وسط تصاعد التوتر بين البلدين مؤخرا عقب فترة من التهدئة، دعا وزير الخارجية اليوناني، "نيكوس ديندياس" إلى تحويل مجمع آيا صوفيا الأثري في إسطنبول إلى متحف مجددا، بعد أن أعادته السلطات التركية إلى مسجد في يوليو/تموز 2020.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير اليوناني عبر الفيديو أثناء الدورة الـ46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأكد "ديندياس" على اهتمام اليونان (البلد المجاور لتركيا والذي تسكنه أغلبية أرثوذكسية) لمسألة "الاحترام التام للحقوق الثقافية".
وأشار إلى أنه "من واجب جميع الدول، بغض النظر عن أنظمتها السياسية والاقتصادية والثقافية، الامتناع عن تغيير وضع آثار الثقافة بدون موافقة مسبقة من قبل المجتمعات المعنية والإبلاغ المسبق لجميع الأطراف المعنية، بما فيها الأجهزة الأممية، ومنها اليونسكو".
وأوضح الوزير أن ما قاله ينطبق أيضا على "تحويل مَعلم آيا صوفيا الأثري إلى مسجد، الأمر الذي يناقض تماما مفاهيم احترام التراث الثقافي. ونحن مع المنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى نطالب بإعادة الوضع السابق لهذا المَعلم".
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية عقب الدعوة اليونانية، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن "إعادة فتح آيا صوفيا مسجدا كانت ردا على من تعهدوا على لسان سفاح نيوزيلندا بتخليص آيا صوفيا من مآذنه".
وفي يوليو/تموز من العام الماضي، أعلن مجلس الدولة التركي (وهو أعلى محكمة إدارية في تركيا) بطلان قرار عام 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، وتلا ذلك صدور مرسوم من قبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يقضي بإعادة المتحف إلى مسجد كما كان.
ويمتد تاريخ آيا صوفيا لقرابة 1500 عام، وللمبنى شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية واحتل موقعا مرموقا كمكان عبادة للمسيحيين ومن بعدهم المسلمون.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية اليوناني وسط التصاعد الجديد في توتر العلاقات بين أثينا وأنقرة. وقالت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، إنها قامت بالرد فورا على حادثة "تحرش" أربع مقاتلات يونانية من طراز "F-16" بسفينة أبحاث تركية في المياه الدولية ببحر إيجه.
وقبل أيام من ذلك، أعلنت أثينا احتجاجها على إرسال أنقرة السفينة التي تقوم بمسح جيولوجي في منطقة بالمياه الدولية في بحر إيجه موضع مصالح كل من اليونان وتركيا.
