رسالة مسربة تكشف تفاصيل تعذيب المعارضين بسجن عسكري مصري

الأحد 29 أغسطس 2021 10:51 م

نقلت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" (مستقلة)، الأحد، رسالة تحوي تفاصيلا مروعة سردها معتقل سياسي سابق كان محتجزا في "سجن العزولي" العسكري بمحافظة الإسماعيلية عن ظروف الاحتجاز والتعذيب الذي يتم هناك، شمال شرقي البلاد، وذلك بعد أيام من نشر الشبكة رسالة من مجموعة من المعتقلين بـ"سجن العقرب" شديد الحراسة بالقاهرة، تتضمن إقدامهم على محاولة الانتحار بإشعال النيران في زنازينهم، احتجاجا على  التنكيل المستمر الذي يتعرضون له.

وجاء في رسالة معتقل "العزولي" السابق، والتي نشرتها المنظمة: "أنا في الثلاثينيات من عمري، اعتقلتني قوات الأمن المصرية من منزلي فجر أحد الأيام، وتم اقتيادي معصوب العينين لأحد مقرات الأمن المصري".

وقال المعتقل السابق في رسالته: "كنا مقيدين خلفي ومعصوبي الأعين، وجرى أخذ البيانات الشخصية لنا، وتفتيشنا ذاتيا وسط حفل استقبال بالهراوات والأيدي، ومن ثم جرى نقلنا في عربات تابعة للجيش إلى سجن العزولي في منطقة الجلاء في الإسماعيلية، وبعد ذلك تم تسليمنا حسب ما عرفنا لاحقا إلى مبنى س 6 وبعدها جرى حفل الاستقبال".

وزاد: "فور وصولنا إلى مبنى س6، تم استقبالنا بحفل من الضرب وخلع الملابس والانتهاكات، بعدها جرى أخذ بياناتنا وتسكيننا حسب التصنيف، ثم قام الحراس بإملاء التعليمات علينا، وكانت، كالآتي: عند فتح الباب يقف الجميع ووجوههم تجاه الحائط منكسي الرؤوس، وعدم الحديث مع الزملاء النزلاء، وعدم التحرك إلا بتعليمات".

وواصل: "يتراوح تنفيذ التعليمات حسب تصنيف المعتقل، فمنهم المحتجز بواسطة الأمن الوطني، أو المحتجز بواسطة المخابرات العسكرية، أو المخابرات العامة، ويتم تسكين كل مجموعة بانفصال نوعا ما عن الأخرى، وأغلب الموجودين، حسب ما عرفت، كانوا من أهل سيناء بلهجتهم المعروفة، وكان هناك أطفال نعرفهم من صوتهم وصرخاتهم أثناء التعذيب".

ووصف السجن، بأنه "عبارة عن مبنيين منفصلين في معسكر، والمبنى المسمى العزولي، هو دور واحد يسكنه السجناء، ودور علوي يسكنه الحرس، ويتكون الدور من طرقة بها 5 زنازين، وملحق يسمى المربع فيه 5 زنازين أخرى، ومساحة الغرفة 10×4 م2، وغرفة رقم 5 هي الأكبر بمساحة 15×15".

وتابع: "يتم سحب النزلاء من غرفهم معصوبي الأعين في عربات جيب عسكرية إلى س1، وفي الدور العلوي يجري إيداعهم غرفة التحقيق، وهم في وضع الوقوف تحت خرير المياه لمدة ساعة، وبعدها يتم تركيب وحدات كهرباء في أطراف الأيدي، واستجواب النزلاء تحت إشراف ضباط الأمن الوطني أو المخابرات الحربية، وبعد كل سؤال يتم تشغيل جهاز الكهرباء في كل الحالات ومع جميع الإجابات، وفي حال عدم اقتناع الضابط، يتم تعذيب السجين على الجهاز المعروف بالعروسة".

