ما فرص التخلص من نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية؟

الجمعة 19 مارس 2021 06:00 م

توقعت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن تكون نتائج الانتخابات الإسرائيلية متقاربة، وأن فرص التخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ضئيلة؛ رغم تعهد عدد من حلفائه السابقين بهزيمته.

وقالت المجلة إن "نتنياهو"، الذي خدم خمس سنوات كقائد في الجيش الإسرائيلي ويطلق عليه أنصاره لقب "الساحر"، يأمل أن تمنحه استراتيجية تتعلق بشراء أي كمية من اللقاحات لفيروس كورونا مهما كان الثمن نتائج جيدة في انتخابات 23 مارس/آذار، وهي المرة الرابعة التي يذهب فيها الناخب الإسرائيلي لصناديق الاقتراع خلال عامين، ولكن "نتنياهو" يواجه منافسة شديدة من حلفائه السابقين.

وكان لهذه الاستراتيجية نتائجها، فعمليات التطعيم الإسرائيلية هي الأعلى في العالم. وتلقت نسبة 90% من البالغين في إسرائيل اللقاح أو تعافت من كوفيد- 19.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أخبر "نتنياهو" أعضاء حزبه الليكود أن الإسرائيليين "سيصوتون في النهاية بناء على التحرك الذي اتخذ والنتيجة والإنجاز. وفي ساعة الحقيقة سيعرفون من جلب اللقاحات وأخرجهم من الأزمة".

إلا أن الناخب الإسرائيلي حتى هذا الوقت لم يبد اهتماما، ذلك أن الاستطلاعات تظهر أن حزب الليكود سيحصل على 29 مقعدا في الكنيست من 120 مقعدا وهو نفس عدد المقاعد الذي حصل عليه في الانتخابات السابقة.

ويريد الكثير من الإسرائيليين رؤية ظهر "نتنياهو" الذي يحكم منذ 2009، وبعض هذا مرتبط بطريقة معالجته لأزمة كورونا في بدايتها، ففي العام الماضي أعلن النصر على الفيروس لترتفع الحالات من جديد. وهناك أسباب أخرى تدعو الإسرائيليين لعدم دعمه، وهي صورته الانقسامية وغير الصادقة، فقد اتهم بالرشوة والتزوير وخرق الثقة والنابعة من ثلاثة ملفات في المحكمة ضده.

وتشير المجلة إلى أن الليكود سيحصل على أعلى المقاعد في الكنيست، لكن تشكيل الحكومة بحاجة لائتلاف ولم يحدث أن قاد حزب واحد الحكومة.

وتتوقع الاستطلاعات أن حزب الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة لن تحصل على الغالبية. وتجاوز "نتنياهو" هذه المشكلة العام الماضي عبر صفقة مع زعيم حزب "أزرق- أبيض"، "بيني جانتس" الذي وافق على الحكم مع "نتنياهو" ومواجهة فيروس كورونا.

وكان من المفترض أن يتولى "جانتس" رئاسة الوزراء بالتداول مع "نتنياهو"، في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الائتلاف البرلماني انهار بعد ستة أشهر فقط.

المعارضة مختلفة

واليوم تبدو المعارضة مختلفة، وفقد "جانتس" المصداقية مع أنه تعهد بعدم العمل أبدا من "نتنياهو"، وبدلا من ذلك يواجه الأخير تحديا من الوسط العلماني وبعض أتباعه السابقين في اليمين.

"يائير لابيد"، من تيار الوسط، ومقدم البرامج التلفازية السابق الذي أنشأ حزب ييش عتيد (هناك مستقبل) في عام 2012، عمل وزيرا للمالية في حكومة "نتنياهو"، عام 2013 و2014، وأثبت أنه لا يعرف كثيرا عن المالية، ولكنه عزز من موقفه في الفترة الماضية ليس على الأقل لتمسكه بمواقفه والتخلي عن تحالف أزرق- أبيض وعمله مرة ثانية في حكومة "نتنياهو"، وهو يجذب تلك القطاعات التي تعتقد أن الأخير يدلل الناخبين المتشددين.

وتظهر الاستطلاعات أن حزب (هناك مستقبل) يأتي في المرتبة الثانية بعد الليكود. لكن السؤال هل يستطيع "لابيد" إقناع اليمين المتشدد العمل في حكومته؟.

