كشف "محمود عبدالحميد"، نجل أخت الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" مصير جثمان خاله، موضحا أنه بعد الصلاة على "القذافي" ووزير الدفاع آنذاك "أبو بكر يونس" وابنه "المعتصم بالله"، وُضعت الجثث في سيارة توجهت بها ليلا إلى مكان غير معلوم، إلا أنه أشار إلى أن السيارة سارت لأكثر من ساعة ونصف، أي ما يقرب من 150 كيلومترا، في صحراء مصراتة.
جاء ذلك ضمن سلسلة وثائقية بثتها قناة "العربية" السعودية عن الأيام الأخيرة في حياة "القذافي" الأسبوع الماضي.
وقال "عبدالحميد": "بعد الصلاة على الجثامين في منطقة التسويق الزراعي، توجهنا ليلا إلى مكان غير معلوم، واستمر المسير نحو ساعة ونصف بالسيارات، ولم يسمحوا لي (المسلحين) بالنظر إلى جانبي الطريق حتى لا أحدد المكان".
وضمن السلسلة الوثائقية نفسها، كشف "فرج إبراهيم"، المرافق الشخصي لـ"القذافي"، كواليس الساعات الأخيرة لمقتله بعد استهدافه ومرافقيه بضربة جوية لحلف الناتو.
وأوضح أنه ومن معه حاولوا تجهيز سيارة مصفحة تصفيحا بدائيا باستخدام أكياس رمل، لكن سقوط قذيفة خربت ما فعلوه، مضيفا "أنهم تأخروا في الخروج من معقلهم بعد أن كان مبرمجا أن يتحركوا في جنح الليل بسبب تدخل طيران الناتو والقصف المتواصل على 3 مرات".
وذكر أن أول ضربة لحلف الناتو أصابت سيارة الحراسة التي كانت خلف سيارة "القذافي" مباشرة فقضت على السائق ومن معه، مبينا أن الضربة الثانية دمرت الآليات؛ ما اضطرهم للترجل والتحصن بمنطقة الزعفران في بيوت قيد الإنشاء، عندها بدأت الاشتباكات.
وأفاد "إبراهيم" بأن معظم أفراد الحراسة والمرافقين لقوا حتفهم جراء القصف بالأسلحة الثقيلة.
واستحضر المرافق الشخصي لـ"القذافي" أنه في خضم ذلك القصف اضطر العقيد الليبي وبعض من بقي معه إلى الهروب وترك تلك المنازل التي كان الرصاص يخترق جدرانها، وهي آخر لحظة رآه فيها.
وفي حدود منتصف ذلك اليوم، رأى المحتجين من بعيد ملتفين حول سيارة الإسعاف وسمع أصواتا وهتافات تقول إن "القذافي" مات، وفق روايته.
وفي وقت سابق، كشف تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية فحوى مفاوضات سرية بشأن الأوضاع في ليبيا عام 2011، موضحا أن طرفي المفاوضات من النظام والمعارضة، اتفقا على مقترح ينص على أن يتخلى " القذافي"، الذي حكم البلاد 42 عاما، عن الحكم ويترك السياسة على أن تستمر مؤسسات الدولة دون تغيير.
ووفق التقرير، كان من الممكن أن تنقذ المفاوضات حياة "القذافي" من المصير الذي لقيه، وتجنب ليبيا الفوضى التي غرقت فيها بعد ذلك لسنوات، إلا أن "المفاوضات انهارت وقُتل القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي، كما قُتل أيضا أكثر من 1000 مدني خلال الحرب".
وفي فبراير/شباط عام 2011، حذت ليبيا حذو غيرها من الدول العربية مع تدفق عشرات الآلاف على الشوارع مطالبين بإنهاء حكم "القذافي".
لكن قوات الأمن شنت حملة قمعية وحشية ضد المحتجين، ووعد "القذافي" بسحق "الفئران في الشوارع"، في إشارة إلى المتظاهرين.
وفي 17 مارس/آذار 2011، صوتت الأمم المتحدة لصالح التدخل لمنع "القذافي" من قتل شعبه، وشنت طائرات "الناتو" عمليات قصف ضد القوات النظامية الليبية على مدار الأشهر السبعة التالية.