وعن تفاصيل الحياة اليومية في السجن، قال: "أثناء فترة احتجازي، التي امتدت لأكثر من عام، وطوال فترة وجودي هناك، وبسبب منع الزيارات، وعدم امتلاكنا الأموال، كان مصدر الطعام هو التعيين الميري، كان سيء جدا".

وزاد: "يبدأ اليوم الساعة 7 صباحا بوجبة الإفطار المكونة من فول أو عدس ورغيف خبز. وبالنسبة للغداء أوقات خضار وأرز أو مكرونة، أو باذنجان، وقطع صغيره من اللحم أو الفراخ، وبالنسبة لوجبة العشاء، يتكون من فول أو عدس، ورغيف وجبنة أو حلاوة".

وعن أعداد النزلاء، أوضح أن أثناء فترة وجوده، فقد "تراوحت أعداد النزلاء بين 120 إلى 150، ومن خلال طوابير التمام في الطرقة، حيث يكون السجناء معصوبي الأعين، يتم النداء بالأسماء والأرقام حسب أقدمية النزلاء، وفي البداية كان النظام السائد هو النداء بالأسماء، وبعدها تم إلغاء هذا النظام واعتماد نظام الأرقام، ولذلك، علمت بأن العدد يتراوح بين 120 – 150 معتقلا في الطرقة، وتتراوح مدد احتجاز المعتقلين بين شهر وثماني سنوات، وأغلب هؤلاء من أصحاب المدد الطويلة (فاقدي قيد) أي ساقطين من كشوف الأقسام، والذين يمكثون في السجن لسنوات طوال، وعند انتهاء التحقيق أو فترة الاحتجاز، يتم اصطحاب المحتجزين إلى السجن وهم معصوبو الأعين، ويتم تسليم كل رهينة إلى الجهة التابعة لها".

وعن ظروف الحبس غير الآدمية، قال المعتقل السابق: "أدوات النظافة الشخصية معدومة، ويوجد حمامان فقط بالطرقة، ولا يوجد في الغرف حمامات، ويتم إخراج البرنيكة المعدة للحمامات، وجركن مياه، والقمامة، وسط حفل الضرب والجلد، وفاصل من السباب والإهانات اليومية، ويستغرق الأمر 15 دقيقة، ومكان الاحتجاز منعدم التهوية ولم يكن يسمح لنا بالتريض، وكنا نعاني من حر شديد في الصيف، وبرد قارس في الشتاء، مع انعدام الأغطية والملابس".

وأكد أن "الرعاية الصحية منعدمة ولا يسمح للمرضى بأي علاج، وخلال فترة وجودي التي امتدت لأكثر من عام كنت أعيش بملابسي الداخلية والخارجية التي اعتقلت بها، وعرفت من غيري أنهم، لهم سنوات بنفس الملابس".

وفي 24 أغسطس/آب الجاري، نشرت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" رسالة قالت إنها وردت إليها من بعض المعتقلين السياسيين المعارضين لنظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي" في "سجن العقرب"، شديد الحراسة، جنوبي القاهرة.

وكشفت الرسالة أن عددا من المعتقلين أضربوا عن الطعام، احتجاجا على ظروف احتجازهم والتنكيل المستمر بهم، ولما أخبرتهم إدارة السجن بأنها لا تبالي بهذا الإضراب، وحتى لو ماتوا بسببه، أقدم بعضهم على إشعال النيران في زنازينهم، في محاولة للانتحار، قابلتها سلطات السجن بمزيد من القمع والتنكيل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سجون مصر التعذيب في مصر القمع في مصر سجن العزولي الجيش المصري معتقلون سياسيون سجن العقرب

رايتس ووتش تتهم مصر بتنفيذ إعدامات خارج نطاق القضاء وتطالب بعقوبات

الرسالة وصلت.. اقتصادي مصري يتهم "مافيا سياسية" بسرقة منزله

مصر.. عفو رئاسي وترقية لـ 17 ضابطا متهمين بالتعذيب المميت