«ديفنس نيوز»: الانقسامات الخليجية تهدد التحالف المضاد لنظام «الأسد»

الاثنين 12 أكتوبر 2015 02:10 ص

قالت مجلة «ديفنس نيوز» أن التحالف الذي جمع دول الخليج في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، يوشك أن يتداعى وأنه يشهد انقسامات على خلفية تأييد بعض الدولة التدخل العسكري للجيش الروسي في المنطقة، ورفض آخرين، بما يهدد بتقسيم هذا التحالف الخليجي العربي ضد «الأسد»، ويقتل أي فرصة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

ووفقا للمجلة فإن محور هذا الانقسام يتعلق بتحديد أيهما أكثر أهمية: ضرب المعارضة السورية المعتدلة التي تقتال قوات «الأسد»، أم ضرب قوات «الدولة الإسلامية» التي تنشر الإرهاب في سوريا والعراق؟

وشددت على أن هذا التطور الجديد من الممكن أن يؤدي الي «تعميق الفوضى في سوريا»، في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تحاول فيه إعادة تقييم استراتيجيتها لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.

ونوهت المجلة في تقرير نشرته أمس الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول بعنوان: (الانقسامات الخليجية تهدد التحالف المضاد للأسد) إلى أن المناقشات الجارية حاليا داخل دول الخليج تدور حول ما إذا كانت القوى الإقليمية تعتبر أن التدخل الروسي في سوريا يساعد على الحد من انتشار «الدولة الإسلامية» أم أن هدفه دعم «الأسد» وضرب معارضيه المعتدلين الذين تدعمهم دول الخليج وأمريكا؟

فريقان خليجيان مختلفان

وقال تقرير «ديفنس نيوز» أن الفريقين المختلفين في الخليج (أولهما) يضم: السعودية وقطر وتركيا، وهم يعارضون بشدة التدخل الروسي في المنطقة، ووصف وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» التحركات العسكرية الروسية في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي بأنها «تصعيد خطير».

أما الفريق (الثاني) فيضم: الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، وهم يؤيدون الضربات الروسية ويتفاءلون بها، وعبر عن هذا وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، الذي قال مؤخرا «إن التدخل الروسي سوف يقضي على مكافحة الإرهاب في سوريا ويساعد في القضاء عليه»، وأن الغرض من تدخل روسيا هو توجيه ضربة قاتلة للإرهاب في سوريا، بحسب قوله.

ضوء أخضر لروسيا

ونقل التقرير عن المحلل الجيوسياسي في منطقة الخليج «تيودور كاراسي» أن: «الإمارات والأردن ومصر يؤيدون الغارات الجوية الروسية ضد المتطرفين»، الذين يقصد بهم المعارضة السورية الإسلامية، وأن كلا من الملك «عبد الله الثاني» ملك الأردن، وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسى» التقوا الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في المعرض الجوي ماكس في يوليو/تموز الماضي، وأنه «من المرجح أنهم ناقشوا معه أفكارهم حول الوضع السوري»، ما يعني علمهم بالتدخل أو دعوتهم روسيا للتدخل.

وأضاف: «هناك الكثير من الشكوى في الغرب أن تكون هذه الضربات الجوية الروسية استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية، وأنها على العكس كانت موجهه لجماعات معارضة سورية»، لأن روسيا ومصر والأردن والإمارات ينظرون الي قوي المعارضة التي تحارب «الأسد» علي أنها تيارات «متطرفة»، بما في ذلك الجيش السوري الحر، الذي يدعمه الخليج والولايات المتحدة.

وأشار التقرير لتدعيم الولايات المتحدة الدعم علنا لبعض الجماعات التي تقاتل في سوريا ضد «الأسد»، دون منحهم أنظمة أسلحة رئيسية فاعلة يمكن أن تساعد على هزيمة «الأسد» أو تضر القوات الروسية، وأن هذا الموقف ينسجم نسبيا مع المواقف السعودية القطرية التركية، برغم وجود خلافات أيضا في هذا الصدد.

وتشير «ديفنس نيوز» إلى أن الولايات المتحدة تعتمد اعتمادا كبيرا على القوات الكردية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» في كل من سوريا والعراق، وأن قطر لها علاقات مع تنظيم جبهة النصرة، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، فيما تقف تركيا ضد التدخل الروسي وقامت بإسقاط طائرة روسية اخترقت أجواءها يوم الجمعة الماضي.

