بلومبرج: أزمة قناة السويس كشفت هشاشة النظم العالمية

الأحد 28 مارس 2021 04:11 م

ذكرت وكالة "بلومبرج"، الأحد، أن تداعيات أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" وانسداد المجرى الملاحي لقناة السويس كشفت عن هشاشة النظم العالمية وبناها التحتية، وبعثت برسالة مفادها أن أي حضارة في العالم، حتى لو كانت متقدمة، تعاني نقاط ضعف حادة.

وأورد الكاتب الصحفي "كريس بريانت"، في تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، أن مصممي النظم يعملون بدأب من أجل تجنب نقاط الضعف هذه، حتى تستطيع مجالات النقل، والطاقة وشبكات الاتصالات الصمود في وجه أي هجمات أو مصائب، مشيرا إلى  أمثلة لحوادث التصميم المعيب، منها حادثي تحطم طائرتين طراز بوينج 737 ماكس بإندونيسيا، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، نتيجة إرسال قراءات غير صحيحة إلى نظام الطيران الآلي بالطائرة .

وكان من المفترض أن يجعلنا التقدم الذي أحرزته التكنولوجيا، والعولمة، أقل عرضة لهذا النوع من المشكلات، لكن البنية التحتية العالمية لا تزال تعاني من نقاط ضعف مثيرة للدهشة، منها أن تطوير الخيارات التكنولوجية الاحتياطية (باك أب) باهظ التكلفة، كما أنه لا يتوافق مع تحقيق وفرة في الإنتاج، حسبما أورد "بريانت".

وتابع: "في بعض الحالات، تزداد المشكلة سوءا، حيث صارت الصناعات أكثر تركيزا بسبب عمليات الاستحواذ على الشركات، وعلاوة على ذلك، هناك حفنة من شركات التكنولوجيا التي تتحكم في جزء كبير من حياتنا: إذ تسيطر شركات نوكيا وإريكسون وهواوي الصينية على نحو 60% من سوق معدات الاتصال".

ومحصلة هذا هي أن الحكومات صارت الآن أكثر إدراكا للقوة السياسية والاقتصادية التي يتمتع بها من يسيطرون على تلك الشركات، وهي أحد الأسباب وراء المخاوف الكبيرة لدى الولايات المتحدة إزاء مشاركة شركة "هواوي" الصينية مثلا في إقامة شبكات الجيل الخامس.

وأورد "بريانت" تأثير ذلك على عدة مجالات، ففي قطاع الطاقة تعاني أوروبا من نقطة ضعف في أوروبا، وهي أن القارة تحصل على معظم وارداتها من الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب تمر بأراضي أوكرانيا، ولذا لجأت ألمانيا إلى إنشاء خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 لنقل الغاز من روسيا تحت مياه بحر البلطيق. وتخشى الولايت المتحدة من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف شرق أوروبا، وزيادة اعتماد ألمانيا على روسيا.

وفي مجال التمويل، ترتبط تريليونات الدولارات من الأدوات المالية في لندن بسعر الفائدة المرجعي للاقتراض بين البنوك (ليبور) بالدولار، وهو نظام وجدت دائرة صغيرة من البنوك أن من السهل على نحو صادم، التلاعب به، حتى فُضِحَ أمرها في السنوات التي أعقبت الأزمة المالية في 2008.

ومن المقرر انتهاء العمل بهذه الآلية في يونيو/حزيران 2023، بعدما كان ذلك مقررا بنهاية 2021 ولكن جرى تأجيله 18 شهرا.

وعلى نحو مماثل، اعتمدت أوروبا طويلا على نظام التبادل الآمن للمعلومات والمدفوعات بين البنوك "سويفت"، وعلى الدولار الأمريكي، ولكن الأمر صار موضع نقاش في أعقاب الخلافات بين أمريكا وأوروبا على خلفية العقوبات ضد إيران.

وفي مجال التكنولوجيا، كانت هناك تحذيرات على مدار سنوات من أن الولايات المتحدة بحاجة إلى "احتياطي" لنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، حيث من الممكن محاكاته، أوتعطيله. ويتعين تطوير نظام بديل.

وتظهر نقاط الضعف بشكل واضح في مجال أشباه الموصلات أيضا، فقد أجبر النقص في رقائق الكمبيوتر وسط جائحة كورونا شركات السيارات على وقف خطط الإنتاج لديها، وهو جمود مؤقت، ولكنه يكذب حقيقة أن عددا قليلا للغاية من الشركات يستطيع إنتاج الشرائح أو الرقائق الأكثر تطورا، بسبب التحديات التكنولوجية والتكاليف الضخمة لإنشاء المسابك. وأهم هذه الشركات "شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية"، التي تقع في جزيرة معرضة للتهديد الدائم بالغزو من قبل بكين.

كما تحتكر شركة "آيه إس إم إل هولدينغ إن في" الهولندية الآلات التي تستخدم في صناعة الرقائق. وعدم قدرة الصين على شراء أحدث المعدات من الشركة يحد من طموحات بكين في صناعة أشباه الموصلات.

واختتم "بريانت" تقريره بخلاصة مفادها أن ما نشهده من عرقلة السفينة "إيفر جيفن" للملاحة في قناة السويس يؤكد على تنامي أهمية توفر "دعم احتياطي" للنظم العالمية.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرج

  كلمات مفتاحية

قناة السويس مصر

حتى فنجان القهوة في أوروبا تأثر بأزمة قناة السويس

بعد أسبوع من جنوحها.. تعويم السفينة إيفر جيفين في قناة السويس