عبر دمشق والقاهرة وواشنطن.. كيف أمن الجنرال القوي بلبنان صفقة النفط العراقية لبلاده؟

الجمعة 26 فبراير 2021 09:55 ص

ألقى موقع استخباري الضوء على الدور المحوري الذي لعبه مسؤول لبناني بارز في تأمين صفقة النفط العراقي إلى لبنان، والتي من المنتظر أن تنتشل بيروت من أزمة طاقة كبرى تسببت في إعتام البلاد.

وقال "إنتلجنس أونلاين"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء "عباس إبراهيم" هو "عراب" هذه الصفقة بين بغداد وبيروت، بل إن أدواره شملت أيضا العمل على تأمين تلك الصفقة عبر 3 مسارات في سوريا ومصر والولايات المتحدة، فما القصة؟

حينما أعلن وزير الطاقة اللبناني المنتهية ولايته "ريمون غجر" في 3 فبراير/شباط الجاري أنه سيتم تسليم 500 ألف طن من الوقود العراقي إلى لبنان، كان وراء الكواليس "عباس إبراهيم" كركيزة أساسية في الترتيب لهذه الصفقة المهمة.

وكان "إبراهيم" جزءا من الوفد اللبناني الذي أنهى الصفقة في بغداد، حيث يتمتع بصداقة قوية مع رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، تشكلت وتوطدت خلال رئاسة "الكاظمي" لجهاز المخابرات الوطني العراقي.

وبالإضافة إلى دوره في إنهاء مسألة الصفقة بالعراق، كشف "إنتلجنس أونلابن" أن مدير الأمن العام اللبناني استخدم شبكة اتصالاته الواسعة في عواصم الشرق الأوسط الأخرى وحتى في واشنطن لتأمين وصول النفط العراقي إلى لبنان.

ولكي يتم نقله من كردستان العراق إلى لبنان، يجب أن يمر النفط العراقي عبر سوريا، حيث يعرف "عباس إبراهيم" أيضًا الأشخاص المناسبين للتحدث معهم حول هذا الأمر.

زار "عباس" دمشق بعد وقت قصير من مناقشة أولية حول شحنات النفط العراقي مع "الكاظمي" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للتحدث مع المسؤولين السوريين حول قضية النفط العراقي، ولضمان تأمين تمريره إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

وبحسب التقرير، سافر "إبراهيم" أيضا إلى واشنطن، قبل أشهر قليلة، لمحاولة إقناع إلادارة السابقة برئاسة "دونالد ترامب" بعدم تطبيق "قانون قيصر" على الشحنات اللبنانية من النفط العراقي التي تمر عبر سوريا.

خيار مصري

لم يكتف "عباس إبراهيم" بتأمين المسألة في سوريا والولايات المتحدة، بل إنه طار إلى مصر لمناقشة إمكانية نقل النفط العراقي إلى المصافي المصرية لتكريره، ومن ثم شحنه إلى لبنان عبر البحر المتوسط، ومن أجل هذا الغرض التقى "إبراهيم" رئيس المخابرات المصرية "عباس كامل" بالقاهرة، في لقاء شارك به وزير النفط العراقي "عبدالجبار إسماعيل".

الخيار المصري، وفقا للتقرير، كان مهما، نظرا للوضع السيئ لخط الأنابيب من العراق إلى سوريا، والمسألة الأمنية المتدهورة في سوريا والتي يمكن أن تؤثر على إمداد لبنان بالنفط العراقي من هناك.

وقد استغل "عباس إبراهيم" الحماس المصري أمام العرض العراقي الذي جاء عبر وزير الخارجية "فؤاد حسين" إلى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في 10 فبراير/شباط الجاري، بتفعيل برنامج "النفط مقابل إعادة الإعمار" لتمكين الشركات المصرية من العمل في العراق مقابل تصدير النفط العراقي إلى مصر.

وكانت وسائل إعلام لبنانية أكدت، أوائل الشهر الجاري، أن العراق أبلغ "عباس إبراهيم" موافقته على مشروع الإتفاقية لتزويد لبنان بالمنتجات النفطية وفق بنود تشجيعية تراعي الوضع المالي اللبناني المتعثر، وتؤكد وقوف العراق الشقيق إلى جانب لبنان في محنته الحالية.

وبموجب هذه الاتفاقية سيزود العراق لبنان بمليوني برميل من الفيول (الوقود) للكهرباء، ومليون برميل من النفط الخام، يمكن استبدالها بكميات من الفيول أو المنتجات النفطية، على أن تقدم الحكومة العراقية 25% من قيمة الصفقة دعماً للبنان، وفترة سماح لتسديد بقية الأموال المستحقة لمدة سنة.

وأبلغ رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" اللواء "عباس إبراهيم"، بـ"إمكانية تسديد قيمة هذه الاتفاقية من الجانب اللبناني مقابل خدمات صحية، يتم الاتفاق على تفاصيلها في مباحثات بين البلدين، بما في ذلك معالجة واستشفاء المواطنين العراقيين في المستشفيات اللبنانية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني نفط العراق العلاقات اللبنانية العراقية

تحليل: بغداد تتقارب مع واشنطن وتنفتح على محيطها العربي

لعام آخر.. العراق ولبنان يوقعان اتفاقية تمديد صفقة النفط