سوريا .. معركة سعودية داخلية

وينقل التقرير عن المحلل «كاراسيك» قوله إنه يوجد انقسام وصراع داخلي، في المملكة العربية السعودية بين نائب ولي العهد وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» وولي العهد وزير الداخلية «محمد بن نايف» ومعه وزير الخارجية «عادل الجبير».

ويؤكد التقرير إن «محمد بن نايف مستاء من الهجمات الروسية على الجماعات المدعومة من السعودية ويعتبر أنها تشكل تهديدا مباشرا على المملكة ولها تأثير مباشر على الأمن الداخلي في السعودية، لأن هذه الهجمات تترك تأثيرا وقد تدفع بعض هؤلاء المتطرفين (في سوريا) للعودة إلى المملكة والقيام بهجمات».

وتشير الخبيرة «إيما أشفورد» من معهد «كاتو» بواشنطن أن الأشهر الستة الماضية شهدت زيادة في الاتصالات بين السعودية وروسيا، واجتماعات لتتحرك نحو تسوية سياسية، ولكن «يبدو أن الحملة العسكرية الروسية قتلت كل ذلك»، ما يجعل دول مجلس التعاون الخليجي تسارع لمعرفة ما الذي يجب القيام به لأن نظام «الأسد» حصل بهذا التدخل العسكري الروسي على قوة كبيرة.

قومية «السيسي» الاستبدادية

ويحذر «جون هربست» السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا أن الولايات المتحدة تسعى على المدي القصير لزرع الاستقرار في سوريا رغم أن هناك «أمل ضئيل» لحدوث استقرار في سوريا، أما على المدى الطويل، فهناك توقعات أن تخرج صفقة جديدة تسمح بتنحي «الأسد» وحلول شخص أخر محله من الطائفة العلوية، بالتشاور مع القيادات السنية والساسة ورجال الاعمال والأقليات، بحيث يتم ضم شخصيات سنية بارزة في الحكومة الانتقالية الجديدة.

ويقول «هربست» أن «وقف إراقة الدماء سيكون ثمنه تخلي روسيا عن الأسد مقابل تخلي دول الخليج وتركيا عن جميع أشكال الدعم للمجاهدين، ومن المرجح التوصل إلى حل سياسي بين السعوديين والروس، ولكن معلمه غير واضحة».

فالسعودية، بحسب «كريم البيطار» المتخصص في الشؤون العربية في معهد باريس للعلاقات الدولية والاستراتيجية، لا يمكنها التوافق مع الروس إلا بإسقاط «الأسد»، وفي المقابل، فإن «السيسي» في مصر يبدو أكثر انسجاما مع سياسة «بوتين» الذي يسعى لإحياء «القومية الاستبدادية في مواجهة الحركات الإسلامية».

وبحسب «يزيد صايغ»، الخبير في الشؤون السورية في مركز كارنيغي للشرق الأوسط: «حتى إذا كانت السعودية تريد سقوط النظام في دمشق، فلديها سياسة خارجية "مرتبكة" بسبب تدخلها في اليمن، ولا أعرف ماذا ستفعل في ذلك لو واصل السعوديون سياستهم تجاه سوريا».

ويشير التقرير إلى قول «كريستين ورموث» وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية أن: «المخاوف الامريكية من توفير أسلحة معينة للمعارضة السورية كي لا تقع في أيدي تنظيمات قريبة من القاعدة مثل تنظيم النصرة، وأنه لمعالجة تلك المخاوف، فإن البرنامج الأمريكي يقيد تدفق الأسلحة المتطورة للمعارضة السورية».

  كلمات مفتاحية

التدخل العسكري الروسي السعودية الإمارات مصر الأردن السيسي روسيا بوتين الملك سلمان

السعودية وروسيا تتفقان على زيادة التعاون بشأن سوريا ومكافحة الإرهاب

«جيروزاليم بوست»: مخاوف روسيا التقليدية من السُنّة تدفعها لدعم التحالف الشيعي

«بوتين»: روسيا لا تريد التورط في حرب دينية في سوريا

صحيفة: مصر والأردن والإمارات وافقوا على التدخل الروسي في سوريا

«السيسي» يحث «بوتين» على أهمية التوصل لتسوية سياسية لأزمات المنطقة

«النفيسي» يؤكد موافقة مصر والأردن والإمارات على التدخل الروسي في سوريا

صحيفة: الإمارات تمول ميليشيات روسية في سوريا ضمن اتفاق يشمل مصر والأردن

‏موقع إسرائيلي: السعودية سترسل مضادات طيران للمعارضة السورية