عقد اجتماع بينهما، وفي الأسبوع القادم يأتي أول اختبار للجهد المتجدد لتحقيق وفاق، حيث تقول إيران إنها ستوقف السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بأي عمليات تفتيش مفاجئة، وذلك من خلال وقف العمل وفقا لما يسمى بالبروتوكول الإضافي ابتداء من 23 شباط/فبراير الحالي.

وإذا تم ذلك، فلن يكون المجتمع الدولي قادرا بدرجة كافية على رصد الطموحات النووية لإيران بدقة.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرج

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي إيران

مطالبا بتعويض تريليون دولار.. ظريف: محادثتنا مع واشنطن مشروطة بالعودة للاتفاق النووي