أكدت صحيفة إسرائيلية أن مصر والأردن لديهما تحفظات عميقة بشأن عودة حركة "حماس" إلى النظام السياسي الفلسطيني بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وذكرت "تايمز أوف إسرائيل" أن البلدين لديهما خلافات مع "حماس"، إحدى فروع جماعة "الإخوان المسلمون" التي تعارض الأنظمة في القاهرة وعمان، وتعتبران الحركة التي تسيطر على قطاع غزة تهديدا لأمنهما القومي.
وأشارت إلى أن زيارة غير معلنة لرئيسي المخابرات المصرية والأردنية إلى رام الله ولقائهما برئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، يناير/كانون الثاني الماضي، جاءت قبل يومين فقط من إعلان إجراء الانتخابات الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول فلسطيني (لم تسمه) قوله إن الأردن ومصر اعترضتا على السماح لـ"حماس" بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية، خوفا من أن تزيد الضغوط عليهما لمنح "الإخوان المسلمون" حق الاقتراع.
وأضاف أن المصريين والأردنيين "يشعرون بالقلق من اكتساب الإخوان المسلمون للشرعية في النظام الفلسطيني؛ لأن هذا قد يدفع الولايات المتحدة إلى دفع حكوماتهم للسماح للإخوان المسلمون بالمشاركة في نظامهم الانتخابي".
وتأتي المخاوف المصرية الأردنية في هذا الشأن بعد الانقسام داخل حركة "فتح" التي تسيطر على الضفة الغربية.
ومثلما حدث في عام 2006، كانت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس "محمود عباس" منقسمة بشدة، ويواجه الرئيس منافسين محتملين منهم السجين "مروان البرغوثي" و"محمد دحلان" المدعوم من الإمارات، و"ناصر القدوة"، وزير الخارجية الأسبق وابن شقيقة الرئيس السابق ياسر عرفات، والذي برز كناقد لاذع لـ"عباس".
وقبل يومين، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح فصل "القدوة" من عضويتها ومن الحركة بعد "مواقفه المعلنة المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها".
ومع ذلك، قال المسؤول الفلسطيني البارز "أحمد مجدلاني" إن قانون الانتخابات الجديد - الذي يختار التمثيل البرلماني فقط وفقا للتصويت الشعبي الوطني - سيمنع "حماس" من تحقيق فوز ساحق.
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت حركتا "فتح" و"حماس" أنهما توصلتا مع باقي الفصائل إلى اتفاق على "آليات" إجراء أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما، وذلك خلال اجتماعات جرت في القاهرة التي ترعى جهود المصالحة.
وستُجرى الانتخابات التشريعية في مايو/أيار المقبل، والرئاسية في يوليو/تموز المقبل، علما بأن آخر انتخابات رئاسية أقيمت يناير/كانون الثاني 2005، فيما تبعتها الانتخابات التشريعية بعد عام من ذلك.
