أفادت مصادر عسكرية حكومية بأن ميليشيات الحوثي اليمنية حققت تقدما باتجاه مدينة مأرب آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلاد، بعد سيطرتها على جبل استراتيجي عقب ساعات من القتال مع قوات الحكومة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري حكومي، أن الحوثيين سيطروا على جبل هيلان المطل على مأرب بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، محذرا من أن مدينة مأرب "بعد سقوط جبل هيلان -أعلى مرتفع يطل على المدينة- باتت في خطر".

وذكر المصدر أن سقوط جبل هيلان يشكل تهديدا لجبهات الدفاع الأول لمأرب، وأن "الحوثيين" تمكنوا من قطع خطوط إمداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب.

وفي ذات السياق، قال مسؤول آخر إن قوات التحالف بقيادة السعودية شنت 10 غارات جوية على مواقع تابعة لـ"الحوثيين" بعد ذلك.

وتعرضت مأرب، لهجمات متقطعة من "الحوثيين" على مدار العام الماضي، لكن الهجوم المتجدد منذ الشهر الماضي تحول بسرعة إلى واحدة من أكثر المعارك ضراوة في الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.

ومأرب منطقة صحراوية غنية بالنفط، تبعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة صنعاء، وكانت موطنا لنحو 400 ألف شخص قبل الحرب، لكن بسبب المعارك الدائرة في مناطق يمنية عدة منذ 2015، قفز عدد سكانها وفق بيانات محلية إلى حوالي 2.7 ملايين نسمة بسبب حركة النزوح الواسعة إليها، إذ كان ينظر إلى المحافظة على أنها ملاذ آمن لأولئك الفارين من القتال في أماكن أخرى من البلاد.

ويوجد حاليا في المحافظة 138 مخيما للنازحين، ولكنها لا تحظى بالخدمات الإنسانية والضرورية في حده الأدنى.

ويسعى "الحوثيون" للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للدفع باتجاه الحل السياسي.

ويحتاج نحو 80% من اليمنيين إلى المساعدة، إذ يعاني 400 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، كما يعاني 16 مليون شخص -أي أكثر من نصف سكان البلاد- من الجوع، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ودفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات اليمن إلى الانزلاق نحو ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ عقود.