ومن بين منافسي "نتنياهو" أيضا، "جدعون ساعر" الذي كان شخصية بارزة في الليكود قبل أن ينشق عنه. وبعد ذلك أنشأ حزب "الأمل الجديد" والذي لا يختلف عن الليكود بخلاف أن "نتنياهو" ليس عضوا فيه؛ ذلك أن "ساعر" يتهمه بإدارة البلاد "لمصالحه الشخصية"، وعمل "ساعر" المحامي كسكرتير لمكتب "نتنياهو" ووزيرا للتعليم والداخلية وزادت شعبيته داخل الليكود، مما أثار شكوك "نتنياهو" وحرمه من الترفيع. ويراه البعض مملا، فبعد ارتفاع شعبية حزبه في الاستطلاعات بدأت تنخفض.

وسيكون "نفتالي بينيت"، مرجحا لتشكيل الحكومة، وهو العامل السابق في البرمجيات الذي دخل السياسة عام 2006 وعمل كمدير لطاقم "نتنياهو"، واختلف معه في 2012، ثم أنشأ حزب "البيت اليهودي"؛ وهو الحزب الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية ويدعو لضم الضفة الغربية. ولكنه تولى مناصب وزارية في عهد "نتنياهو" ويقود الآن ائتلافا من أحزاب اليمين ويأتي بالمرتبة الثالثة في الاستطلاعات.

وتشمل حملته على وعود بخفض الضرائب وإصلاح التنظيمات لمنح دفعة للاقتصاد، ودعا لرحيل "نتنياهو" مع أنه رفض استبعاد العمل معه مرة ثانية.

ائتلاف من جهنم

ووعد "ساعر" و"بينيت" بعدم العمل مع "لابيد"، وربما غيّرا موقفهما لو كان هذا يعني رحيل "نتنياهو". ويعتقد "لابيد" أنه قادر على تشكيل حكومة، ولكنها ستكون "ائتلافا من جهنم".

ويعتقد البعض أن يقوم "أفيجدور ليبرمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" بدور الوسيط بين القوى المعادية لـ"نتنياهو". وهو يريد التخلص من رئيس الوزراء والأحزاب اليمينية المتشددة.

وربما أدى الاتفاق لتداول في رئاسة الوزراء بين قادة الأحزاب. ولكن الائتلاف يعتمد على حصول أي من الأحزاب على النسبة التي تدخلها الكنيست وهي 3.25%.

ولتعزيز فرصه، حاول "نتنياهو" توحيد الأحزاب المتدينة بل والعمل مع دعاة التفوق اليهودي.

وفي الوقت نفسه تشرذمت المعارضة، فالأحزاب المعادية له والتي دخلت الانتخابات في العام الماضي بناء على أربع قوائم، انقسمت الآن لأكثر من عشر قوائم، بما فيها القائمة العربية المشتركة والتي لن يعمل معها لا بينيت ولا ساعر.

وهناك مخاطر من عدم حصول الأحزاب على النسبة التي تسمح لها بدخول الكنيست، مما سيحرف الميزان لصالح "نتنياهو". وحتى لو حصلت الأحزاب المعارضة على الأغلبية كما فعلت في الانتخابات الماضية، فربما كان لرئيس الوزراء فرصة البقاء.

ويطلق أنصار "نتنياهو" عليه لقب "الساحر" نظرا لقدراته في التغلب على الأضداد، وربما لم يحتج للسحر هذه المرة، فلو لم يكن هناك من سيشكل الحكومة، فقد تضطر إسرائيل لعقد انتخابات أخرى، وحتى ذلك الحين سيظل "نتنياهو" رئيسا للوزراء.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

بنيامين نتنياهو حزب أزرق أبيض حزب الليكود الانتخابات الإسرائيلية

هل يُخرج نتنياهو «الزوبعة» من فنجانها؟

خبيرة إسرائيلية تتحدث عن أزمة خطيرة بين نتنياهو والإمارات

الرابعة خلال عامين.. سيناريوهات الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

قبل 3 أيام من الانتخابات.. تظاهرة ضخمة ضد نتنياهو بالقدس

انتخابات إسرائيل الرابعة.. نتنياهو يأمل في انتصار على مرشحي اليمين

نتنياهو يحاول إغراء مسلمي إسرائيل لانتخابه باللحظات الأخيرة.. ماذا فعل؟