خبراء: تمديد تخفيضات إنتاج النفط يمنح دول الخليج راحة من التزاماتها المالية

الثلاثاء 9 مارس 2021 12:52 ص

من المنتظر أن تحصل دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط، التي تضررت خزائنها من أزمة فيروس كورونا، على قسط من الراحة فيما يتعلق بالتزاماتها المالية بعد أن اتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، الأسبوع الماضي، على تمديد معظم تخفيضات إنتاج النفط لتشمل أبريل/نيسان المقبل.

وفي حين أن انخفاض الإنتاج قد يضغط على مجمل النمو في المنطقة هذا العام، فإن من المتوقع أن تكبح أسعار النفط المرتفعة العجز في الميزانيات مما يوفر بعض المجال لتعزيز محتمل لاقتصادات دول المجلس التي تتعافى من جائحة كوفيد-19.

وقالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى بنك أبوظبي التجاري "مونيكا مالك": "ستستفيد هذه الدول من ارتفاع عائدات النفط إذ أن الزيادة المتوقعة في أسعار النفط تفوق انخفاض الإنتاج".

وأضافت: "التقلص الملحوظ في العجز المالي مع ارتفاع عائدات النفط يعطي مساحة أكبر لزيادة الدعم المالي لتلك الاقتصادات".

وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها فيما يزيد على عام الأسبوع الماضي بعد قرار مجموعة "أوبك+"، وقالت المملكة العربية السعودية أنها ستمدد خفض إنتاجها الطوعي من النفط بمقدار مليون برميل يوميا للشهر الثالث على التوالي وأنها ستقرر في الأشهر المقبلة التخلص التدريجي منه.

وأجرى بنك "جيه بي مورغان"، الأسبوع الماضي، تعديلاً صعودياً لتوقعاته لسعر برنت في 2021 و2022، بمقدار 3 دولارات ودولارين على الترتيب، إلى 67 دولارا و74 دولاراً للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أمس فوق 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ بدء جائحة كوفيد-19، بعد تقارير عن هجمات على منشآت سعودية.

وكان بعض الخبراء الاقتصاديين قد خفضوا توقعاتهم للنمو في السعودية، أكبر اقتصاد في الخليج وأكبر مُصدّر للنفط في العالم، بسبب الزيادة التدريجية في إنتاج الخام بأكثر مما كان مُتوقعا في السابق.

وقال "جيمس ريف"، كبير الاقتصاديين في "مجموعة سامبا المالية" السعودية: "كانت توقعاتنا عند 46 دولاراً للبرميل لمعظم عام 2020 نظرا لضبابية العرض والطلب على النفط في معظم العام الماضي. في ذلك الوقت، افترضنا أن انضباط أوبك سينهار سريعاً جداً مع تعافي الطلب. وبالتالي توقعنا زيادة كبيرة في الإنتاج السعودي لعام 2021، ستدفع الناتج المحلي الإجمالي النفطي للارتفاع بشكل حاد للغاية، مما يجعل الناتج المحلي الإجمالي ككل حوالي 4%".

وأضاف: "لم يحدث انهيار الانضباط الذي كنا نتوقعه مع استقرار إنتاج النفط في الوقت الحالي على الأرجح. نعتقد أن النمو الإجمالي سيكون حوالي 2.5%"

كما خفّضت "مونيكا مالك" توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لكنها عدّلت توقعات زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وتوقعات الميزانية. وقالت إن من المتوقع الآن أن تحقق السعودية نمواً حقيقياً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1%، انخفاضاً من تقدير بلغ 2.4% الشهر الماضي، لكن من المرجح أن يتقلص العجز إلى 3.9% من توقعات سابقة عند 5.6%.

ستعتمد ترجمة أسعار النفط المرتفعة إلى نمو في نهاية المطاف على كيفية إعادة توزيع عائدات النفط.

وقال "إحسان خومان"، مدير أبحاث الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط لدى بنك "إم.يو.إف.جي" الياباني: "صحيح أن سعراً يتجاوز 70 دولارا للبرميل في سوق خام برنت سيدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى الأمام، لكن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي الذي يعتمد على حجم الإنتاج لن يرتفع على الأرجح. على العكس، هناك مخاطر نزولية لتقديراتنا فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي النفطي".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الخليج

معهد التمويل الدولي يتوقع انتعاشا اقتصاديا متواضعا لدول الخليج

دراسة: المؤسسات المالية الدولية تتجه للتوسع بالخليج