سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على دوافع الحوثيين المتحالفين مع إيران؛ لرفض المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، ومواصلة جهودها الرامية للسيطرة على مدينة مأرب.

ورأت الوكالة أن أوراق النزاع في اليمن الآن بيد الحوثيين وليس السعودية، مشيرة إلى أن سيطرة الجماعة على مأرب ستجعلهم في موقف أقوى قبل الجلوس مع السعودية على طاولة أي مفاوضات محتملة.

وذكرت أن الحوثيين رفضوا مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها السعودية، ويعتبرونها علامة ضعف من الأخيرة، ويعملون للهدف الأكبر وهو السيطرة على مأرب الغنية بالطاقة الهيدروكربونية في شرق صنعاء.

وأضافت أن السيطرة الحوثية على مأرب سيعزز من قبضتهم على شمال ووسط اليمن.

وأشارت الوكالة إلى أن الحرب في اليمن غيرت الخريطة السكانية في البلاد، فمدينة مأرب التي لا يتجاوز عدد سكانها في وقت السلم عن 20 ألف نسمة أصبح فيها حسب تقديرات الأمم المتحدة 800 ألف نسمة، وهو ما يجعلها ثاني أكبر مركز سكاني في البلاد بعد العاصمة.

مع تحقيقها انتصارات في المعارك، تجرأ الحوثيون وواصلوا إطلاق الصواريخ طويلة المدى التي زودتهم بها إيران على المدن السعودية بما في ذلك المطارات والمنشآت النفطية. وتم اعتراض صواريخهم فوق العاصمة الرياض.

وعلى أثر ذلك اضطر السعوديون لطلب المساعدة من الأمريكيين رغم موقف الرئيس "جوزيف بايدن" من مبيعات الأسلحة للسعودية ووقفه الدعم لحربها في اليمن.

وفي هذه الظروف ربما فسر الحوثيون العرض السعودي أنه إشارة ضعف وربما ضغطوا باتجاه شيء غير وقف شامل لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، حسبما ذكرت "بلومبرج".

 ورأت الوكالة أن استمرار ضربات الحوثيين لمنشآت الطاقة في السعودية، مثل الهجوم على مصفاة نفط في الرياض يوم الجمعة وغارات أخرى على مخازن طاقة في جدة وراس تنورة، أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم سيزيد من المخاوف على إمدادات النفط العالمية.

وذكرت الوكالة أنه مع بداية تعافي الأسواق العالمية من آثار وباء "كورونا"، سوف ستزيد الضغوط على السعودية لكي تعقد تسوية مع الحوثيين الذين أصبح موقفهم قويا في أي محادثات حول مستقبل اليمن، وسيكون أقوى لو استطاعوا السيطرة على مأرب.