لقاء «بن سلمان» و«بوتين»: «بن زايد» صاحب الفكرة ومؤشرات على تفاهمات بلا ضمانات

الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 08:10 ص

بحثت السعودية خلال القاء الأخير الذي جمع ولي ولي العهد وزير الدفاع «محمد بن سلمان» بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عن هامش فرصة ولو قليلة للحصول على ضمانات «بألا تنتهي مرحلة انتقالية سياسية يتحدث عنها الروس لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد».

لقاء موسكو الأخير اعتبره دبلوماسيون مراقبون بمثابة «نافذة أخيرة لتحقيق شكل من أنماط التفاهم السياسي ليس على العملية العسكرية الروسية التي أصبحت واقعا ولكن على ما بعدها».

فكرة اللقاء الروسي السعودي حصريا هي فكرة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، وبحسب صحيفة «رأي اليوم» فقد بادر «بن زايد» لترتيب اللقاء بين «بوتين» ووزير الدفاع السعودي بعد أزمة صامتة في العلاقات بين الجانبين كان عنوانها «انزعاج موسكو من التصريح الشهير لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في نيويورك والذي هدد فيه بعمل اجتياح عسكري ضد النظام السوري في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس بوتين يمهد لحربه الجديدة مع قادة العالم».

تصريح «الجبير» أثار استفزاز موسكو وتقدير أبوظبي كان يتحدث عن «عدم وجود مصلحة في مثل هذا الاستفزاز» خصوصا وأن دولة الإمارات تتبنى وجهة النظر التي تؤكد بأن «الحضور الروسي العسكري في سوريا تم التفاهم عليه مع الإدارة الأمريكية وبأن واشنطن بدأت تبدل في استراتيجياتها في المنطقة وتضلل دول الخليج بصورة تسمح بتأثير سلبي على أمنها القومي».

وجهة نظر أبوظبي في الكواليس أيضا كانت تحذر من «تأثيرات سلبية لاستفزاز روسيا بعد تصريحات ‘‘الجبير’’ على جبهة التحالف العربي العسكري في اليمن خصوصا مع اقتراب موعد معارك عسكرية حاسمة في مأرب ومحيط صنعاء» .

المعادلة التي دفعت بالأمير السعودي بمبادرة إماراتية خالصة إلى الكرملين قد تتمثل حسب دبلوماسي غربي مطلع «بتمرير الترتيب العسكري الروسي في سوريا مقابل صمت موسكو على ما يحصل في اليمن» .

خلافا للانطباع السائد لم تحصل السعودية على ضمانات قطعية من أي نوع والهدف من لقاء «محمد بن سلمان» بـ«بوتين» تجاوز المزاج الذي أنتجه الوزير «الجبير» والتأكيد على نوايا «بن سلمان» في الانتقال إلى مستوى التعاون العسكري والمضي قدما بخطط تم الاتفاق عليها سابقا في هذا المجال.

حظي الأمير «بن سلمان» بلقاء «بوتين» لكن الأوساط المتابعة لاحظت بأنه بقي في الانتظار لـ15 دقيقة قبل الانتقال للقاء وتبادل وجهات النظر وسط تأكيدات «بوتين» بأن السعودية لها مصلحة في مكافحة الإرهاب في سوريا وبأن الأهداف العميقة للعمل العسكري تتمثل في الحفاظ على عودة التوازن في المنطقة إقليميا أكثر من التركيز الحصري على بقاء أو عمر الرئيس السوري «بشار الأسد».

وكان مصدر سعودي قد أكد أمس أن مسؤولين سعوديين كبارا أبلغوا القادة الروس أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له «عواقب وخيمة» وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم الى المشاركة فيها.

وتشير الرسالة التي صاحبها تعهد بدعم جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب الرئيس «بشار الأسد» حليف روسيا إلى تشكك السعودية في دوافع موسكو للمشاركة في الحرب التي بدأت قبل أربعة أعوام ونصف العام وقتل فيها نحو 250 الف شخص وأسفرت عن تشريد نحو 11 مليون سوري.

وأضاف المصدر: «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية»، مضيفا أن «المملكة تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي»، وتابع: «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».

وقال المصدر إنه يتحدث استنادا الى المواقف التي أوضحها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سلمان» ووزير الخارجية «عادل الجبير» خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الخارجية «سيرجي لافروف» يوم الأحد في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.

تفاهمات بلا ضمانات

ورغم أن وليّ ولي العهد ووزير الدفاع السعودي لم يصطحب معه أحدا من مستشاريه العسكريين في محادثاته في «سوتشي» الروسية، إلا أنه تم الاتفاق على عقد محادثات عسكرية مشتركة بعد نحو أسبوع للبحث في التعاون المطلوب، الأمر الذي يؤكد المعلومات المتسربة عن تفاهم روسي - سعودي بشأن سوريا.

ويلاحظ في هذا الصدد أن الرئيس الروسي أكد أن الهدف من العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا هو» الحيلولة دون إقامة دولة خلافة إسلامية»، في حين عاود وزير الخارجية السعودي التأكيد على أن الرياض لم تغير موقفها من مسألة إبعاد الرئيس بشار الأسد.

وتتفق الرياض مع موسكو في حرصها على ألا تكون الجماعات الإسلامية المتشددة المعارضة هي البديل لنظام الأسد، وأن الرياض ترفض أيضا بقاء نظام الرئيس الأسد.

وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الرياض «أساسا لو لم يكن هناك تفاهم بين الرياض وموسكو لما تمت الزيارة السعودية إلى روسيا».

وأوضحت مصادر سعودية ذات صلة أن الهدف الأساسي من زيارة الأمير بن سلمان لروسيا هو معرفة الأهداف الحقيقية لسير العمليات العسكرية الجوية في روسيا والتي لا تعارض السعودية أن تستهدف مواقع ومراكز تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وقد أثار استهداف الغارات الجوية الروسية لتنظيمات المعارضة السورية المعتدلة «بعض القلق» لدى الرياض لا سيما إذا ما استغلها النظام السوري لتحقيق مكاسب على الأرض تدعم بقاء الأسد.

وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات بعد المحادثات الروسية السعودية إلى أن الرياض ليست معترضة على التدخل الروسي العسكري في سوريا، ولكن لديها «بعض القلق إزاء سير العمليات الجوية الروسية»، والمقصود هنا الغارات الجوية الروسية التي تدعم هجمات الجيش السوري على مناطق المعارضة السورية «المعتدلة».

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن الرئيس بوتين أبدى تفهمه للقلق الذي يساور السعودية إزاء العمليات العسكرية الروسية في سوريا».

  كلمات مفتاحية

روسيا السعودية بن سلمان بوتين بن زايد التدخل العسكري الروسي

«رويترز»: السعودية والأوروبيون عاملوا «بوتين» بجفاء

«الصبر الاستراتيجي»: لا تطاردوا «بوتين» في سوريا .. دعوه يفشل من تلقاء نفسه

«الإندبندنت»: «بوتين» يسعى لتهدئة المخاوف الخليجية من غاراته بسوريا

«بوتين»: روسيا لا تريد التورط في حرب دينية في سوريا

«بوتين» يبحث مع «محمد بن زايد» الأزمة السورية

«بوتين» يلتقي قادة خليجيين على هامش سباق فورميلا 1 في سوتشي

«رأي اليوم»: الرياض تخطب ود الكرملين حتى لا تكون ضحية المحور الروسي الإيراني