أكدت صحيفة "هآرتس" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي شنت هجمات بحرية طالت عشرات الناقلات الإيرانية، ما تسبب بخسارة طهران مليارات الدولارات.

وذكرت الصحيفة العبرية، في تقرير للخبير الإسرائيلي "عاموس هرئيل"، أن ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بشأن استهداف إسرائيل ناقلة إيرانية "كشف القليل من جبل الجليد للحرب الاقتصادية التي تشنها إسرائيل منذ سنتين ونصف ضد إيران".

وأفادت مصادر أمريكية ورجال مخابرات في الشرق الأوسط بأن "إسرائيل أحبطت بصورة ممنهجة تهريب النفط عبر البحر من إيران إلى سوريا بواسطة المس بـ12 سفينة على الأقل، واستهدف هذا العمل التشويش على نقل بدل النفط المهرب لحزب الله لغاية شراء وسائل قتالية".

ورجحت "هآرتس" أن "يكون مصدر تسريب تقرير وول ستريت جورنال موجود في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ للتشويش على استئناف المفاوضات مع إيران قريبا، منوهة إلى أن "هذا النشر يعكس فقط جزءا من الصورة الكاملة".

وأضافت: "يبدو أنه حدثت بضع عشرات من الهجمات التي نجحت في التشويش على حركة الكثير من السفن وألحقت أضرارا متراكمة بالإيرانيين، يقدر حجمها بمليارات الدولارات".

موضحة أن "حركة السفن تبدأ في موانئ توجد في جنوب إيران وتمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر المتوسط، وهناك حالات تم فيها إرسال إرساليات عبر الطريق الأطول من خلال الدوران حول أفريقيا والعبور عبر مضيق جبل طارق، ومن هناك نحو الشرق في عرض البحر المتوسط، بهدف التهرب من الإصابة في البحر الأحمر".

وتابعت الصحيفة العبرية: "على الأغلب، الهدف النهائي كان ميناء بانياس في شمال سوريا، الذي يوجد بين الموانئ الأكبر منه، ميناء طرطوس وميناء اللاذقية"، وأن "مسار التهريب تم تشخيصه من قبل أجهزة استخبارية غربية في 2018، علما بأن التجارة بالنفط استهدفت الالتفاف على قيود التجارة الدولية التي فرضت على إيران وعلى سوريا إزاء الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد خلال الحرب الأهلية".

وأوضحت الصحيفة العبرية أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأخرى غربية، أدركت بأن إيران وجدت طريقة لمواصلة تمويل السلاح لحزب الله، ونقلت الأموال للمنظمة عبر رجال أعمال من سوريا مقابل النفط الإيراني، ويبدو أن السفن أصيبت في نقاط كثيرة على طول مسارها، من البحر الأحمر وحتى الشاطئ السوري في الشمال".

وأشارت إلى أن عددا من حالات الاستهداف الإسرائيلي دمرت سفنا إيرانية بصورة لا يمكن إصلاحها، واضطرت إيران لجرها إلى الميناء الذي خرجت منه.

وقدرت "هآرتس" أن هذه التطورات جعلت إسرائيل ذات خبرة بعمليات أوسع نطاقا في حال اندلاع معركة عسكرية شاملة مع إيران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو"، وجه اتهاما مباشرا لإيران، باستهداف سفينة إسرائيلية فى مياه الخليج قبالة سواحل عمان، نهاية الشهر الماضي، وردت طهران نافية تورطها. وحينها قالت تقارير عبرية، إن إيران استخدمت ألغاما بحرية لضرب السفينة.