الرابعة خلال عامين.. سيناريوهات الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

الأحد 21 مارس 2021 01:43 ص

سوف تؤكد الانتخابات المقبلة في إسرائيل انجرافها نحو اليمين. وستتواصل التحديات لتشكيل حكومة جديدة مع استمرار الانقسامات داخل معسكر اليمين حول من سيقود الدولة، وما هو الدور الذي سيلعبه الأرثوذكس المتطرفون، ومدى السرعة التي يجب أن توسع بها إسرائيل مستوطناتها.

وإذا لم يتمكن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ولا خصومه من تشكيل ائتلاف، فإن استمرار عدم اليقين السياسي سيعيق قدرة إسرائيل على الاستفادة من السيطرة على الآثار الصحية والاقتصادية لوباء "كوفيد-19".

وبينما تشير استطلاعات الرأي حول انتخابات 23 مارس/آذار إلى أن حزب الليكود بزعامة "نتنياهو" يتقدم، فإنها تشير أيضا إلى أنه ليس لديه ائتلاف كبير خلفه بما يكفي لتشكيل حكومة.

النتائج المحتملة للانتخابات

وستؤدي الانتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين إما إلى ائتلاف يقوده "نتنياهو" أو تحالف مناهض لـ"نتنياهو" أو جولة أخرى من الانتخابات. ونستعرض النتائج الثلاث فيما يلي:

1- يمكن لـ"نتنياهو" أن يشكل تحالف يميني ضيق آخر يفضل المستوطنات والضم وسياسات الهوية اليمينية المتطرفة ويقوض المحاكم الليبرالية في البلاد في كثير من الأحيان. ومن خلال الصفقات الخلفية وربما بعض الانشقاقات من الأحزاب المتنافسة، يمكن لـ"نتنياهو" كسب فترة ولاية أخرى كرئيس للوزراء، ليقود ائتلافا يتكون على الأرجح من علمانيين وأحزاب دينية وحفنة من أعضاء البرلمان المتطرفين.

ومن المحتمل أن يكون هذا الائتلاف هشا، وبالتالي يكون عرضة لضغوط أحزاب الأقلية وحتى أعضاء الكنيست المستقلين. ومن شأن الأداء القوي من قبل المتطرفين اليمينيين أن يجعل مثل هذا السيناريو أكثر احتمالا، ما يشير إلى أن حكومة "نتنياهو" المستقبلية ستكون أكثر تأثرا بالأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.

وتفضل هذه الأيديولوجيات المتطرفة التوسع الإسرائيلي، وزيادة ترسيخ الهوية اليهودية في إسرائيل على حساب الأقليات العربية والدرزية، ومنح امتيازات موسعة للمجتمع الأرثوذكسي المتطرف في التعليم والخدمة العسكرية، والاستعداد لتقويض مؤسسات مثل المحكمة العليا -الليبرالية نسبيا- من أجل إعادة تشكيل الثقافة الوطنية لإسرائيل. كما أنه سيضع إسرائيل في غموض دستوري إذا تمت إدانة "نتنياهو" وهو رئيس للوزراء.

2- ويمكن للتحالف المناهض لـ"نتنياهو" أن ينتصر أيضا. ولكن نتيجة للاختلافات الكثيرة بين مكونات هذا التحالف، فمن المحتمل أن يكون له عمر افتراضي قصير. ويمكن لمزيج من أحزاب اليسار الوسط واليسار واليمين العلماني المناهض لـ"نتنياهو" أن يصنع ائتلافا متنوعا أيديولوجيا يركز على إزاحة "نتنياهو" من السلطة. وليس من الواضح من الذي سيقود مثل هذا التحالف بالضبط، بالرغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب "يش عتيد"، وهو حزب مناهض للفساد، سيحقق نتائج جيدة بما يكفي لتعيين زعيمه "يائير لابيد"، كرئيس للوزراء.

ومع هذه المجموعة من الأيديولوجيات، من المحتمل أن يركز هذا التحالف بشكل أساسي على تمرير الميزانية الوطنية وتوجيه البلاد للخروج من أزمة "كوفيد-19"، بينما يحاول أيضا مراجعة امتيازات المجتمع الأرثوذكسي المتشدد في الخدمة العسكرية والتعليم.

لكن التناقضات الأيديولوجية الداخلية والصدامات الشخصية ستظهر بسرعة بمجرد انتهاء التحدي المشترك المتمثل في إزاحة "نتنياهو" من السلطة. وقد ينهار التحالف أيضا في مواجهة أزمات الأمن القومي، مثل اندلاع صراع في غزة أو الضفة الغربية، أو توغل "حزب الله" على الحدود الشمالية لإسرائيل، أو المضايقات الإيرانية عبر مرتفعات الجولان. وحينها قد تتشاجر الأحزاب حول كيفية الرد، ما قد يؤدي إلى انهيار الحكومة مرة أخرى.

3- إذا لم يقم أي من الطرفين بتشكيل حكومة، فمن المرجح أن يفعل الكنيست كما فعل في يونيو/حزيران 2019 ويحل نفسه لإجراء انتخابات أخرى. وكما حدث عدة مرات في الأشهر الـ18 الماضية، فإن هذا الوضع سيخلق شللا سياسيا وليس استراتيجيا. ويمكن أن يستمر توسيع المستوطنات، ولا سيما عمليات البناء التي تمت الموافقة عليها مسبقا. لكن الميزانية الوطنية لإسرائيل سيتم تجميدها. وبدون الإنفاق الحكومي الاستراتيجي، سيكون تعافي البلاد من فيروس كورونا أكثر اعتمادا على أداء القطاع الخاص. وستمر عدة أشهر أخرى قبل أن تجري إسرائيل انتخابات أخرى.

ثوابت

ومع ذلك، لن تتغير بعض السياسات بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، حيث تتجاوز ملفات الأمن القومي وقضايا السياسة الخارجية الصراعات الحزبية الضيقة.

وستستمر استراتيجية إسرائيل المناهضة لإيران في تنفيذ عمليات سرية وغارات جوية في مسارح بالوكالة مثل سوريا والعراق ولبنان، وكذلك في أعالي البحار وفي الفضاء الإلكتروني.

وستسعى إسرائيل أيضا إلى التأثير على الجهود الدبلوماسية الأمريكية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران.

وستبقى إسرائيل على أهبة الاستعداد للرد على المضايقات من جماعات مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطيني في غزة، و"حزب الله" في لبنان، وإيران في سوريا، لكن من غير المرجح أن تسعى إلى عملية عسكرية كبيرة تكون مكلفة اقتصاديا وسياسيا.

وستستمر أيضا الجهود الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع العالم الإسلامي، بالرغم أن رئيس وزراء جديد قد يغير السرعة التي تمضي بها عمليات التطبيع.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليمين المتطرف الكنيست التوسع الاستيطاني إسرائيل

موقع إسرائيلي: السعودية تحب نتنياهو وتخشى خسارته بالانتخابات

انتخابات إسرائيل الرابعة.. نتنياهو يأمل في انتصار على مرشحي اليمين

نتنياهو يحاول إغراء مسلمي إسرائيل لانتخابه باللحظات الأخيرة.. ماذا فعل؟

الانتخابات الإسرائيلية تسجل أدنى نسبة مشاركة منذ 2009