تجرؤ على الله وتعذيب مميت وإعدامات بالرصاص.. معتقل مصري سابق يروي تفاصيل مروعة

الأحد 28 فبراير 2021 09:58 م

نشرت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون)، التي أسسها الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي"، شهادة مروعة لمعتقل مصري سابق، تم اعتقاله عام 2014 وتنقل بين مقر جهاز الأمن الوطني (استخباراتي تابع لوزارة الداخلية)، وسجن العزولي التابع للجيش، وسجن العقرب سيء السمعة، وتعرض لتعذيب بشع.

وقال المعتقل، الذي لم تنشر المنظمة اسمه، حفاظا على أمنه الشخصي وسلامة أفراد عائلته في مصر، إنه اعتقل من مقر عمله بشركة أدوية في يناير/كانون الثاني 2014، واقتادته فرقة الاعتقال من القوات الخاصة إلى منزله واعتدوا بالضرب على أفراد عائلته، ومنهم والدته التي تبلغ من العمر 72، والتي فقدت بعض أسنانها جراء اعتداء ضابط من فرقة الاعتقال عليها وسحلها.

وأوضح أنه عندما طلب من الضابط عدم الاعتداء على أمه، قال له الأخير: "احنا كفار، لو ربنا نزل هعمل فيه اللي بعمله فيكم حاليا".

وأضاف أنه نقل إلى مقر جهاز الأمن الوطني، وتعرض لتعذيب عبر التعليق والصعق بالكهرباء لمدة 24 ساعة لإجباره على الاعتراف بارتكاب حادث عنف، رغم أنه كان متواجدا في مقر الشركة التي يعمل بها في نفس وقت ارتكاب العملية التي يتهمونه بها، ولديه دلائله على هذا الأمر (بصمة حضور وانصراف وصوره بكاميرات الشركة).

وقال إن ضباط الأمن الوطني هددوه، إن لم يعترف، بإرساله إلى مكان "لن يستطيع حتى الله فيه عمل أي شئ له"، على حد قولهم.

المرحلة الصعبة في حياة المعتقل كانت عندما تم نقله داخل سيارة ترحيلات إلى سجن العزولي، التابع للجيش، الواقع بمحافظة الإسماعيلية، شمال شرقي البلاد، وهناك تم تعرية جسده بالكامل، وربطه بسلسة من رأسه مرورا بصدره وحتى بطنه وقدميه، مه تقييد يديه وقدميه، ومن ثم كان الجنود يوصلون الكهرباء بتلك السلسة الضخمة، والتي بدورها تنقل الكهرباء لجميع جسده، ليصرخ من الألم.

وأكد أنه شاهد داخل السجن العسكري مئات من أهالي سيناء، ومنهم مسنون وأطفال ونساء، وقال إنه شهد بعينيه إعدامات ميدانية بالرصاص من المسافة صفر لمعتقلين على يد الضباط بدم بارد، خلال جلسات التحقيق والتعذيب.

وروى واقعة مفادها أن معتقلا مسنا شعر بالتعب الشديد، وعندما قيل لضابط إنه يحتاج إلى علاج عاجل، أخرج سلاحه الميري وأرداه برصاصتين في الرأس، وقال للجميع: "هذا مصير من يشعر بالتعب هنا".

وقال إنه فقد وعيه أحد المرات بسبب التعذيب، فتم نقله إلى المستشفى، لكن فوجئ بالطبيب العسكري يقول للضابط إنه سليم ويمكن له استئناف تعذيبه بعد إعطائه بعض المحاليل.

وروى أنه خلال تعذيبه وهو معلق، سمع أذان الظهر، فقال الضابط المشرف على تعذيبه إنه سيذهب للصلاة ويعود لاستئناف التعذيب، لكنه لم يعد لمدة 8 ساعات وظل معلقا بوضعية صعبة حتى فقد الوعي من شدة الألم.

وأضاف أن الضابط الذي يعذبه لاحظ مكان عملية جراحية أسفل بطنه، فأقدم على فتح الجرح بشيفرة حلاقة ثم أدخل فيه سلكا ووصله بالكهرباء، وحينها شعر أن روحه تخرج من جسده من شدة الألم.

وأكد أن سجن العزولي كان يمكث فيه حوالي 1800 معتقل في ظروف مروعة وتعذيب على مدار الساعة وإعدامات ميدانية.

وقال المعتقل السابق إنه تم نقله من السجن العسكري إلى نيابة أمن الدولة العليا، وهناك قابل وكيل النيابة الذي أطلعه على بيان لوزارة الداخلية يتهمه وآخرين بارتكاب حادث عنيف، وطلب منه الاعتراف به، وهدده بإرجاعه إلى سجن العزولي لتعذيبه حتى الموت، إن لم يعترف، وعندما قال له إنه من المفترض أنه كوكيل للنيابة أن يحميه، قال له الأخير: "الكلام ده هناك عند أمك"!.

وأكد أن ضابطا داخل النيابة قال له إنهم متأكدون أنه لم يرتكب أي حادث عنيف، وعندما سأله عن سبب إجباره على الاعتراف قال له إنه يجب أن يعترف لئلا يتم تكذيب الضباط الذين أصدروا بيان الداخلية الذي اتهمه بارتكاب الحادث.

وأضاف أنه اضطر للاعتراف تحت هذه التهديدات، فتم نقله إلى سجن العقرب سيء السمعة بالقاهرة، والذي مكث فيه لمدة عامين ونصف العام.

وروى وقائع مريعة داخل سجن العقرب، ومنها منع العلاج عن معتقل مريض حتى انفجرت بطنه، وترك آخرين ليموتوا من المرض دون علاج، مؤكدا أنه كان يتم تجويع المعتقلين لمدة 4 أيام ثم يعطى كل معتقل رغيفا متعفنا من الخبز.

وأكد أنه ومعتقلين اكتشفوا أنه يتم وضع مواد مسرطنة لهم داخل الطعام، لذلك فإن أغلب السجناء بالعقرب أصيبوا بأمراض مزمنة.

وقال المعتقل السابق إنه أخلي سبيله بعد إخراجه من العقرب ومكوثه شهرا داخل مكان يسمى "ثلاجة الأمن الوطني".

وأضاف أنه بعد إطلاق سراحه هرب إلى السودان بريا، دون أوراق ثبوتية، وقرر أنه لن يعود إلى مصر بسبب الظلم البشع هناك، على حد قوله.

وكشف أنه تم اعتقال معظم إخواته بالتزامن معه ومكثوا داخل سجون مختلفة لمدة عامين، وأن والدته المسنة كانت تسافر لزياراتهم وكانت تبكي من مشقة السفر.

وأوضح أنه سافر من العاصمة السودانية الخرطوم إلى إسطنبول، بعدما منحته السلطات التركية تصريحا بالسفر بوثيقة تستخدم لمرة واحدة، حيث كان مهددا بالترحيل من الخرطوم إلى القاهرة.

واختتم حديثه بأن والدته توفيت وهو في إسطنبول ولم يستطع المشاركة في تشييع جنازتها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التعذيب في مصر السجون المصرية القمع في مصر حقوق الإنسان إعدامات ميدانية سجن العزولي سجن العقرب

رسالة مسربة تكشف تفاصيل تعذيب المعارضين بسجن عسكري مصري