نجحت جهود دول العالم في استخدام أكثر من نصف مليار جرعة لقاح ضد فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، حول العالم.

ووفق أرقام رسمية؛ تم استخدام من 508.3 ملايين جرعة من اللقاح، في 164 بلدا ومنطقة على الأقل.

ويتسارع نسق التطعيم بشكل متزايد، إذ استعملت أول 100 مليون جرعة لقاح خلال شهرين، في حين استعملت الـ100 مليون الثانية خلال عشرين يوما، والثالثة خلال 15 يوما، والرابعة خلال 11 يوما، والخامسة خلال 8 أيام.

ولا تزال إسرائيل الدولة التي حققت أكبر تقدم في حملة التلقيح، وبفارق كبير.

وتلقى 6 من بين 10 إسرائيليين جرعة لقاح واحدة على الأقل، وتطعم أكثر من نصف السكان بالجرعتين.

كما تعد المملكة المتحدة، من أبرز الدول الأخرى التي حققت تقدما كبيرا في التلقيح، حيث تلقى 43% من السكان جرعة واحدة على الأقل، تلتها الإمارات التي لقحت ما بين 39% من سكانها، ثم تشيلي بـ3%، فالبحرين بـ27%، ثم الولايات المتحدة بـ26%.

أما بالأرقام المطلقة، فتحتل الصدارة الولايات المتحدة بـ133 مليون جرعة، أي 26% من إجمالي الجرعات المستعملة في العالم، تليها الصين بـ91 مليون ثم الهند بـ55.5 مليون جرعة.

واستعملت دول الاتحاد الأوروبي 65 مليون جرعة لقاح، شملت 10% من السكان.

واستأثرت دول التكتل الأعلى سكانا بنحو نصف عدد الجرعات.

استأثرت الدول "عالية الدخل"، بمعايير البنك الدولي، أكثر من نصف الجرعات المستعملة بـ54% مع أنها تعد 16% فقط من سكان العالم.

لكن النسبة في تراجع مع تسارع حملات التلقيح في الدول "متوسطة الدخل".

من ناحية ثانية، بدأت عدة دول "ضعيفة الدخل" حملات تلقيح بفضل "آلية كوفاكس" التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) وتحالف الابتكارات في التأهب للأوبئة "سيبي".

لكن انطلاقتها متعثّرة، إذ استعملت تلك الدول 0.1% فقط من التطعيمات المتحقّقة على المستوى العالمي.

وسجلت أفريقيا حتى الآن استعمال أقل من جرعة 0.7 لكل 100 شخص، مقابل 37 في الولايات المتحدة وكندا، و15 في أوروبا.

وجاء استخدام اللقاح السويدي البريطاني "أسترازينيكا" في الدول الغنيّة كالمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها والدول الفقيرة على حد سواء.

ويعود ذلك خاصة لآلية "كوفاكس" التي تمثل المزود الرئيسي به، كما ينتج ويستعمل بكميات كبيرة في الهند.

أما لقاح تحالف "فايزر-بيونتيك" الأمريكي الألماني، ولقاح "موديرنا" الأمريكي، الأعلى كلفة والأصعب حفظا، فيتركز استعمالهما أساسا في الدول الغنيّة.

أما لقاح "سبوتنيك-في" الروسي، واللقاحان الصينيان اللذان طورتهما "سينوفارم" و"سينوفاك"، فيستعملان أساسا في دول المنشأ، وكذلك في الدول الصاعدة والنامية.

أما في ما يخص لقاح "جونسون آند جونسون" الأمريكي، المكوّن من جرعة وحيدة، فينحصر استعماله حاليا في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، لكنّه رُخص في كندا والاتحاد الأوروبي.

وأظهرت بيانات مجمعة، أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، في أنحاء العالم، تجاوز 127.8 ملايين، حتى صباح الإثنين.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع "وورلد ميتر"، فإن عدد المتعافين يقترب من 102.9 ملايين، فيما تجاوز إجمالي الوفيات المليونين و796 ألف حالة.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها البرازيل ثم الهند وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وألمانيا وكولومبيا والأرجنتين والمكسيك وبولندا وإيران.

كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا وفرنسا.

تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

يأتي ذلك، في وقت انتقد الأمين العام للأمم المتّحدة "أنطونيو جوتيريش"، التوزيع غير العادل للّقاحات المضادّة لفيروس "كورونا" في العالم.

ودعا الدول الغنيّة التي "تخزّن" كميّات ضخمة من هذه اللّقاحات إلى تقاسم جزء منها مع بقية دول العالم، لأنّها الطريقة الوحيدة للقضاء على الجائحة.