رأت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن لبنان بات رهينة نخبته السياسية المتناحرة، متوقعة أن يقود ذلك إلى غرق لبنان مثل سفينة "تيتانيك" ولكن بدون ناج، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحل الوحيد لإنقاذ لبنان من الغرق هو اتفاق السياسيين - الذي لا ينظرون إلا لمصالحهم الخاصة - على تشكيل حكومة تستطيع التعامل من الأزمات المتفاقمة.
ووفق الصحيفة، يرفض عرابو السلطة في لبنان التعاون بجدية مع خطط الإنقاذ التي عرضها عليهم صندوق النقد الدولي.
وعبرت الدول المانحة بقيادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا عن استعدادها لتقديم الدعم لحكومة تلتزم بالإصلاح.
غير أن الطبقة السياسية ترفض تشكيل حكومة؛ خوفا من فضح اختلاساتها العامة، بحسب الصحيفة البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب الله" من جانبه يريد شراء الوقت وانتظار ماذا سيحدث بين إدارة "جو بايدن" وإيران فيما يتعلق بالملف النووي.
كما أن الحزب لا يريد تعريض تحالفه المسيحي بقيادة الرئيس "ميشال عون" للخطر أو يخاطر بسلطته.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول على اتصال دائم مع "عون" إن الأخير "غير مستعد لتقديم أي تنازل على الإطلاق".
وقال حليف لرئيس الوزراء المكلف "سعد الحريري" للصحيفة "هم (النخبة) يقومون باحتجاز البلد كرهينة ويقولون: دعنا نرى لو استمررنا لمدة أطول، ولا أحد يتوقع نقطة الانهيار".
وجراء خلافات سياسية، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة جديدة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة "حسان دياب"، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي.
ومؤخرا زادت حدة أزمة تشكيل الحكومة، عقب تبادل الاتهامات بين الرئيس "ميشال عون" ورئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري"، إثر اللقاء الـ18 بينهما، دون التوصل لاتفاق حول الملف.
وتم تكليف "الحريري" رسمياً بتشكيل الحكومة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه لم يتمكن من إتمام المهمة بسبب الخلافات السياسية، في وقت تشهد البلاد أزمة اقتصادية حادة تضعها على حافة الانهيار.